آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:00:58:40
فتاوى "خصروف" العسكرية الإصلاحية
عادل العبيدي

الاحد 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

من غرائب حزب الإصلاح الإخواني ، أن تسمع عندهم عن هيئة يطلقون عليها (هيئة علماء اليمن) ، هذه الهيئة التي اتخذت من نفسها ولنفسها وللحزب الذي تنتمي إليه ، حق التمثيل الشرعي والديني في إصدارها فتاوى دينية كيدية سياسية ، التي كما قرأنا عنها في وسائل إعلامية كثيرة و منها الجنوبية ،  أنها تدعو إلى الجهاد ضد الانتقالي الجنوبي ، وتصف  قوات المقاومة الجنوبية بالبغاة والمتمردين ، وتدعو الشعب للتصدي لهم .

الشيء الغريب والعجيب من هذه الهيئة ومن من يسمون أنفسهم علماءها ، أنها في فتواها تدعو إلى الحفاظ على الوطن ، والوطن هذا غير موجود أصلا، لا في قلوبهم ولا هو حتى تحت سيطرتهم ، ولا يملكون زمام أمره  ، بل أنهم هم أول من ضحى بهذا الوطن ، وهم أول من بارك تسليمه للحوثي،  شمالا  وجنوبا ،  أي أن هذا الوطن  الذين  يحاولون التشدق باسمه وبوحدته والحفاظ عليه في سفاهة فتاويهم ،التي الدين الإسلامي بريء منها ، قد خرج من تحت سيطرتهم وشرعيتهم ،التي مازالوا يتبجحون بها، إلى قوم آخرين، يوم أن حبوا الحياة على الموت فداء وتضحية وشهادة دفاعا عن الدين والعرض والأرض  ، ومثلهم لا يستحقون التكلم باسم الوطن والدين .

والمعجزة في فتاوى مأرب أن فحواها لم يتجه إلى الحوثي الذي اغتصب أرضهم وأموالهم وديارهم،  وإنما اتجهت إلى أبناء الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية ، الذين استماتوا في الدفاع عن دينهم وأرضهم وعرضهم وعن أمن منطقة الجزيرة العربية والخليج ، الذين لإخلاصهم وصدقهم أنزل الله عليهم نصرا مؤزرا بطرد الحوثي منها ، والتمكين من السيطرة على وطنهم  ، وتثبيت  شرعيتهم عليها ، و الذين مازالوا إلى جانب التحالف العربي ويضحون من أجل تطهير أراضي وحرائر  الشمال من قبضة الحوثي وغطرسته.

ولأنها فتاوى حزبية سياسية عسكرية كيدية  لا غير ، فقد تناولت أيضا الجهاد - كما قرأنا ذلك في تقرير صحيفة "الأمناء" الغراء - ضد دولة  الإمارات العربية التي وصفتها بالمستعمرة والمحتلة، وهذا استهداف خطير ، يدل على خطورة نية تلك الفتاوى التي تحاول المساس بأمن  الجزيرة والخليج لصالح مشاريع سياسية جانبية  تخدم دولاً أخرى كقطر و إيران ، وإلا كيف يكون ذلك؟! ، والمعلوم أن دولة الإمارات حليف استراتيجي وقوي في الحرب ضد الحوثي ، وقدمت الكثير من الدعم المادي ، وضحت بالكثير من جنودها  الأبطال .

ما نفهمه من فتاوى علماء مأرب ، أنها قد قصدت ترك كل الشر الموجود في الشمال ، والاتجاه إلى هدم كل الخير الذي بني في الجنوب ، و إحلال مكانه الفوضى والاغتيالات والتفخيخات،  هذا إذا لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم بالسيطرة الإخوانية على عدن.

ومن عجائب اجتماع ما سمي بهيئة علماء اليمن في مأرب أيضا ، أن أعضاء تلك الهيئة  سياسيون و ينتمون في عضويتهم إلى حزب الإصلاح الإخواني ويمثلونه، ولا يمثلون علماء السنة ، والشيخ مقبل رحمة الله عليه قد قال عن حزب الإصلاح : " حزب المفلسين" .

بل أن المخجل أكثر في اجتماعهم وما أخرج عنه ، أنه قد كان تحت رعاية العسكري خصروف ، والجهة المنظمة له هي دائرة التوجيه العسكري ، وهذا يعني أن ما أخرج عنه هي فتاوى خصروف العسكرية الإصلاحية، الغرض منها تحقيق مآرب ومصالح سياسية حزبية عسكرية للقضاء على خصومهم فقط ، غير آبهين بما تجر إليه فتاواهم تلك من خراب ودمار وفوضى وتخويف وتشريد بحق الآمنين والأبرياء من أبناء المجتمع الجنوبي .

الذي يبدو - وهذا اعتقاد شخصي- أن الهدف  من وراء اجتماع مشائخ الإصلاح في مأرب وما أخرج عنه ، أنه امتداد للأحداث الأخيرة التي حصلت في عدن،  ولا سمح الله ،تحريض أيضا  لأحداث جديدة أخرى، تكون بدعم من  دول أخرى، معادية لدول التحالف العربي، وبتعاون حكومة بن دغر التي لم تلتزم ببنود لجنة وساطة التهدئة ، لتمكين الإخوان من السيطرة على عدن ومحاولة هزيمة الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية ، وطرد التواجد الإماراتي من عدن،  ولكن هيهات لهم تحقيق ذلك .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل