آخر تحديث :السبت 13 يوليو 2024 - الساعة:00:02:00
آن الأوان بدمج المقاومة الجنوبية في إطار الجيش الوطني والأمن الداخلي
عبدالعزيز الدويلة

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

لا نختلف إذا قلنا بأن جهودَ  ودور المقاومة الجنوبية المسلحة وكل قياداتها التي أسهمت في مواجهة الغزو الهمجي لجماعة الحوثي الإيرانية على عدن في نهاية مارس 2015 كانت تمثل القوة الباسلة والشجاعة في التصدي ودحر هذه الجماعة الغازية على الجنوب في ظل الصراعات والخلافات والتحديات التي ظهرت في الأفق بسبب الاتهامات المتبادلة آنذاك بين أطراف النزاع والقوى السياسية والعسكرية والتواجد العسكري الإيراني بصنعاء آنذاك.

ومن هذا المنطلق تفجّر الوضع وانتشرت الفوضى وبدأت الحرب وتكبدت مليشيات الحوثي الإيرانية خسائر فادحة وكبيرة في الأرواح والعتاد في عدن ، وأصبح شباب المقاومة الجنوبية صمام أمان المدينة والدرع الواقي لحماية مدينة عدن وعدم سقوطها  في فوضى عبثية كما تشتهي بعض القوى في ضرب المدينة من الداخل وتمزيقها وإدخالها في  فوضى أمنية لا متناهية حتى يتسنى  لها إسقاطها معنويا وفرض إرادة سياسية لا تلبي طموحات مواطني الجنوب.

أمّا وقد تمكنت هذه المقاومة من دحر عدوّ شرس متمثل بالجماعة الحوثية الإيرانية وتمكنت من الخروج من أصعب الظروف التي مرت بها فقد آن الأوان من جمع شمل هذه  القوى في إطار الجيش والأمن الداخلي بحيث تخضع لآلية  عمل منظمة ومحايدة تنفذ قرارات الدولة متمثلة  بالسلطة التنفيذية والتشريعية والتي يجب أن تحترم مطالب الشارع والجماهير بحيث تفرض منطق العقل والسلم الاجتماعي وضرورة الحيادية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وعدم اللجوء إلى العنف ونهب الممتلكات والأعمال البلطجية  المقيتة.

على أن  الأهم في كل هذا هو أن تتوحد كل القوى وتتجه صوب إسقاط الانقلابيين الحوثيين المتمردين واستكمال تحرير  تعز وبقية المناطق  الأخرى  والواقعة  تحت سيطرة الانقلابيين وليس خلق  عدوّ وهمي بحجة دعوات الانفصال ، فمستقبل الجنوب لا يحدده  غير الجنوبيين ، وتقرير مصيره لا  يتم إلا بأيديهم لا غير وليس من حق أي جهة حزبية كانت أو مناطقية الوصاية أو فرض  هيمنتها أو سياستها العقيمة على الجنوبيين؛ فالجنوبيون اختاروا بكامل إرادتهم وعبر مليونيات عدة أن يكون المجلس  الانتقالي  هو الحامل السياسي للتعبير والتفاوض حول مستقبل الجنوب. 

وما الأحداث المجيدة التي شهدتها عدن في 30 يناير والتي كشفت أن هناك من يتربّص ويحاول إشعال  نار  الفتنة بين الجنوبيين  ولعن الله  من  أيقضها لدليل  على أن هناك محاولات مستمرة للنيل من استقرار عدن، ولكن حكمة  أبناء وعقلاء الجنوب لم ينجروا إلى هذه المصيدة بل وقفت جنبا إلى جنب مع مجلسها الانتقالي وأخمدت  هذه  الفتنة وفوّتت الفرصة على من يريد إخماد  أحلام  الجنوبيين في تحقيق واستعادة دولتهم الجنوب  الحر.

إن بقاء هذه  القوى المتفرقة والتي تنتمي لولاءات  متعددة فيه خطورة وقنبلة موقوتة تهدد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية ، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة ربما أكبر وأبشع من الأحداث الأخيرة التي وقعت في عدن ما لم يجري العمل في سرعة  دمجها وتوحيدها وتوعيتها أيضا وبناء  عقيدة وطنية ولاؤها يكون للوطن وليس لأشخاص بعينهم.

 

  

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص