آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:01:04:31
علي الجريتلي يسبق وحيد رشيد
برهان مانع

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

علي الجريتلي كان وزيرا شابا معروفا بشجاعته وصراحته وذات يوم اختلف مع الرئيس جمال عبدالناصر فكتب الاستقالة من الوزارة، وقد خاطب جمال المقربين له ان اصرار وزير المالية على الاستقالة يؤكد انه غني جدا.. وليس في حاجة الى مرتب الوزير وقد كلف عبدالناصر المخابرات ان تبحث عن ثروة ورصيد جريتلي في البنوك.

وبعد أيام قلائل تلقى تقريرا من المخابرات يقول ان رصيد جريتلي في البنك هو اربعة وثلاثون جنيها فقط لا غير!..والصورة هنا تتجلى بوضوح ان جريتلي لم يفكر كيف سيعيش او متى سيجوع اولاده ولكن استجاب لصوت ضميره فقرر الاستقالة وعاش فقرا مدقع حتى اختارته الامم المتحدة خبيرا في عدة دول، بعدها يعرض عبدالناصر على جريتلي منصب نائب رئيس الوزراء ولكنه يرفض ويكسب احترام عبدالناصر فقيل ان الدكتور جريتلي الوزير الذي فضل الجوع ليقول لا..

وهو لا يمتلك الا 34 جنيها.

ففي اعتقادي اننا في اليمن وفي كل مرحلة سياسية نبدأ من بداية الهرم الحكومي حتى قمة الهرم، فالجميع يمتلك اكثر من 34 مليون ريال، ولا تعنينا الارقام هنا فنرجو في مقالنا هذا ان يفتح سيادة محافظ عدن سعة صدره باسم الحرية والتعبير المؤدب وجميعنا يعرف الظروف التي وليتم فيها المحافظة والشجاعة من قبلكم لتولي المنصب والوطن يعيش صراع قوى تترقب ساعة الصفر.

سيادة المحافظ ان اهالي عدن تعاني من خدمات ولا تفكر متى سيتبنى قيادة المؤتمر القضية الجنوبية ولا تهتم متى سيفرخ الاصلاح مجالس تمثل القضية الجنوبية ولا يعني المواطن الغلبان متى سيتوقف صراع اصحاب الفيدرالية والفك.. فأنت يا سيدي ليس محافظنا لهؤلاء، بل محافظ لأبناء عدن اجمع الذين يرغبون في قربك منهم في الميدان.

سيادة المحافظ ان الكرسي ينبعث منه شعاعا سحريا غريب يعمي العيون، فلا ترى من القبح الا الجمال ولا تسمع من الاحمق الا الحكمة ولا تشم في البصل الا رائحة العطر الاخاد!

لهذا ابناء عدن لا يرغبون في رحيلك قط بل يرغبون في قربك منهم قبل ان ينفض المولد وتفقد السلطان وينصرف عنك الاعوان..

فأين يا سيدي نزولك الميداني بدون حراسة مدججة فهنا امامك في كل شارع وحارة المجاري طافحة وفي كل زقاق مطب الا تشاهد سيادة المحافظ ان ادارات الاشغال العامة والطرق (بلدية) البعض منها مغلق بعد الحادية عشرة ، فأين خدمات العوائق ؟ والبيئة والانارة و..و..و..

سيادة المحافظ مر في شوارع عدن بعد العيد ستشاهد المواشي والاحواش امام كل ملحمة بل واصبحت القمامة امام ابواب المدارس ورغم الجهود المقدمة من قبلكم ومن قبل مدير عام التربية في اخراج النازحين الا انه مازال حتى يومنا هذا طلاب الصفوف الاولية يفترشون الارض وبدون كراسي.

ما هو رأيك بزيارة مفاجئة الى السوق البلدي (العيدروس) حتى تشاهد على ارض الواقع خرابة ولا تعليق.. وعند مرورك الى السوق الطويل سوف تستمتع باعاقة الطريق من البسطات والبلياردو وغيرها.. وسوف تتمنى مشاهدة رجل عوائق او رجل مرور بيده دفتر مخالفات، وامامك شارع الحدادين مغلق بسبب الفرزة ، وهناك سوف تزور بعض الافران وتتعجب كيف اصبح حجم الروتي ! ، وعندما تقترب اكثر من المواطن والميدان سوف تتعرف على الكثير من الخدمات الغائبة، فالقرب من المواطنين سيجعل يتفاعل معك وبالذات العقول المستنيرة لانك ابن عدن وينتظر منك اهالي عدن الاتسبق علي الجريتلي بل ينتظرون منك قرارات رادعة للبعض من مدراء العموم والمكاتب ورؤساء الاقسام المقصرين في عملهم .

اهالي عدن ينتظرون منك الكثير في الصهاريج والقلعة والبحار التي تفتقر لكل الخدمات المقدمة للاطفال من مراجيح عاطبة وغيرها.

وعندما تقترب من المواطن سوف تزداد جمالا وعلما وفضلا وعبقرية وبعد نظر في خدمة عدن.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل