آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:15:44:28
كرامة الشعوب أغلا يا هادي
عادل العبيدي

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00


 التصعيد الشعبي الجنوبي  الذي دعت إليه قيادة الانتقالي الجنوبي وقيادة قوات المقاومة الجنوبية لإسقاط حكومة بن دغر ، لم يأتي على هوى تلك القيادة ، أو أنها تحاول استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية ، إنما كان ذلك بسبب عنجهية حكومة المعاشيق واستمرارها في محاربة الشعب الجنوبي بما في يديها من الحاجات التي يريدها الشعب  لأهميتها في استقرار حياته المعيشية والصحية والتعليمية والخدماتية وحياة أبناءه ، لكنها  تعمدت العمل على منعها من أن تصل إليه، إلا القليل اليسير التي تحاول به  الظهور  أمام دول التحالف العربي والعالم ، وذلك   لتحقيق أغراض دنيئة في نفسوس أعضائها، و  مكاسب سياسية حقيرة  لأحزاب الشمال المأتمرة بأوامرهم.
ولما تكشفت حقائها العدوانية لدى  الشعب الجنوبي الذي  صبره عليها قد تجاوز الحدود ، خاف أن يتمادى عليها ولا يدري بنفسه إلا وقد وقع غريقا في كوارثها التآمرية، حينها لا يستطيع إنقاذ نفسه ولا يجد من ينقذه،  فما كان من الشعب الجنوبي إلا أن واجه الانتقالي الجنوبي بحقيقة  مخاوفه تلك، على أعتبار أنه المجلس الذي أعطاه الثقة أن يتكلم باسمه ويمثل شرعيته ، وهذا ماكان من الانتقالي الجنوبي الذي بدوره رفع مخاف الشعب الجنوبي من مخاطر وأضرار شر وفساد حكومة المعاشيق عليه أن هي استمرت في سلطتها إلى الرئيس هادي، على أعتبار أنه مازال يمثل شرعية الشمال والجنوب في ظروف الحرب القائمة ، يطالبه أن يستخدم سلطته في تغيير حكومة بن دغر المنحطة بحكومة كفاءات، تلبي حاجات الشعب الجنوبي ومطالبه .
ما يجب هنا على الرئيس هادي فهمه ، أن كرامة وعزة ومعيشة الشعوب أغلا من أن  تقارن ببقاء الحكومات ، فما بالنا بتغيير حكومة فاسدة تحارب شعبها كحكومة بن دغر، وأن مطلب تغييرها هو مطلب شعبي بحت ، وأن الانتقالي الجنوبي الذي يقود هذا التصعيد الشعبي الجنوبي ضد حكومة بن دغر لا يقصد منه النيل من شرعيته كما يروج له الاصلاحيون والمؤتمريون،  الذين يحاولون التشويش على الرئيس هادي ، وهم بذلك فقط يحاولون استغلال هذه الظروف لأفتعال الصراع بين الجنوبيين ، وما دعوة الرئيس الزبيدي له إلا دليل الأعتراف بشرعيته ، ولهذا  عليه أن يلتقط هذه الدعوة الجنوبية ويبادر في الإسراع بتغيير حكومة بن دغر اللأخلاقية ، ويفوت الفرصة على كل من يريد اشعال الفتنة بين الجنوبيين .
وحتى تكون الأمور أكثر وضوحا للرئيس هادي عليه أن يعرف جيدا ، أن الخروج الذي يقصده شعب الجنوب في يوم الأحد إلى ساحة العروض في تظاهرة تصعيدية إحتجاجية تطالبه بإسقاط حكومة المعاشيق ، لا تكون مزحة ولا تراجع فيها بل أن سلميتها قد تمتد إلى عدة أيام حتى يتم الاستجابة لمطالبه ، و لهذا عليه أن لا يكابر ولا يزايد في النظر بين مطالب التصعيد الشعبي الجنوبي ، وبين أعمال حكومة بن دغر التي في كل دقيقة وفي كل ثانية وهي تزيد من معاناة شعب الجنوب ، وماذا يريد أصلا منها ؟ وماذا يتوقع أن تصنع من أعمال خالدة تذكر في عهده ؟، وهي نفسها التي تصنع المشاكل ليتضرر منها الناس !، وهي التي تقوم  بشراء العملة الصعبة لتهريبها إلى الخارج! ماذا ننتظر منها بعد أن أرتفع الدولار في عهدها إلى أكثر من 500ريال ؟، ننتظر منجزاتها في طلب الوديعة تلو الوديعة من الأشقاء العرب حتى يكون الهلاك المدمر ؟.
على الرئيس هادي أن يستفيد مما   أحدثته  ما يسمى بثورات الربيع العربي على زعمائها، عندما لم يستجب لمطالب شعوبهم بوقت سريع، وقد كانوا يملكون القوة والمنعة،  إلا أنها لم تستطع حمايتهم من غضب إرادة شعوبهم عليهم .
أما التصعيد الشعبي الجنوبي الذي سيكون يوم الأحد ، لا يطالب إلا بتغيير حكومة فاسدة ، معترف بفسادها محليا وعربيا وعالميا ، و  سيكون محاطا بحماية قوات المقاومة الجنوبية ، إذا لا مفر أمام الرئيس هادي غير الأسراع في تغيير حكومة بن دغر المفلسة.
الحكومات وجدت لخدمة الشعوب ، وليس كما حكومة المعاشيق ، و متى طالب الشعب إسقاطها ، يجب أن تسقط .
اصرار بن دغر وأعضاء حكومته على البقاء يعني إصرارهم على زيادة معاناة شعب الجنوب ، وإلا فهم أمام خيارين ، أما الأعتراف بشعب الجنوب ومن ثم قبول طلب  إسقاطهم،  أو عدم الأعتراف بشعب الجنوب ومن ثم الرحيل من أرضه .
مهما تفنن المزينون لحكومة المعاشيق في نظر الرئيس هادي، عليه أن يرجح كفة  غلاء كرامة وعزة ومعيشة  الشعب الجنوبي .

   عادل العبيدي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل