آخر تحديث :الاربعاء 08 مايو 2024 - الساعة:11:43:49
الجنوب يتسع للجميع .. وكفاكم إهدارا للفرص
احمد عمر حسين

الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

تكاد تكون هذه الحرب – حرب 2015م - الحرب الوحيدة التي لم يتواجه فيها جنوبي ضد جنوبي حسب معلوماتي حتى الساعة، وأعتقد أن الجميع قد قاوم الحوثعفاشين بعزيمة صلبة وروح وثّابة ورؤية واحدة من الأطياف الجنوبية جميعها سلفيين وعسكريين وحراك وشباب في مقتبل العمر .. وجميعهم جمعهم هدف واحد وهو هزيمة ودحر الغزاة الجدد والذين جاءوا بحسب الادعاء الكاذب ليحاربوا (الطوعش) ! حسب لهجتهم ، بينما الطواعش قد أعلنوا إمارتهم في حضرموت بعد أن خلعوا الميري العسكري ولبسوا الأفغاني الزيّ الذي تلبسه القاعدة وطاعش "داعش".

اليوم وبعد مرور أكثر من عامين على التحرير لم نرَ من قيادات الجنوب أكانت تحت غطاء الشرعية أو تحت غطاء الانتقالي لم نرَ منهم تقارباً حقيقياً رغم أن الجميع يؤكد بأن مصير الجنوب يقرره أبناؤه فقط.. والجنوب يتسع للجميع ويكفيكم إهداراً للفرص التي سنحت سابقاً والتي هي اليوم أيضا تحت أيديكم ، يكفي تمزقاً ويكفي تحادقاً ويكفي مناكفات ومكايدات وخربشات في الواتس ومواقع التواصل ، فالكلمة أمانة ومسؤولية ، والضياع لا سمح الله سيكون النتيجة التي لا تقبل الشك والجدل في حال استمر حال قيادات جنوبية شرعية وقيادات حراكية في الانتقالي وبقية المكونات التي لم تنضوي في إطار المجلس الانتقالي..

الضياع للوطن والجنوب وللجنوبيين قاطبة ، شرعية ومن هم خارج إطار الشرعية سيكونون عرضةً للضياع إذا استمر أداءهم يتمترس في حلقة المناكفات والمكايدات وانتهاز الفرص وتتبع العثرات بغرض التشويه وتسجيل نقاط .

كلكم بالنسبة للحوثعفاش وللأسف حتى من في الرياض من حوثعفاشيين يتمسحون برداء الشرعية ، علكم في نظرهم أعداء ، فالشرعي عدو خائن وجالب للعدوان بحسب قول وقناعة الحوثعفاشيين ، والمقاوم الجنوبي حراكي وغير حراكي كذلك بنظرهم عدو وخائن ومتعاون وقابل بالعدوان كذلك حسب قول الحوثعفاشيين ، وذلك يعني أنكم تحت طائلة التصفية بمحاكمات أو باغتيالات حينما تضع الحرب أوزارها وخاصة إذا عادت حليمة لعادتها القديمة ! ، أي العودة لباب اليمن.

انظروا للمتغيرات التي حدثت وتحدث حتى اليوم وبعد ظهور بوادر تشكيل محاور إقليمية جديدة مما قد يستدعي إطالة أمد الحرب ، وفي ظل معاناة شديدة لأبناء الجنوب بالذات جراء تدهور قيمة الريال وعدم دفع الرواتب والحوافز والمكافآت والتي كانت تدفع قبل الحرب ، ما الذي قدمتموه للخروج من أزمة عدم دفع الرواتب ؟ وما الذي قدمتموه من أجل الحفاظ على عدم تدهور قيمة الريال والذي لم نرَ من العجب العجاب أن تكون مؤسسة ما تضمن الريال وترتفع قيمتها أمامه وينهار هو أمامها وأمام العملات الأخرى فأي قانون اقتصادي يجيز ذلك؟ أليس الضامن والمضمن عليه مترابطان صعوداً أو هبوطًا؟! .

إذا فعلتم يا من تكثرون الحديث عن الجنوب وشعب الجنوب ومؤسسات الجنوب ودولة الجنوب القادمة كلكم سواء في الشرعية أو في الانتقالي ، الجنوب بأيديكم وتحت سيطرتكم كأرض ولم يتبقَ سوى الوصول لقاسم مشترك بين أبناء الجنوب من كان قيادياً في صفوف الشرعية أو الانتقالي أو خارج الانتقالي.

لابد من الالتقاء والابتعاد عن المناكفات بين قيادات الجنوب ابتداءً من د. أحمد عبيد بن دغر ومن هم تحت قيادته من أبناء الجنوب .. الحرب الحقيقية هي ليست ملاحقة العَلَم "الخرقة" ، الحرب الحقيقية تقديم الخدمات ووقف تدهور الريال ، فالحوثي وهو انقلابي حوثعفاشي يرفع علم "الوحطة" فلماذا تحاربونه ما دام يرفعها وفوق العاصمة إذا كانت مسؤوليتكم تتلخص في رفع "الخرقة"؟! .. فالوطن هو الإنسان وكرامته.

الناس وخدمتهم أهم من المظاهر الزائفة .. دعوا الناس وخدمتهم أهم من المظاهر إلى ما دون خط الفقر وأنتم تذهبون في معارك "دون كيشوتية" ستضيعون كلكم فيها لأن العدو الحقيقي يتربص بكم من حيث لا تعلمون ، ولا يدعي أحد منكم أنه يعلم ، لأن الحقيقة أنكم لا تعلمون أبدا وإلا ما ذهبتم لمعارك جانبية لا تقدم ولا تأخر فيما الحوثعفاشي ينعمون في صنعاء وبقية المحافظات التي تحتهم ويرفعون العلم "الخرقة" علم (الوحطة) فيما هم حسب قولكم انقلابيين وعملاء لإيران (إيران وحدوية) وحسكم تقولون عليها انفصالية.

العام 2018م، أطلّ ويجب عدم العودة للوراء بل التقدم للأمام وإيجاد قاسم مشترك جنوبي وكفاكم إضاعة وإهداراً للفرص.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص