- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
بقراراته الجمهورية الأخيرة الصادرة مساء الأحد والتي أقصتْ من تبقى من قيادات الثورة الجنوبية " الحراك الجنوبي" من الشراكة السياسية بحكومته يكون الرئيس عبدربه منصور هادي- ومن خلفه حزب الاصلاح ,وربما دول التحالف ذاتها- قد دقَّ آخر مسمار بنعش هذه الشراكة الهشة أصلا, والمبنية على أرضية رخوة تميد بها مشاريع سياسية متضادة:مشروع استعادة الدولة الجنوبية, ومشروع فرض مخرجات حوار اليمني" مشروع ما يسمى بالدولة الاتحادية اليمنية من ستة اقاليم, وهي المخرجات التي سحقتها جنازير الدبابات وطوت صفحاتها المتغيرات العسكرية والسياسية الدراماتيكية المتتالية طيلة ثلاثة أعوام مضت هي تقريباً عُـمرُ حرب طاحنة ما تزال رحاها تدور بقوة, ولم يبق منها أي" مخرجات الحوار" إلا اشلاء متناثرة وبقايا متعفنة يحاول من فرضها عنوة بالأمس على الجنوب إحياء رميمها اليوم عنوة أيضاَ .!
وبالتالي يمكن القول بكل تأكيد أن هذه القرارات ستصب بمصلحة المشروع الجنوبي (فرب ضارة نافعة),أو يجب أن تصب بمصلحته إن كان ثمة عقول تفكر ومفاصل سياسية تتلين, حيث ستبدد هذه القرارات الضبابية الكثيفة التي ظلت تلف العلاقة بين الثورة الجنوبية بكل تفاصيلها ومكوناتها الثورية والسياسية والمقاوِمِة وبين السلطة المسماة بالشرعية التي يسيطر عليها حزب الاصلاح ويقودها الرئيس هادي ويلتحق بها تباعا قيادات المؤتمر الشعبي العام المدنية والعسكرية والاستخباراتية, وتجعل صورة وطريق مستقبل القضية الجنوبية أكثر وضوحا مقارنة مع ظل يكتنفها من عتمة وضباب بعد ثلاثة أعوام من ازدواجية التعامل وازدواجية الخطابين الإعلامي والسياسي الجنوبيين, الذي ظل أسيرا لحالة من الانفصام السياسي وحالة من تناقض اعلامي وثورية يبعث على الغرابة والتندّر ناهيك عن الشفقة. فلطالما اثقلت كاهل الثورة الجنوبية ازدواجية التعامل مع هذه السلطة ومع القضية الجنوبية وألقت بظلالها على طبيعة وجوهر القضية أمام العالم, واستنزفت هذه الثورة بسبب ذلك جزء كبير من رصيدها وأحاطت حول عيون وعقول النُخب العربية والاقليمية شيء من التشويش وعدم التمييز بعد أن تداخل عليهم حابل القضية الجنوبية بنابل الأزمة اليمنية جرّاء مشاركتها اي "الثورة الجنوبية" بمناصب زئبقية افتراضية لم تكن أكثر من دراهم وريالات منثورة على طاولة المعينين واتباعهم النفعيين, ولم يجن الجنوب وقضيته من ذلك إلا الخسائر البشرية والمادية والنزيف السياسي لقضيته الذي ما زال يراق برخص على أبواب هذه السلطة المخادعة وعلى عتبات شركاء خليجيين لم يكترثوا بوقت من الأوقات للشق السياسي للقضية الجنوبية ,ولم ينظروا لها أكثر من كونها جسر عبور نحن الضفة اليمنية الشمالية, وبندقية تمشي على الأرض محشوة بذخيرة من دمٍ ولحم.
لا يوجد لديّ أدنى شك من أن هذه القرارات الجمهورية كانت نتاج لضغوطات حزب الإصلاح إخوان اليمن- الذي يتمتع بدهاء سياسي لا نظير له- مارسها بشكل ابتزازي تركيعي بوجه دول التحالف -والامارات بالذات- نظير مشاركته بجِــديه مستقبلا بجبهات القتال العسكرية صوب صنعاء, وثمناً لإزالة كابوس مزعج أسمه القضية الجنوبية, بعد أيام من لقاءات هامة جمعتْ كبار قادة الحزب بقادة المملكة السعودية والامارات العربية المتحدة" الأمير محمد بن سلمان,ومحمد بن زائد في الرياض.
ولن نستبعد أن ثمة اجراءات -أو بالأصح شروط إصلاحية -أخرى تم طرحها على طاولة" الأميرين المحمدين" تستهدف الجنوب -والمجلس الانتقالي بالذات, وأهدف أخرى- ستظهر قريبا على العلن,خصوصاً وأن حزب الاصلاح بعد مقتل الرئيس السابق صالح, والذي كان قد شكّــل للتحالف حصان رهان لإحداث تغييرا جذرياً لهذه الحرب من داخل القلعة الحوثية الصالحية قد ارتفعت اسهمه- أي حزب الاصلاح- وعلت قيمته بسوق السياسي المزدهرة بقوة مؤخراً, بعد أن وجد التحالف أن قائمة الخيارات قد تقلصتْ من يده الى أبعد الحدود, وبالتالي لم يجد بدٌّ من مد يده الى حزب لطالما ظل يتهمه بالإرهاب الى قبل أيام قليلة.
(ومن نكد الدنيا على الحر أن× يرى عدواً له ما من صداقته بدُ(
السؤال الذي سيفرض نفسه بقوة بوجه الثورة الجنوبية وبالتحديد بوجه المجلس الانتقالي الجنوبي هو: هل هذه القرارات الجمهورية الأخيرة التي ابعدت آخر كبار القادة الحراكيين الجنوبيين من مناصبهم –ورمَـتْ على هذه الشراكة- الطلاق بالثلاثة إن جاز القول- ستعطي الحراك الجنوبي -والمجلس الانتقالي بالذات –حرية الحركة السياسية أكثر, بعد أن ظلت هذه الشراكة حتى مساء الأحد تمثل القيود المغلولة الى عنقه والاصفاد الفولاذية التي ظل يرسف بها منكسرا ضعيفا أمام شركائه بالتحالف؟,أم أن تلك الشراكة كانت مجرد حُــجة يداري بها خوفه وتهيّــبه من سيف الخليج, وتهالكه أمام ذهبه؟, خصوصا وأن مصطلحات بهذا الشأن قد طفح بها الملف السياسي الجنوبية منذ بداية هذه الحرب مثل: (( لا بد من مراعاة أهداف الاشقاء بالتحالف – علينا التزامات للتحالف- ومش وقته- والأولية لإفشال المشروع الإيراني ...)).وغيرها من المصطلحات والمفردات التي سيكون استخدامها من اليوم وصاعدا استغفال صريح لعقول العوام ,بعد أن أنتفت الذريعة وانطوت صفحة شراكة سياسية مكلفة للجنوب وقضيته الوطنية والسياسية العادلة.
سننتظر الى أن تبدي لنا الأيام ما كنا نجهله.