- عدن.. احتراق سيارة في التواهي
- حفل فني في عدن لإحياء الذكرى 57 لعيد الاستقلال المجيد
- الكثيري يضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول
- شبوة.. القبض على خلية حوثية في عتق بعد اشتباكات
- انفجار مقذوف حوثي يستهدف مدنيين في الضالع
- ارتفاع عدد النازحين داخل اليمن إلى 20 ألف شخص
- موظفو ميناء النشيمة في شبوة يُضربون عن العمل
- ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مع انطلاق التعاملات
- الرئيس الزُبيدي بذكرى نوفمبر: ماضون على درب شهدائنا الأبرار
- ارتفاع جديد في اسعار سمك الثمد اليوم السبت 30 نوفمبر
السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تخيل ذات صباح .. كان عكس أي صباح ، ومثل كل صباح.. ومن ثم تخيل كل ما يدور من حولك في العالم الخارجي, وفجأة يضيع وطن بأكمله ويذهب ! ، ومن تلك اللحظة تبدأ اللهفة.. اللهفة لعدن .. لهفة الذكريات .. اللهفة للأسرة .. اللهفة من أجل الحرية.. تلك اللهفة تجعلني كلما نظرت إلى مكان أرى عدن .. أستطعم عدن .. أشعر بعدن.. ذلك الشعور الذي أتمنى في كل لحظاته أن أحس بالحرية.. أبناؤها بناتها ينشرون في كل أنحاء العالم ويصدعون بصوت واحد "نحن أبناء وبنات الحرية.. نحن من يبث في شباب العالم دماء الحرية.." .
موسيقى مدينتنا تضيف لحياتنا إيقاع التشويق في كل اتجاه تسعى إليه قلوبنا ؛ لأننا نجد عدن هناك, حينما تنبعث من طعامنا رائحة نضال الثائر تشعرنا بذكريات الطفولة والصِبا في كنف الأسرة من خلال تضحياته, وعندما تفشل الكلمات في وصفها فتجدنا نضيع في ثنايا أدبها ، فتخشى حروفها أن تسألنا عن حاضرنا الأليم، وتبقينا ذكريات مدينتنا الجميلة في أمان وتحضننا إلى أين تنتهي, فنتساءل : "هل ستستمر تلكم الذكريات حتى النهاية؟! .. ربما قد تفعل ذلك !!.." .
نطالع صحائف ذكرياتنا بألوانها الأبيض والأسود ، يتسلل أمامنا عبر نافذة صباح عتيق, أو من خلال بطاقة بريدية أُرسلت منذ زمن بعيد تبقينا على قيد الحياة بإرادة صلبة وإيمان نستشعر بهما من خلال صور حياة أحببناها عندما كانت هُناك عدن التي عرفناها . الحرية هي طبق لذيذ يُفضل أن يُقدم ساخناً مع الشجاعة, وحين نبحث عن الشجاعة نجد اسماً واحداً فقط .. نجده (عدن).. في ساحات القتال والكفاح من أجل الحرية نجد هناك عدن .. لم تعد نفوذها محصورة بحدٍ ما لأن أفكارها تجاوزت الوقت والمساحات ..
إنها عدن التي تنفخ في أرواحنا الحياة والشوق للحرية, تلك الحياة التي نتنفسها في صدورنا كل يوم حين نرى عدن ونشعر بها.. عدن التي غيّرت مجرى التاريخ وغيرت معها حياتنا, وقد وعدتنا أنه ذات صباح وليس كأي صباح مضى من التاريخ سوف تضع رؤوسنا على كتفيها مرة أخرى, وتلفّ ذراعيها حوالينا لنكون في كنفها ونشعر بدفء حنان وطننا الذي سينتزع حريته يوماً ما ؛ لأن طريق الحرية هو طريق مصيرها .. طريق يقينها الذي لا مفر منه.. وهذا الطريق يؤذي إلى عدن ولا تستطيع قوة في الأرض أن توقف ذلك, وسيعود أبناؤها وبناتها يوماً إلى موطنهم، إلى مراتع الصبا لأنهم مَدينون لعدن ...