آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:00:58:40
(الجنوب) .. نموذج في عروبته
عادل العبيدي

الاحد 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ستبقى اليد تكتب ، و سيبقى العقل يفكر ، وسيبقى الجسد يناضل و يضحي ويدافع  ، وستبقى الطموحات تتعالى ، وسيبقى الدعاء يسري في الليل والنهار لله سبحانه وتعالى ، حتى نرى الجنوب دولة مستقلة معترف بها ، دولة محافِظة على دينها ، كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم،  و الخلفاء الراشدين من بعده رضوان الله عليهم ، كما هو حال شعبها بالأمس واليوم محافظ على سلامة عقيدته الإسلامية ، دولة صافية من طوائف الشيعة  ومن فتنتها، ومن جرائم  الإرهابيين وتفخيخاتهم ، ومن فتنة و سياسة الإخوان وأحزابهم.

(الجنوب) .. وبشكل عام يعتبر نموذج  في تمسكه بعروبته، رغم كل ما حصل له من احتلال وسيطرة ونهب وقتل ،إلا أنه لم يبع أو يضيع الدين و المبادئ و القيم والأخلاق ، ولم يخرجه ذلك عن حبه لأشقائه العرب ، والحفاظ على مصالحهم ، ولم يتشفى أو يفرح للمصائب التي حلت بمن كان بالأمس عدوه وخصمه ، إنه شعب جبار لا يريد منهم غير أن يعترفوا بخطئهم للجرائم التي اقترفوها بحقه ، و استعادة دولته .

في وقت نضال الجنوب السلمي حينما كان تحت هيمنة محتل (عفن ) وهو في أحوج ما يكون إلى من يمسك بيده ويقف إلى جانبه ، الوقت الذي فيه بحّت حنجرة شعبه وقيادته وهم  يرفعون  أصواتهم  منادين  ومناشدين دول الجوار - السعودية و الخليج، والدول العربية وجامعتهم، ودول العالم كافة - النظر في قضيتهم و في مطلبهم ، و ما يقع عليهم من ظلم و جرائم ، وبرغم تغافل العرب و العالم عن صوته الذي لم يعيروه أي اهتمام، إلا أنه صبر وضحى،  وفضّل أن يبقى وحيدا في مواجهة احتلال نظام صنعاء حينها ، و لم يلتجئ إلى إيران ، بل أنه  رفض مدّ يدها إليه ، منطلقا في ذلك الرفض من أجل محافظته على دينه  وتمسكه بعقيدته الإسلامية، وعزته وفخره بعروبته ، و للحفاظ على مصالح الدول  العربية المجاورة ، الدينية و الجغرافية و الإنسانية ، من أجل ذلك  رفض الجنوب  أن يسقط في أحضان إيران و طوائفها الشيعية ، و مع هذا وذاك فقد كان نظام احتلال صنعاء (صالح ) و الإخوان (الإصلاح ) يتعمدون اتهام  الجنوبيين من على منابر سلطتهم و إعلامهم كذبا و زورا ، أن الجنوبيين عملاء لإيران و أنهم أتباعٌ لهم .

لتكون فضيحتهم جميعا مدوية في كل أرجاء العالم ، أنهم هم أتباع إيران .هم من أوجدوا طوائف الشيعة ، هم من تحالفوا معهم ، هم من  ساعدهم في دخول صنعاء ، هم من هرب عن مواجهتهم و انهزموا أمامهم ، هم من لم يهمهم سلامة عقيدتهم الإسلامية ، و لم يهمهم الحفاظ على مصالح الدول المجاورة لهم .

ها هن اليوم نساء صنعاء يستنجدن بقبائل الجنوب و أبناء الجنوب و مقاومة الجنوب إنقاذهن من أفعال و بلطجة و جرائم طائفة الحوثي الشيعية ،  وما دعوتهن للجنوبيين في نجدتهن، إلا تقديراً للثقة و الوفاء و الشجاعة و الرجولة التي تحلى بها الجنوبيون وهم يحاربون الحوثي و انتصارهم عليه .

قبل أن تنطلقوا في عملية  إعادة صنعاء إلى عروبتها، اعترفوا أولاً بعروبة عدن في جامعة الدول العربية  وردّوا الوفاء بالوفاء للجنوبيين، و كونوا أول الداعمين وأول الناطقين في قيام دولة جنوبية مستقلة على كامل أراضيها ؛ لأن بغير ذلك الجنوبيون لا يمكن أن يقبلوا بديلاً .

هذا إذا أردتم إعادة صنعاء إلى عروبتها، وطرد المد الشيعي الحوثي الإيراني منها ، و جعل المنطقة العربية يعمها الأمن و الاستقرار .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل