آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:00:58:40
على الانتقالي أن يجدّ بالعمل
عادل العبيدي

الاحد 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هانحن  قد وصلنا إلى مرحلة بداية البناء ، تأسيساً لدولتنا الجنوبية القادمة ، هذه المرحلة  التي أسميها مرحلة (المجلس الانتقالي الجنوبي) ، لم تأتي إلينا برخصة من نظام صنعاء ، أو منحة من دول التحالف العربي ، إنما بفضل من الله ، الذي أمدنا بنصره ، لما رآه من ظلم عظيم واقع علينا ، نتجرع عذابه وويلاته طيلة كل تلك السنين ، ثم بفضل رجال و نساء وشباب و أطفال الجنوب ، الذين كونوا بتلاحمهم منظومة نضالية جنوبية متكاملة ،  في طياتها سطرت أروع البطولات والتضحيات في حب الوطن ، كما أوجدت أروع المسالك النضالية ، و أظهرت تحلي الجنوبيين بشجاعة نادرة ، و بينت معدن رجالهم.

اليوم الدور عليك مجلسنا الانتقالي الموقر ، في أن تكون أنت المؤهل في نقل الجنوبيين وقضيتهم إلى مرحلة مفصلية ، يكون الاستقلال منها قاب قوسين أو أدنى ، و كتعبير فعلي وواقعي ، عن أن ما قدمه المناضلون  الجنوبيون من تضحيات وتحمل للمشقات في مراحل نضالهم - منذ أن ولدت ثورتهم من رحم معاناتهم إلى يومنا هذا - لم تذهب سدى ، وفي مهب الرياح ، وأن الوفاء و الإخلاص مستمر في أحاسيس و مشاعر أبناء الجنوب قاطبة ، وجسره لم ينقطع  ومازال ، وسيبقى امتداده بتوفيق الله على ما هو عليه ، من جذور السابقين إلى اللاحقين و اللاحقين حتى يتحقق الهدف الجنوبي و تعمّ الفرحة كل أبناء الشعب الجنوبي .

يا أعضاء هيئة رئاسة مجلسنا الانتقالي .. و يامن ستكونون أعضاءً في الجمعية الوطنية الجنوبية .. ورؤساء الانتقالي في المحافظات ، ورؤساء الدوائر التنفيذية فيها ، ومن يمثل الانتقالي في المديريات و المراكز و القرى و الحارات.. نريدكم أن تكونوا شخصيات عمل جادين بنفس مستوى جدية النضال الجنوبي ، لا أسماء لشخصيات تحب الاستحواذ على  المناصب للتلميع و الشهرة فقط ،  فعلى أرض الجنوب قد تحققت انتصارات عظيمة ، سهلت الطريق أمامنا في الوصول إلى استقلالنا، و من غير الممكن و لا من المعقول أن نفوتها على أنفسنا.

نهيب بالانتقالي الجنوبي أن يجد بالعمل ، لأننا نرى فيه الأمل الذي قدره الله للجنوبيين في مواصلة النضال حتى استعادة دولتهم وحتى يكون الشعب الجنوبي في مأمن من أن يلقى نفسه مرميا في منعطف خطير (جسد بلا رأس) .

هم لا يرحمون ؛ أي  الذين يحاولون ضرب الانتقالي الجنوبي في عموده الفقري (شعب الجنوب ) ويحيطونه بمؤامرات دنيئة ، مجردة حتى من أخلاق العداوة السياسية و الإنسانية و القبلية ، يعني نحن في مواجهة أعداء غير معترفين على الإطلاق بالحدود و  القوانين الرادعة الموجودة على الأرض ، حتى الموجودة في الدين الإسلامي  ، و لكي نعمل أكثر وبحنكة أكبر. و قد كان  في  مضمون  مقال الكاتب الجنوبي / علي صالح باراس الذي كان بعنوان  (الجنوب يكون أو لا يكون ) أمور كثيرة يجب أن نتخذها و نحطها في الحسبان .

هذا ما يجب أن نعمله ، و يعمله بجد الانتقالي الجنوبي بكل شرائحه ، من الكبير إلى الصغير ، التمسك بالنزاهة و الإخلاص و السير بعمل حريص و جاد ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك جزاء في الدنيا أو عوض أو تحقيق أمنية للشعب الجنوبي الذي ناضل و ضحى و صبر على أبشع صور العذاب و المعاناة التي أمامها لم يذل ولم يستسلم  ، غير أن يرى الجنوب دولة مستقلة .

و الانتقاليون في مرحلتهم هذه ،يشتغلون في تنظيم أنفسهم مؤسسيا ، عليهم أن يدركوا أنه ليس أمامهم أي خيار غير أن ينتصروا، و أن التآمر على إفشالهم من قوى الاحتلال و حكومة الشرعية يدور حولهم على قدم وساق ، و عليهم أن يتذكروا أيضا أن انتصارهم يكون انتصارا للشعب الجنوبي ، الذي التف حولهم ، رغم كثرة الأوجاع التي يحملها على ظهره ، التي كانت انتقاما من حكومة المعاشيق على مطلبه و تأييده للانتقالي ووقوفه الثابت إلى جانبه ، كما يكون عمل الانتقاليين الجاد والنزيه و المخلص الذي يقودهم إلى النجاح ، بمثابة إنقاذ للشعب الجنوبي أيضا ، مما تحاول  قوى الاحتلال وحكومة المعاشيق فعله من  شن حرب اقتصادية حقيرة عليه ، و إيقاعه في مستنقعهم اللعين ، مستنقع معاقبته  بأزمات اقتصادية لا أول لها ولا آخر .

إن ما حدث من إرهاب في إدارة البحث الجنائي في عدن، وتهديدهم في تنفيذ مخططات إجرامية إرهابية و أزمات اقتصادية  أخرى، إلا دليل عنفوانيتهم على شعب الجنوب ، ورفضهم القاطع لأي تسوية سياسية قادمة لحل مشاكل اليمن، و يكون الجنوب طرفا فيها ، و كيفما كان شكلها، وكأنهم يريدون أن  يقولوا لنا ( لا يصلح لكم إلا الخضوع أو العدم .. ) .

عامل الوقت للانتقالي الجنوبي شيء مهما جدا في نجاح مهامه ، و كذا عامل نظرة شعب الجنوب ، و الأعداء و المتآمرون معهم و المجتمع العربي و الدولي للانتقالي في بيان نجاحه من فشله شيء مهم أيضا .

 

   

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل