آخر تحديث :السبت 10 اغسطس 2024 - الساعة:02:15:56
هل تتوافق أطراف الأزمة رأفة بمعاناة الناس ؟!
عبدالعزيز الدويلة

السبت 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

المتتبع أو المتابع لما يجري من أحداث ووقائع وتقلبات في المشهد المتغير والمستجد في اليمن شمالاً وجنوباً وما يحمله في طياته من فضاء وغموض ، يجد ويكتشف بأن الأوضاع والأزمات ستزداد وتتفاقم في الأيام المقبلة بصورة أسوأ وألعن، منذ بداية الحرب التي بدأت في نهاية مارس 2015  حتى هذه اللحظات القاسية والكارثية والتي أصبحت تحصد كل يوم شهداء وجرحى وضحايا مدنيين في مواقع مختلفة من جبهات النزاع والصراع، الأمر الذي زاد من حدة التطرف والمعاناة الإنسانية وتراجع مستوى الخدمات تارة وهبوط قيمة الريال وارتفاع الأسعار تارة أخرى. فكل هذا التدهور وتفشي الفساد وازدياد تجار الحروب والبلطجة وناهبي الأراضي وانقطاع الكهرباء وتردي الخدمات جعل البعض يردد الأقاويل التي تشيد وتمدح بالمخلوع صالح (سلام الله على عفاش.. ما لها إلا علي.." وهكذا أصبح الديكتاتور المخلوع في رأي هؤلاء المتطفلين عنواناً للاستقرار وتوفير الكهرباء والرواتب والاستقرار الأمني بالرغم من أن رواية المخلوع صالح يكتب فصلها الأخير ، فالرجل في وضع لا يرثى عليه ونجمه أوشك على نهايته، بينما لا نرى الحكومة الشرعية تبذل جهداً في الاستفادة من هذه الأوضاع والأزمات من خلال كسب المواطن بتوفير أبسط الخدمات له وتحسين وضعه المعيشي ، فمن العيب والمخزي والعار أن تقف الحكومة الشرعية ومن وراءها دول التحالف وهم أغنى دول العالم عاجزة عن توفير مواد الطاقة وضبط أسعار المواد الغذائية وتوفيرها بأسعار مناسبة ، وكذلك توفير الخدمات اليومية الأخرى من أجل إسكات أو إخراس المتقولين وهم في الغالب من الطابور الخامس الذين يروجون أن هذه الأزمات مفتعلة ومتعمدة من الحكومة الشرعية هدفها تجويع الناس وقبولهم بالأمر الواقع.

وربما أن هذه  جعلت المواطن أن يتقبل أي مبادرة من أي محفل دولي أو إقليمي ، وذلك حتى تتجاوز هذا الوضع البائس والمؤسف والذي وصلنا إليه. وفي هذا السياق تأتي المبادرة الأممية الأخيرة والذي يبدو ظاهرها جميلا وجيدا بينما باطنها غامضا ومحيرا ، وصعب أن تتفق عليها كل الأطراف لصعوبة تنفيذها ، خصوصا أنها تجمع بين فصائل متناحرة طائفيا وقبليا ومناطقيا ، إلا إذا كانت هناك ضغوطات خارجية على هذه الأطراف ، وهنا يكمن الدور الروسي الذي بدأ يظهر في الأفق بموافقة سعودية وأمريكية ، الأمر الذي يجعلهم قادرين على الضغط على بعض الأطراف وخاصة الانقلابيين.

والجديد في المبادرة الجديدة أو مسودة اتفاق أطراف الأزمة اليمنية برعاية دولية أنها منحت هذه المرة مساحةً أو هامشاً للقضية الجنوبية في التمثيل في الهيئات المقترحة (الرئاسية والبرلمانية والحكومية) ، وبالرغم من أن هذا التمثيل ليس في مستوى طموح المجلس الانتقالي الممثل الشرعي للجنوب الذي يطمح في بناء دولة مستقلة ، وهذا ما تتجنبه المبادرة الجديدة والتي لم تُشِر حتى إلى موضوع الأقاليم والدولة الاتحادية وحق تقرير المصير للجنوبيين، ومن هنا يدخل المشهد السياسي في إرباك معقد وغير واضح المعالم وفي أفق مسدود بالرغم أن بنود الاتفاق والذي يحظى برعاية دولية أشار إلى الآليات التنفيذية بالتفصيل ولا يبقى إلا التزام هذه الأطراف ببنود هذا الاتفاق وهو ما ستظهره الأيام من مواقف تجاه هذه المبادرة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص