آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:02:05:42
آخر الأخبار
(الحراك) هو (الانتقالي) والانتقالي هما شعب الجنوب
عادل العبيدي

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا ندري ليش وبعض المناضلين من  الجنوبيين ، وخاصة الذين مازالوا متمسكون بشرعية مكونات الحراك الجنوبي وقيادتهم عليها لا يريدون أن يعترفوا بالحقيقة ، وينظروا إلى الجنوب من منظور مصلحته، أي مصلحة قضية  الجنوب وشعبه ، حيث تجد الحقد الدفين  في أرائهم وكتاباتهم وأفكارهم على الانتقالي الجنوبي ، والتي بها يعبرون إنهم يتكلمون باسم شعب الجنوب ، وأين هم من التكلم باسم شعب الجنوب ، من شعب الجنوب !! ويا لها من مفخرة يفتخرون بها ، والتي فيها ، يعطلون ويتهمون و يسبون ويشقون ويخربون ، وفيها أيضا يخدمون الأعداء أكان ذلك  بقصد أو بغير قصد ، والعجب العجاب يحسبون إنهم هم الصالحون ، هم الصادقون ، هم المخلصون ، هم المناضلون ،هم فقط السائرون على طريق استقلال الجنوب ، ولا يريدون أن يقتنعوا ويعترفوا بالواقع المنظور أمامهم ، هم في أتجاه وحركة النضال الشعبي الجنوبي في أتجاه أخر ، لكن لا حياة لمن تناد .

طبعا ليست كل المشكلة في ذلك، ويمكن لنا أن نعتبره شأن خاص في تفكيرهم وطريقة نضالهم واعتقادهم للوصول إلى استقلال الجنوب ، ولكن الاستغراب في اسلوب نضالهم ، والمحل الذي يوجهون إليه نضالهم .

كل صغيرة وكبيرة في نضالهم موجه إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، وإلى كيانه تصوب طلقاتهم، بالخيانة والعمالة والانحراف و السرقة و الانتقام و التشهير و التهميش والإقصاء ، المهم إنه لم يعد لنضالهم أي هدف غير النيل من الانتقالي الجنوبي ، والتمني أن يفشل في تحقيق مشروعه الهادف إلى استقلال الجنوب و الانهزام أمام أعداءه ، بل إنه يوم السعد عندهم ، لو تقدر له ذلك لا سمح الله .

يا هؤلاء الانتقالي الجنوبي ليس الوحيد في تمثيل شعب الجنوب وقضيته ، وإنما هو اليوم يعتبر الأقرب في أن يكون هو الممثل الشرعي للجنوب لقربه الشديد من طموحات وأهداف الشعب الجنوبي ،وحصوله على التأييد والالتفاف حوله من الأغلبية الساحقة من جماهير الجنوب ، وإذا أنحرف عن تطلعاتهم وطموحاتهم ، ستسقط عنه كل الألقاب والصفات الشرعية التي أكتسبها منه .

يا هؤلاء الحراك في زمن النضال السلمي كان الشعب الجنوبي هو المحتشد حوله ، والانتقالي الجنوبي اليوم ، أيضا الشعب الجنوبي  نفسه هو المحتشد حوله  .

كما إن الانتقالي الجنوبي لم يسرق مشروع الحراك كما تقولون  ،و لم يسرق تمثيل الحراك للقضية الجنوبية كما تدعون ، وإنما بالتأييد المليوني من شعب الجنوب انتقل بالمشروع والتمثيل من (الحراك ) إلى (الانتقالي )، وبقيتم انتم لوحدكم متمسكون  بمكونات ماضية ، غدت وهمية ، لكونكم احتفظتم بأسماء مكوناتكم الحراكية  فقط ، وقيادتكم عليها ، مع ذهاب القاعدة الجماهيرية عنها ، واستمراركم على هذه الحالة ستجعلكم تتوهون بين البكاء على لفظ كلمة (حراك) وبين الفراغ (من القاعدة الشعبية ).

حتى لو قلنا أن مكونات الحراك الجنوبي هي في مكان المعارض والمنافس للانتقالي الجنوبي ، لا بأس في ذلك حتى وأن كان الجنوب في وضع يحتاج إلى تكاتف الجميع واستغلال الفرص المتاحة للجنوبيين للوصول إلى استقلالهم بوقت قريب و سريع، ولكن المحزن أن معارضة وانتقاد مكونات الحراك للانتقالي الجنوبي قد تعدت مبادئ وضوابط الاعتراض ، ووصلت إلى حد أتهام الانتقالي إن أعضاءه ليسوا جنوبيين وإنه لا يحق لهم أن يكونوا من ضمن مناضلي الجنوب الشرفاء ، وأيضا أتهام الانتقالي الجنوبي إنه يتلاعب بقضية الجنوب والعمالة لصالح دول خارجية غير معترفين بعلاقات الانتقالي التي استطاع تكوينها مع دول خارجية و لمصلحة قضية الجنوب ،وكذلك أتهام الشعب الجنوبي إنه لم يحتشد للانتقالي إلا بمقابل ،و طبعا كل تلك الاتهامات باطلة وبعيدة عن الحقيقة .

أما بالنسبة لإلغاء لفظ (الحراك )و الانتقال إلى اسم (الانتقالي ) في صفة وشرعية التمثيل للشعب وللقضية الجنوبية كان لزاما هذا التغيير، بل ومهما ، حتى يقف العالم و منظمة الأمم المتحدة و منظمات العالم المدنية الإنسانية والحقوقية وغيرها أمام كيان  واحد يمثل الجنوب ، معترف به ومتفق على اسمة ، مصون من العبث والاختراق والتشويش والمغالطة. 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص