آخر تحديث :السبت 30 نوفمبر 2024 - الساعة:22:49:38
عن المفلحي
منصور صالح

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لم يؤت بالأستاذ عبدالعزيز المفلحي ليكون محافظا لعدن بمعنى ان يمارس وظيفة المحافظ بل اختير بعناية لخلق صراع مناطقي جنوبي جنوبي.

بعد ساعات من تعيينه وفي حين كانت عدن تغلي رفضا لا قالة القائد الزبيدي تلقى المفلحي اتصالا من علي محسن الاحمر وهو الذي لم يتصل به قط طالباً منه النزول الى عدن على متن طائرة ستقلع الى عدن فجرا لكنه رفض ذلك ورد قائلا من اراد ان يسافر فليسافر اما انا فلست جاهزا للسفر  .

شخصيا كنت على يقين ان المفلحي وان كان قد وقع في شراك المصيدة التي نصبت له الا ان معدنه الجنوبي مازال أصيلا  وانه لن يقبل ان يكون مطية لتمرير خطة المؤامرة التي رسمت واختير هو ليكون بطلها او أداتها  ولذلك كانت معركته مع مؤيديه اشد من معركته مع الآخرين ممن كانوا المحيطين به يحرضونه عليهم ويصفونهم له بالخصوم وذلك عندما رفض السير معهم في عملية التصعيد والدخول في مواجهة مع قيادة المحافظة بدوافع الحرص على تمكينه من ادارة المحافظة واستلام مبنى المحافظة وسكن المحافظ.

 

خلال فترة وجوده في عدن تلقيت من المفلحي اتصالات عدة وفي اكثر من مرة و اكثر من مناسبة وتحدثنا طويلا وكان مما قلته له ان يتقرب من الاخ الزبيدي الذي وصفته له بانه قائد شهم ورجل نبيل وانه مهما تكن التعبئة ضده فآن عليه الا يخسر رجل بهذه القيمة التي لا تتكرر في المشهد السياسي الجنوبي، فرد وهو مبتسم اعرف هذا يا ابن عمي وعلاقتي بعيدروس منذ سنوات طويلة  سارد اليك حكايات ليس الآن وقت نشر تفاصيلها.

في احدى المرات اتصل عليا المحافظ المفلحي عصرا وبدون مقدمات قال اريدك معي وسوف اصدر بك قرار الآن .

قلت له ان كان وجودي فيه مصلحة لك فأعتبرني قلم بيدي دون قرار  وان كان الهدف خدمتي  فشكرا لك ووضعي جيد والحمد لله.

بدا لي الشيخ المفلحي مصرا على ان استجيب لطلبه فقلت له يابو عمر والله اني اخجل ان اعتذر  لك لكن  خذه تفويض مني اذا كان وجودي ضرورة فلست بحاجة لأن تستأذن مني اصدر توجيهاتك اما قناعتي الشخصية فهي اني لا استطيع ان اكون بوجهين وجه معك ومع الشرعية وآخر مع الزبيدي والمجلس الانتقالي فكان رده سريعا وغير متوقع من انا ومن الزبيدي ويومها كتبت منشورا ختمته بالقول الزبيدي والمفلحي اثنين في واحد فلنحافظ على هذا الواحد وودعني طالبا مني التفكير والرد.

 

بعد ساعة فقط من حديثي مع المحافظ المفلحي تلقيت اتصالا من عزيز في ابو ظبي مباركا انظمامي الى فريق عمل المحافظ محددا طبيعة الوظيفة التي سأشغلها  سألته من اخبرك  فالعرض كان قبل  ساعة واحدة فقط وانا لم اوافق فقال ان الفيس والواتس تعج باخبار قفزي من سفينة المجلس الى الشرعية .

 

وفعلا تلقيت اتصالات عدة  منها من يستفسر ومنها من يهنئ. فقررت مهاتفة المحافظ وبداخلي نار تغلي وقلت له اني اخاف عليك فعلا فيبدو ان مكتبك  مخترق بصورة لم تحصل مع محافظ سابق  والا كيف تناقشني في امر وبعد دقائق يكون حديث الفيس او الواتساب ،واكدت له ان الامر عادي بالنسبة لي ولن يضرني في شيء وقراري ملك يدي لكنه امر سيء للغاية ان يكون مكتب محافظ بهذه السهولة اختراقه ونشر تفاصيل ما يدور حتى في المكالمات الخاصة للمحافظ نفسه .

 

حاول كثيرون في الحكومة وفي عدن احتواء المحافظ الجديد ووضعه تحت مظلتهم واجتهدوا في تصوير قيادة المحافظة السابقة بانها خصم  لدود له لكنهم لم ينجحوا بالصورة التي ارادوا الوصول اليها ،خلقوا له عداوات مع التحالف وحاولوا تمرير صفقات فساد مهولة مترافقة مع حملة اعلامية ضخمة للاشادة  بما اسموه يومها تحرك عجلة التنمية بعدن والتي لم  تكن في الحقيقة سوى تحرك قطار الفساد ومعالات مئات الملايين من الرياﻻت باسم اعادة اﻻعمار بعد ان لم يستطيعوا تحريكه في عهد الزبيدي .

ادرك المفلحي بعد اشهر انه وقع في الفخ وانه ان استمر لن يكون سوى مظلة  لتحقيق غايتين غير نظيفتين اﻻولى خلق صراع وتناحر جنوبي والأخرى نهب المليارات باسمه وبموافقته  مع حتمية الفشل في تحقيق اي من الوعود التي قطعها على نفسه لا نه ليس مطلوبا منه ان ينجح او يقدم لعدن شيء ولذلك فضل المغادرة و الرحيل .

بدورهم ادرك الذين اتوا  بالمفلحي بأن الرجل ليس بالسهولة  التي تصوروها حتى  يستخدمونه مطية للعبور الى ما يريدون لذلك قرروا هم ايضا انهاء خدماته  لكنه قبل ان يغدروا به غدر بهم وفضح بعضا من فسادهم وليته يكمل ما بقي من حقائق مازال اكثرها غير صالح للنشر من جهته حسب تقديري.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص