آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:21:46:06
في الضالع فساد بطرق شرعية !
عادل حمران

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يُقال بأن الفساد الذي في محور الضالع العسكري الذي يقوده العميد "علي مقبل"  أكبر من المحور وجباله وشعابه كلها ، أكثر من ستة مليون ريال يتم قطعها من قبل لجان صرف الرواتب عند كل مرة يتم فيها الصرف ، حيث يتم قطع 4 ألف ريال على الضابط و 3 ألف على صف ضابط ولا يعلمون أين تذهب ملايين الريالات ؟! .

البداية كانت في شهر رمضان الماضي حيث تم صرف رواتب شهري يناير و فبراير وقطعت لجان الصرف عشرة ألف ريال على كل ضابط ، و 6 ألف عن كل صف ضابط ، أما الجنود المستجدون فكلا بحسب أيام حضوره ، حينها تفاءل الكثير وقالوا لعل الرجل - وأعني " مقبل " - يريد إصلاح اللواء و تطويره و صيانة معداته فلا بأس في المساهمة ولو باليسير من أجل بناء جيش الجنوب ، وغادروا مكتب اللواء متفائلين بثمة أشياء إيجابية قد تحدث . البعض لم يكتفِ بالعشرة الآلاف بل تصدق إلى كيس آخر كان يحمله أحد الضباط داخل المكتب ويهمس للجميع : " تعاونوا معنا لدينا حالة مرضية.." ،  وتعاون معه الكثير حتى ازدحم الكيس بالأوراق النقدية .

وفي شهر (ثمانية – أغسطس) دخل الضباط اللواء متوقعين مشاهدة أية تغيرات داخلية سواء في أكل الجنود أو المباني التابعة للواء أو البوابة الخارجية على الأقل ولكنهم وجدوا الأمور كما هي وربما ازدادت سوءا ، رغم أنهم لم يستلموا إلى راتب شهر مارس إلا أن اللجان خصمت 4 ألف ريال عن كل ضابط و 3 ألف عن صف ضابط وهذا ما جعل البعض يعترض ويشتم اللجان وحصلت خلافات كثيرة حينها ، فيما طالب آخرون قادة اللواء معرفة الجهة التي تسلم إليها فلوسهم.

فيما صمت الكثير مستسلمين للأمر الواقع . سألت أحد الضباط عن أموال الشهر الماضي وإنجازات " مقبل " ابتسم وقال : " مش وقت الهدرة يا عادل.."  ، وأضاف : " بصراحة نحن مجرد حراس ولا عارفين حاجة كل الأموال ترحل مباشرة للقائد " ، قلت : " والتحسينات و الإصلاحات والترتيبات؟! " ، قال : " أنتم صنعتم له الأعذار وسهلتم له طرق الاحتيال.."  ، حاولت الغوص في أعماقه لكنه قال : " أنتم الصحفيون تدوروا هدرة .. يا عسكري خرج عادل معك.. " .

دخلت يوم أمس اللواء متمنيا مشاهدة أي إصلاحات أو تحسينات حتى في حجم الروتي أو طرق طباخة الفول للجنود ، أو لون البوابة الرئيسية ولكن كل هذا لم يحدث والضابط الذي أخرجني في المرة الماضية هو من بادر في رمي همومه فوق كاهلي وهو من تحدث عن الفساد المنتشر ، و قال هناك ملايين مفقودة لا نعرف مصيرها ..! . مشيت داخل اللواء وقابلت عشرات الجنود بعضهم زملاء ثورة قال أحدهم : " تعبنا.. ليست هذه الدولة التي قاتلنا لأجلها .. فساد أكبر من ضبعان!.."  قلت له : " وضح لي ؟! " قال : " لا نجد في اللواء إلا ثلث القوة والبقية نجدهم أيام الراتب ، وضع اللواء مزرٍ للغاية ، يتم قطع ملايين من رواتبنا ومش عارفين وين يشلوها؟! ، وما فيش أي بوادر إيجابية تبعث في الأمل و التفاؤل؟  قدمنا شكاوي كثيرة ولم نجد أي تفاعل من المنطقة العسكرية أو من الانتقالي" . استأذنته في ذكر اسمه فرفض وقال : " مش ناقصين مشاكل.. " .

لا أريد الإطالة كثيرا والإسهاب في تحطيم معنوياتكم لأنني انصدمت بهكذا مشهد ، لكنني فقط تذكرت أحلامنا في بناء جيش جنوبي حر ، تذكرت يوم تحرير الجرباء وبسالة المقاتلين وسعيهم الدؤوب في إنجاز النصر ، تذكرت الشهيد أبو عبدالله وهو يلفظ أنفاسه ويقول لرفاقه : " امضوا لا تتوقفوا..." ويقصد بأن ينطلقوا لتحرير الجرباء ، لا أدري سيدي القائد كيف سيكون موقفك حينما تشاهد رفاق الدرب يلطشوا ملايين من رواتب البسطاء ؟!  .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل