- الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- الأرصاد تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- بين العجز والارتفاع.. رحلة مؤلمة لأسعار العملات في الأسواق اليمنية!
- سفن أمريكية بمرمى نيران الحوثيين.. رسالة إيرانية لـ"صانع القرار" في واشنطن
- نقيب الصحفيين الجنوبيين: نمد أيدينا لكل من يشاركنا ويساعدنا على تحقيق هدفنا
- الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات
- مطالبات للحوثيين بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة جالاكسي
- إعلان تشكيل قيادة "مؤتمر مأرب الجامع" والأخير يحدد هويته واهدافه
- محافظ لحج يشدد على متابعة وإزالة التعديات على أراضي الدولة
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
مرت الذكرى الرابعة والخمسون لثورة الـ14 من أكتوبر، والتي تبارى فيها أبناء الجنوب وتنافسوا ابتهاجاً بما حققوه في مواجهة بعضهم بعضاً، وتمادوا في إظهار سعادتهم لدرجة طغت فيها تلك السعادة على مرارة واقع الإحتلال الذي يعيشه وطنهم وترزح تحت أقدامه أرضهم، وتناسوا معها الخطر المحدق بهم وبوطنهم.
كان الخطاب واحداً والشعار واحداً والبيان يحمل نفس الهدف ونفس المفردات، وكانت الساحات متعددة، فكان المشهد واضحاً جلياً يحكي حالة انقسام جنوبية (ذاتية الأسباب) ليست جديدة، وإنما هي حالة تواصل أزلي توارثتها بعض العقول الجنوبية.
كنا نحلم بأن نحتفل بأعياد الثورة ونحن نتحدث عن إنجازاتنا كجيل جديد، لا أن نكتفي بالتغني بأمجاد من سبقونا أو بالتقليل من إنجازاتهم، وكنا نأمل أن تشهد ساحاتنا دعوات تضع أساساً لعملنا الجنوبي القادم، وتدعم توجهات توحدنا، وتدعو إلى وأد مسببات الصراع الجنوبي الجنوبي، وتمثل جرس إنذار من الخطر القادم من خارج الحدود.
مرت ذكرى أكتوبر وخرجنا منها بخطاب رسّخ الخلاف، في وقت كنا نأمل فيه أن ينبري العقلاء في كلا الطرفين لتبني خطاب يدعو إلى الوحدة الجنوبية لإدراكنا أن قوتنا تكمن في وحدتنا، لكننا لم نرَ عملاً سياسياً قد أُنجز أو تحقق في هذه الإحتفالية التي شهدتها ساحات الجنوب، فقد توقف جهد الأطراف المتصارعة فيها عند حدود الحشد الكمي للبشر بغرض التنافس الداخلي، وعلى أعتاب الفعل التنظيمي الداخلي لإطار مكونات الصراع الذي حاول البعض إظهاره كنصر سياسي.
الحقيقة الوحيدة التي تأكدت من واقع الإحتفالات هي أن هناك مشكلة جنوبية داخلية تتطلب المواجهة، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وهذه الحقيقة أكدتها هزالة البيانات التي صدرت عن الأطراف المتصارعة، والتي لم تحمل شيئاً يُذكر، لأنها حشرت نفسها في زاوية صراعها من أجل مكوناتها ومسمياتها السياسية الساعية للفوز بالحق الحصري في تمثيل الجنوب. ولو أن تلك الأطراف تنافست من أجل الجنوب وقضيته، لسمعنا وقرأنا بيانات تاريخية، وللمسنا قرارات مصيرية، ولوجدنا الجميع في ساحة واحدة، ولكن للأسف جاءت إنجازات تلك الأطراف هزيلة بهزالة أسباب صراعها مع بعضها، ورافقتها حملة لخلق مبررات تستغفل العقل الجنوبي، وتسخر من المعاناة التي تكبدها أبناء الجنوب للوصول إلى هذه الساحات والمشاركة فيها ابتهاجاً بعيد ثورتهم المجيدة.
ختاماً، نكرر توجيه دعوتنا إلى عقلاء الجنوب، وإلى الشريحة الواسعة التي اختارت لنفسها الصمت والابتعاد في مواجهة الصراع الدائر، ونطالبها بالقيام بواجبها لمواجهة المشاريع الخاصة التي لن تقود إلا إلى مواجهات داخلية سيكون الخاسر الأول والأخير فيها الجنوب، وسيطال ضررها الكل دون استثناء.
وننبه إخوتنا في طرفي الصراع إلى ضرورة أن يضعوا مصلحة الجنوب وشعبه قبل مصالحهم الخاصة ومصالح الأطراف الإقليمية التي تتبناهم وتدعم معركتهم ضد بعضهم، والتي لن يجني منها الجنوب إلا الخسران. ونلفت نظرهم إلى أن الجنوب وطن متنوع اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، وهو ليس حكراً على فئة أو توجه أو حزب أو مكون، ولن يكون في يوم من الأيام، وذلك استناداً إلى التجارب الجنوبية السابقة وضرورة الإستفادة منها. كما نلفت نظرهم إلى أن هناك قوى في الجنوب آثرت البقاء خارج مساحة هذا الصراع الذاتي، وهي تنتظر أن تعود تلك الأطراف إلى رشدها، وتقبل بحوار جنوبي شامل يمنح كل القوى حق الشراكة والمشاركة في قيادة مرحلة الثورة، وصنع ملامح مستقبل الجنوب القادم.
عبدالكريم سالم السعدي
16 اكتوبر2017م