آخر تحديث :الاربعاء 16 اكتوبر 2024 - الساعة:11:22:27
الحُــضن البديل !
صلاح السقلدي

الاربعاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

الارتماء بحضن الشرعية- وغير الشرعية- بذريعة التعرض للإساءات والشتائم من مناصري المكونات الجنوبية, كلام لا يمكن تفهمه بهذه البساطة.
فقي الوقت الذي نقرُّ بحقيقة أن ثمة خطاب جنوبي قبيح ونزق داخل الثورة الجنوبية, وأن هذا الخطاب خطابٌ ينفّــر ولا يـبشّـر, لكن بالمقابل فالمنطق يقول أن مَــنْ يؤمن بقضية ويعمل على الانتصار لها لا يمكن له أن يشترط على رفاقه عدم الاساءة له ومعاملته برويّة وتؤدة , وهو يدرك أنه يسير بوسط وحل السياسة النتن. ولا يعقل أن يسعى تحت تأثير هذه الاساءات التي لا شك أنها لغة سوقية أن يستبدل قضيته بقضية أخرى ويصطف بجهة الخصم نكاية بمن أساء له, وحنقاً بوجهه وإغاظته. فيمكنه أن يحارب بترسٍ ومتراس مستقل, كما فعلت ذلك بعض الشخصيات التي تحترم نفسها وتاريخها, فالساحة مترامية الأطراف والوسائل متعددة لا يستطيع أكبر نزق أن يحُـول بينك وبينها .!
إئتوني بشخصية جنوبية أو ناشط\ناشطة\ جنوبي لم يتعرض لإساءة ولم تصدر منه إساءة. فإن طبقنا حق اللجوء إلى الشرعية تحت هذا المبرر لتحولت معاشيق وفنادق الرياض إلى كتلة بشرية ضخمة.
فمن أغرب الحالات على الإطلاق أن تجد شخصا يدافع عن قضية ويجاهد لاستعاد حق مسلوب وبسبب حنقه من المحامي أو الشريك لا يكتفي فقط بالتخلي عنها ويستبدلها بقضية أخرى, بل تراه يقفز فجأة من يمين القاضي إلى يساره لينضم إلى طرف المدعي عليه. وبعد هذا مطلوب ممن في قاعة المحكمة أن يقتنعوا إن ليس بالموضوع إنّ  !
فإن كان ولابد أن يهجر قضيته ويتخلى عنها -وهذا حق لا يُــصادر- بسبب ما تعرض له من إساءات شخصية وخلافات معينة فليؤثر الحياد والصمت- إن اعتقد أن البدائل قد عزّتْ عليه و السبل قد ضاقت به-, إن كانت الاساءات هي فعلاً من أجبرته عنوة على تبني قرار اضطراري كهذا ,وليس لشظف العيش وشدة العوز علاقة بذلك. 
ثم لماذا لا نرى هروبا بالاتجاه المعاكس -من الشرعية إلى صف القضية الجنوبية- بسبب الاساءات التي يتعرضون لها وهم في ملجأ الشرعية هذا إن كان الأمر متعلقاً فقط بالإساءات ؟.لا أحد يقول أن لا إساءات بتلك الضفة, بل إساءات وإهانات وإذلالا تشيب له الـوِلدان. 
فالسبب بعدم لجوئهم لضفة القضية الجنوبية هو أن الجنوب أصبح وادياً غير ذي زرع, مقارنة مع الوادي الآخر وارِف الظل والثمار, وهذا هو مربط الفَـرَس عند كثير من هذه الحالات ، ولا أقول كلها التي تتخذ من الاساءات مبرراً لتغيير قناعة وتبديل قضية.
*على كل حال ليس تغيير القناعات السياسية نقيصة كبيرة, ولكن البحث عن مبررات هزيلة لتخفّف عن صاحبها وطأة الشعور بالحرج والخزي هو ما لا يمكن تقبله خصوصا حين يكون هذا المبرر هو أصلا إساءة للآخر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص