آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:01:00:12
حتى لا يتسع مجرى السيل الجارف
علي هيثم الغريب

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

يبدو لي أن العمل السياسي على المستوى الجنوبي العام في الوقت الحاضر - بالذات - أمر يشترط فيه وجود قوى الاستقلال (المتطرفة ، والمعتدلة) والتيارات الفيدرالية (سداسية ، ثنائية ، ثنائية مزمنة) ، رغم علمنا باختلاف موازينهما ، لأسباب ليس المجال مناسباً لتفصيلها ، لأن كل ما أريد أن أوضحه هو أن المرشح الوحيد لقيادة العمل الوطني التحرري الجنوبي هي قوى الاستقلال وتجمع الفيدراليين في آن معاً .. لماذا نقول في آن معاً؟! وكيف يمكن وضع سيف في غمدين؟! .. نقول ذلك لكي نزرع من اليوم أمن واستقرار الجنوب في المستقبل !!! .. فالصراع مع الفيدراليين ليس مجدياً لسبب واحد بسيط وهو ان الفيدرالية في إطار اليمن غير مقبولة جنوبياً ، وهي عبارة عن مرحلة مؤقتة سرعان ما يطمسها الاستقلال ... وأقول بكل شجاعة إذا أراد الإقليم والعالم لهذا المولود أن يولد فسوف يولد !!!! حتى نتجنب الاصطفافات الجنوبية - الجنوبية التي ضيعنا من ورائها دولة وثروة وهوية .

والذي أود التأكيد عليه هنا هو قد نجد في أي ظرف أخطاء مرحلية من هذا أو ذاك ، أو مشاكل سياسية أو ارتباطات خارجية ووعود ، أو نقاط ضعف في هذا التيار أو ذاك ... كل ذلك يشغل المستوى الثاني من الأهمية ، إنما المستوى الأول في هذا الظرف الخاص الذي يعيشه الجنوب هو العلاقة بين قوى الاستقلال والفيدرالية ، هذه هي النقطة الاستراتيجية العليا التي يجب علينا أن نحلها.

ما قبل ثورة الشباب في صنعاء (2011) كانت قوى الاستقلال في الجنوب هي الأشمل والأقوى ولم تكن هناك أي دعوى مسموعة للفيدرالية مع اليمن حتى من قبل القائمين عليها اليوم ، بعد تجمع ثورة الشباب في صنعاء وتعز ظهرت أصوات تنادي بمعالجة حقوق الجنوبيين ، تبنى هذا الخطاب بعض القيادات الجنوبية وذلك بطرحهم "الفيدرالية"  الحل المطلوب في اعتقادي ليس في قوة هذا على حساب ذاك ، بل إن الحل هو في ان تضاف قوة هذا إلى قوة ذاك ليس من حيث التنازل بالأهداف , وإنما بفرض ثقافة التعايش بينهما واحترام التنوع ، "وما النصر إلا من عند الله" ...

إن أي قوة نضالية مهما بلغت ضخامتها يمكن أن تؤول إلى صفر إذا لم تتعايش مع القوة الجنوبية الأخرى ، وهذا ما حصل لنا منذ عام 1967 إلى عام 1994م , ولذلك فإن تأسيس صراع بين قوتين جنوبيتين ضار عليهما , وعلى مستقبل العمل السياسي الجنوبي ، أياً كان القوى أو الناجح منهما .

ختاماً ...

أنا أعلم أن التقارب في هذا الأمر ناهيك عن التحالف أو التآلف أمر لا يزال صعباً ، " ليس بسبب قوة التيارين (الاستقلال والفيدرالية) فحسب , ولكن بسبب ارتباطهما الخارجي" ، ولكن أهميته الخطيرة تستوجب منا أن نعمل على إرساء ثقافة التعايش التي دائماً ما تلعب دوراً عظيماً في تخفيف الاحتقانات الداخلية , وحتى لا نكرر الماضي الذي لو تعايشنا فيه لبنينا أفضل دولة في جزيرة العرب.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل