آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:22:04:56
الوحدويون جداً جداً
د. عيدروس النقيب

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

بعض المثقفين المولعين بوحدة ٧/٧ من إخوتنا الشماليين يتحدثون عن الإمارات والسعودية وهادي ويتجاهلون شعباً حياً اسمه الشعب الجنوبي ويتساءلون : ماذا يحدث في عدن؟

ما يحدث في عدن والجنوب أيها الزملاء الكرام أن شعباً أراد التعبير عن نفسه.

لماذا تعتقدون أن الجائع لا يرفض الجوع إلا في إطار مؤامرة ؟

وأن المظلوم لا يتصدى للظلم إلا بتوجيه من دولة أجنبية؟

وأن المنهوب لا يطالب بما نهب منه إلا إذا حرضه عدو؟!

هل نسيتم النيران التي اكتوى بجحيمها الجنوبيين على مدى ربع قرن من ظلم وإقصاء وتهميش ، ومن سلب ونهب ، ومن تهديد ووعيد، ومن استصغار واحتقار ، ومن قتل وتنكيل؟!

وتذكروا أن الشعب الجنوبي لم يواجه غزاة ٢٠١٥م ويطردهم من أرضه لكي يسترجع غزاة ١٩٩٤م الذين يتحكمون اليوم في قرارات الشرعية !.

أنتم تنزعجون من مطالبة الجنوبيين بدولتهم وتعتبرون هذا انفصالاً لكنكم لم تنزعجوا من انفصال علي عبد الله صالح وشركائه عام ١٩٩٤م عندما حوّلوا الجنوب من شريك إلى غنيمة حرب!.

ولم تنزعجوا من انفصال الحوثي وصالح عندما أصروا على غزو الجنوب في ٢٠١٥م واحتلاله من جديد بينما كان عملياً تحت سطوتهم!.

الوحدة التي لا تقوم على التراضي والاتفاق والندية يمكن تسميتها أي شيء آخر إلا “وحدة” أما عندما تقترن بالغزو والاستباحة والسلب والنهب وتهميش شعب كامل هو معني بأرضه وثروته ومستقبله وهو رافض لهذه الـ‘‘وحدة” فنعتها بالاحتلال ظلم للاحتلال وترقية لمضمونها المفخخ.

أما زلتم تعتقدون أن اليمن موحداً بعد كل الذي جرى؟ أو أن وحدة ٧/٧ قابلة للحياة ولو في العناية المركزة؟

هل تعتقدون أن منشوراتكم وعنادكم يمكن أن يحيي عظام “الوحدة” وهي رميم؟

بقيت كلمة أقولها من قلبي لكم أيها الزملاء المثقفون الوحدويون جداً جداً: أليس من الأفضل لكم أن ترشدوا الشعب اليمني في الشمال إلى إمكانية التعايش مع الشعب الجنوبي كشعبين ودولتين شقيقتين متجاورتين متعاونتين بدلاً من التحريض على الشعب الجنوبي الذي لم يغزُ أرضكم ولم يصادر حقوقكم ولم يقتل أبناءكم ولا يفكر أن يصادر حرياتكم؟!

هل يمكننا أن نكون أصدقاءً أحرارًا مستقلين بمستقبلنا ومصير أبنائنا وأحفادنا، بدلاً من اغتصاب أحدنا لحق الآخر وإجباره على “وحدة” غير قابلة للحياة؟ أم ما زلتم متشبثين بفكرة أن ٧/٧/١٩٩٤م هو نهاية التاريخ؟

فكروا معي بصوت هادئ وردوا على أنفسكم لأنفسكم..

وتقبلوا مودتي واحترامي...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل