- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
ظَــهَــرَ المجلس الانتقالي الجنوبي وكأنه حريصا على احتفاظ عدد من أعضائه بالمناصب الرسمية التي أُعطيتْ لهم ولبعض قيادات الثورة الجنوبية قبل عامين تحت مظلة سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي وحزب الإصلاح المسماة بالسلطة الشرعية, والتي يتم اليوم عزلها أي-القيادات الجنوبية-من تلك المناصب إمّا بسبب الاستغناء عن خدماتها, أو عقاباً لها على مواقفها المنحازة للقضية الجنوبية.
ففي بيانه الصادرة مساء الخميس الماضي 28حزيران يونيو الجاري والذي اصدره تعليقا على قرار إقالة عدد من محافظي الجنوب(حضرموت –شبوة –سقطرى) من قبل سلطة هادي ,قال المجلس الانتقالي: (..أقدم الرئيس عبدربه منصور هادي على اتخاذ قرارات استهدفت قيادات المجلس الانتقالي).مضيفاً: (وإننا في المجلس الانتقالي نتمسك بالموقف التاريخي الشجاع والذي عبر عنه الشعب الجنوبي بإعلان عدن التاريخي يوم 4مايو 2017م والذي نص بشكل واضح على رفض أي قرارات سابقة ولاحقه تستهدف عزل القيادات الجنوبية...وعلى رئاسة الشرعية احترام إرادة الشعب الجنوبي وذلك بالتنسيق مع المجلس الانتقالي الجنوبي)).
وفي عبارة أخرى يقول: (ومن خلال هذه المناسبة نهيب بشعبنا الجنوبي إلى الاحتشاد المليوني في العاصمة عدن في يوم 7يوليو 2017م، تنديدا باحتلال الجنوب عسكريا في 7يوليو 94م والتعبير عن رفض شعب الجنوب لما تقوم به القيادات التي احتلت الجنوب ومازالت تعمل ضد إرادته لإعادة احتلاله من خلال نفوذها باستخدامها لورقة الشرعية. ),وهنا تبدو حالة من التناقض, ففي الوقت الذي يحرص المجلس على الاحتفاظ بهذه المناصب تحت مظلة هذه الشرعية نراه يصفها بانها امتدادا لسلطة الاحتلال اليمني الذي غزى الجنوب عام 1994م, والتي ما تزل عدد من قيادات الاحتلال تعمل حتى اليوم بحسب البيان,( وهذه اشارة واضحة للرئيس هادي شخصياً).
وفي فقرة أخرى يقول البيان: ( قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تؤكد وقوفها الى جانب دول التحالف العربي في الحرب ضد الانقلابيين...),فمَـنْ يقف مع مَـنْ بالله عليكم؟ ومن يدعم مَــن قلدكم الله؟.كان حريا بهذا الخطاب أن يؤسس لمرحلة جديدة من التخاطب السياسي مع دول الإقليم ,خطاب يخرج قياداته وغير قياداته المرعوبة من دائرة الخوف والتهيب التي لا زمتهم طيلة ثلاثة أعوام تجاه دول الإقليم . فهذا المجلس يعلم كما يعلم الصغير والكبير بالوطن وبالمحيط الإقليمي أن سلطة هادي ما هي إلا أراجوز يردد ما تقول له دول التحالف حرفياً, ودُمية تتحرك من خلف الستار بأيدٍ سعودية وامارتية, وبالتالي فلم يكن ثمة حاجة أن يجعل المجلس الانتقالي من سلطة هادي الخصم الرئيس والغريم الوحيد الذي يستهدف الجنوب وقضيته السياسية بقرارته الجمهورية تلك. فالأولى بالمجلس أن يخاطب الرؤوس وليس الأذناب. يخاطب من بيده الحل والعقد وليس الأتباع,يخاطب من يقرر وليس فقط من ينفذ.يخاطب هذه الدول بخطاب ما بعد النصر,يخاطبها باسم الشعب وكله ثقة بالنفس والشموخ, وليس بلغة المستجدي والمتوسل بعد أن اصبح الشعب اليوم لاعبا رئيسا باليمن وبالمنطقة وبعد أن استطاع أن يرسم خارطة سياسية جديدة بمشاركة حلفائه.
دول التحالف العربي كغيرها من دول العالم لا تحترم الخطاب السياسي المرتعش, ولا يمكن لها أن تمد يد العون لقضية سياسية لأي شعب من شعوب المعمورة مهما بغلت درجة عادلتها, ومهما كان مستوى ترمومتر الظلم والتعسف الذي طاولها إن لم تقف خلف هذه القضية قيادة صلبة المراس بشكيمة قوية وعزيمة فولاذية.فهذه الدول لم تأت لترفع مظلمة على أحدٍ بالمجان ولم تحشد قضها وقضيضها لنصرة الجنوب واستعادة دولته, فمن يعتقد هذا الاعتقاد فهو انسان ساذج بامتياز, فالمصالح وحدها هي التي اتت بجيوش هذه الدول, ويبقى العبرة بكيف يكمن الاستفادة من مثل هذه الظروف والاحداث.
((إذا كنتَ ذو رأيٌ فكن ذا عزيمة× فإن فساد الرأي أن تترددا).
كان حرياً بقيادة هذا المجلس أن تعلن تبرمها ولو على استحياء بوجه دول التحالف جراء هذا التهميش والتجاهل الذي يتعرض له شريكهم الحقيقي والمخلص بهذه الحرب, (شعب الجنوب) لمصلحة شركاء زائفين كحزب الاصلاح والفئة النفعية الجنوبية المحيطة بالرئيس هادي ليس من أجل العودة الى تلك المناصب بل للتعامل مع الجنوب باعتباره طرفا رئيسا بالمعادلة السياسية الجديدة باليمن, وصانع انتصار حقيقي, ودافع ضريبة بارز من التضحيات البشرية والمادية الكبيرة. كما كان خليقا بهذا المجلس ألا يظل صامتا خلال هذه الفترة ولم يخرجه من صمته إلا قرار إقالة بعض اعضائه من مناصبه (الهلامية), أويدعو لمليونيات جماهيرية يبدو مع هذه الدعوة كمن يتخذها وسيلة ابتزاز سياسي.
كما كان جديرا بالمجلس وما تزال الفرصة أمامه أن يشرع بعقد اجتماعه بأسرع وقت بالداخل ولو بالحد الأدنى من اعضائه والشروع باستكمال هيئاته ,وصولا الى إعلان مشروعه السياسي الواضح حتى يكسب بتلك الخطوات ثقة الناس فيه ويستمد منهم قوته وإلهامه في ظل هجمات إعلامية وسياسية شرسة تستهدفه من كل الجهات.
على كل حال ما تزال الفرصة سانحة للمجلس أن يفعل ذلك ويتدارك ركاكة خطابه وسلبية تعاطيه مع الاحداث التي اعترته خلال الفترة الماضية ليعيد الثقة الشعبية به بعد أن اهتزت كثيرا مؤخراً.
المجلس يجب أن يعتبر تلك الإقالات خدمة له ولقضيته وليس خسارة تستحق التحسر والاستعطاف لإعادتها, فهذه الشرعية هي من خسر تحالفها مع الجنوب وليس العكس, خصوصا إن تلك المناصب أضحت عبئا على اصحابها وتقيّــد حركاتهم وخطابتهم بقيود الازدواجية وسلاسل الالتزامات لهذه الشرعية ولدول الاقليم. فمن الصعوبة بمكان وضع سيفين بغمدٍ واحدا, أو التحدث بلسان واحد بموضوعين مختلفين, وتبنّي قضيتين متضادتين بالاتجاه في آنٍ واحد. فــ(خادم سيدين يكذب على أحدهما), كما يقول المثل العربي.
( رب ضارة نافعة)فالمجلس اليوم وقد تحررت كثير من قياداته من تلك القيود والالتزامات يجب أن يكون عمله نابعا من بين صفوف الجماهير بالتوزاي مع العمل السياسي مع كل القوى بالداخل وبالخارج ومع كل الدول بالمنطقة والعالم, والإبقاء على شعرة معاوية مع كل القوى المختلف معهم. فهذا المجلس باتَ اليوم متسلحا بأمضى اسلحته: الدعم الشعبي الذي يحظى به والانتصار العسكري الذي تحقق مؤخرا فضلا عن عدالة القضية التي يمثلها آخذا بعين الاعتبار في الوقت نفسه أنه لا يمثل كل الجنوبيين وإن كان يمثل أغلبهم ,ما يعني ذلك استمرار التواصل مع باقي القوى الجنوبية التي لها عليه تحفظات ومآخذ للوصول معها الى نقاط اتفاق مشتركة.
*قفلة: لا تلم الناس إن هم خذلوك, بل لُمّ نفسك فربما قد توقعت منهم اكثر مما ينبغي.