آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:00:56:36
كهرباء غائبة في ظل حكومة كاذبة
عبدالله ناصر العولقي

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

لست ادري ، أتوجد لدينا سلطة سياسية وتنفيذية ام مجرد حكومة سياحة ودعاية ؟ ، وهل معاشيق مقر عمل حكومة تدير شؤون البلاد ام مجرد فندق خمسة نجوم ومسرح للدعاية والخداع ؟ .
في الحقيقة ، كل مايشعر به المواطن وما يلامسه في واقع حياته يشير الى ان معاشيق فندق درجة اولى للراحة ومسرح لعرض الاكاذيب والخداع البصرية وقد خصص حصرياً لاستقبال سياح الشرعية المتنقلين بين الرياض وعدن ، وحُصّن بقوة عسكرية تمنع وتصد وصول اصوات ومطالب احرار وحرائر  عدن الذين حضروا بصورة سلمية ليعبروا عن شجبهم واحتجاجهم على الخدمات المتردية والسيئة وعلى رأسها الكهرباء ، وكذلك على فقدان بعض من حقوقهم المشروعة مثل انتظام واستمرار صرف المعاشات والرواتب ، فيستَقبلوا باطلاق الاعيرة النارية ليس ترحيباً بل ترهيباً لتفريقهم وابعادهم عن بوابات حصون معاشيق ، بينما هولاء المحتجين هم من صمد وحارب عبث عصابات الحوثي وصالح في حين كانت الحكومة والسلطة في الخارج ، واليوم وهي في برجها العالي في معاشيق  تصم آذانها امام مطالبهم الشرعية ، ولا تسعى لتحقيق تطلعاتهم في تحسين الخدمات الاساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي ، بل تتجاهلها ، وتحزم حقائبها لتدفن راسها في فنادق الرياض فترة من الزمن ، وغالباً ما تكون اقامتها في معاشيق قصيرّةً ومرهونة بقصر حبل كذبها .
ولعل ابرز شاهد على كذب السلطة ، التصريح الذي ادلى به رئيس الحكومة  قبل دخول الصيف ، حين قال ، سيكون صيف عدن  غير ساخن هذا العام ! ، كذبة واضحة ومضحكة -وشر البلية ما يضحك - والاعجب انه كرر جريرة كذبه  ، حين قال  مرة اخرى سيكون صيف عدن بارد وقد جاء تصريحه الاخير بعد مداهمة الصيف اجواء عدن وانقضاض لهيب ناره على سكانها ، وهم على ابواب شهر رمضان الفضيل ، فاقدي الحيلة شبه عزل من سلاح الكهرباء الحامي لاجسادهم من لهيب الحر والحارس الامين لصحة مرضاهم بعد الله سبحانه وتعالى ،  فكذبته لم تكن مسكّن لجراحات الموطنين بل مثخن لها وزادتها إيلاماً ، واشعرتهم بمدى استخفاف وسخرية الحكومة من مواطنيها .
فصيف العام الماضي لا زال في ذاكرة ابناء عدن ، والوعود الكاذبة التي طلعت بها حكومة السياحة والخداع لازال صداها عالق في مسامعهم ، حين كانت تصرح  بوصول مولدات طاقة من تركيا تارةً ومن دبي تارةً اخرى ، ثم خبر تصفية المسؤولين الفاسدين في كهرباء عدن ، وكلها تصريحات توحي ببذل جهود لتحسين وضع الكهرباء ، ولكن في الواقع اتضح ان ذلك كله زيف وتضليل ولم يلحظ المواطن اي تحسن  واستمرت انقطاعات الكهرباء على حالتها السيئة حتى انقضى صيف العام الماضي والمواطن يئن تحت وطئ سعير ناره .
أظن ان المواطن فقد ثقته بالحكومة وبقى لديه بصيص امل في محافظ عدن الجديد الاستاذ عبدالعزيز المفلحي الذي وعد بان تكون من أولويات مهام عمله كمحافظ لمحافظة عدن ، تخفيف هموم ومعاناة ابناءها من خلال تعزيز وتحسين مستوى الخدمات واصلاح البنية التحتية المتهالكة للمحافظة ، وحسب ما عرُف عنه انه جاد في عمله ويحترم ذاته ، فينبغي عليه ان يلامس هموم ابناء عدن وينظر بروح المسؤولية للمشاكل والهموم التي يواجهونها واهمها قضية الكهرباء  التي تتطلب ان يوليها جل عنايته ويبذل جهود جبارة لحل معضلتها ، ويحرص على ان تكون معالجة مدروسة بشكل سليم للقضاء على العجز في الطاقة الكهربائية في محافظة عدن والمناطق المحيطة بها ليس فقط لصيفنا هذا وإنما لسنوات طويلة قادمة وسيكون ذلك اكبر انجاز قدمه لمحافظة عدن ، وستبقى هناك قضايا اخرى تتطلب عنايته واهتمامه ، منها ضعف موارد المياه وتهالك بعض قنوات الصرف الصحي في محافظة عدن ، والله من وراء القصد .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص