آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:10:18:29
إلى أين تدفعنا يا (عبدربه) ؟!
ياسر الأعسم

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

سقط ما تبقى من الأقنعة ،وانكشفت الأوراق ،ووجدنا أنفسنا في مواجهة ما كنا نخشاه ، وآن الأوان لكي نرفع رؤوسنا لنرى الحقيقة كما هي ،وليس كما نتمنى أن تكون!..

احترمنا جنوبية (عبدربه)، وعندما(دنبعوه) اجتهدنا في توقيره، وتآمروا عليه ، فآزرناه ،وخرجنا على صدورنا صورته ، ولم نتردد في أن نكون زنده ومعصمه ،وكان يراودنا بصيص أمل أن يتعلم من الدرس ،ويخرجنا من النفق.

بكل أسف ضرب (عبدربه) بكل ذلك عرض الحائط ،وقرر حشرنا في الخانة السوداء، وتدلى لسان شرعيته ساخراً من تضحياتنا ومشاعرنا ، وفي نفس تاريخ إعلان الشمال حربهم الأولى على الجنوب ،والفتوى الشهيرة التي أباحت قتلنا، أصدر قراراً بإقالة القائد والرمز(عيدروس) من سلطة محافظة(عدن)!..توقيت لا يمكن أن يتخيله جنوبي حر أو حتى ذنب!..

مثل كل جنوبي حر ،تجرعنا كأس (القرار) المر ، و نشعر بحشرجة الكلمات في حناجرنا ،فقد كنا ننتظر من فخامته أن يضمد جروحنا ، ولكننا نحسبه ينفخ في الكير، ونخشى أن يكون أول من يحترق بالنار!.. لسنا ضده، ولكن هل هو مع نفسه؟!..لا ندعي فهمنا بالسياسة ،ولكن لا نعلم أي حنكة أو عبقرية يمكن أن نظنها في رئيس يذر الملح على جرح شعب نزف ليحفظ له ماء وجهه؟!..

قرار إقالة(الزُبيدي) لا يستهدفه كمحافظ أو سبب فشله ،فهناك وزراء ،ومسؤولين في دولة الشرعية عمر فسادهم خمسين عاماً ،و بعضهم مواقفهم وأيديهم ملطخة بدمائنا ،ولكن استهداف لمواقفه كقائد ،وقيمته كرمز للجنوب، و(صميل) يردع كل من يكفر بالوحدة ، والغاية سحب البساط من تحت أقدامنا ،وسيجردونا من ثوابتنا ،وبعدها إلى (صنعاء) يا أبتي!..

لفظت (صنعاء)جيفتهم ،وبصق شعبها في وجوههم ،وسيعودون إلى (عدن) ، متوجين باكيل الغار، وستطأ أقدام (جنرالهم )التراب الذي روته دماؤنا ،وغسلته دموع أمهاتنا، وسيصطفون في طوابير طويلة لاستقباله ،وتمتلئ من دفئه أحضانهم، وسنبحث نحن عن ورقة تستر عورتنا ،ولن نجد غير العار نتوسده !..

قرار الإقالة ليس عقابا لشخص ،ولكنه تحدٍ لشعب بكامله ،وأصبح علينا أن نختار ، إما أن نصنع ملامح الجنوب الذي حلمنا به وضحينا لأجله، وإما أن نتعايش مع الأمر الواقع ،ونمسي مجرد (خربشة)على هامش صفحة لن يترددوا في طيها!..

إلى أين تدفعنا يا (عبدربه)؟!..إذا كنتم مخيرين فهذه مصيبة ، وإذا كنتم مسيرين فالمصيبة أعظم!..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل