آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:01:00:12
قبل أن تحاسبكم دماء الشهداء
وجدي السعدي

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

أخي / المناضل والمقاوم أبو مشعل الكازمي لقد صدمت وأنا اقرأ ذلك البيان الذي اصدرته تتحدث فيه عن خلافات حصلت في يوما ما دفعتك اليوم لاتخاذ موقف ممن اختلفت معهم.. موقفا في اللحظة التاريخية التي تستعدي الاصطفاف والتعاضد ورمي كل الخلافات خلف ظهورنا.. لحظة كان المستهدف فيها هو الوطن الجنوب الارض والانسان.. لحظة كان الأعداء فيها يستهدفون نسف المشروع الجنوبي من أساسه والعودة بنا الى أحضان صنعاء من الباب الخلفي.. لم يكن المستهدفون هم الاشخاص الذين دفعك الخلاف معهم الى الوقوف في الصف الأخر وكأنك تقول فليذهب الجنوب الى الجحيم ولأبقى انا والاخرون الواقفون معي ...! أخي أبو مشعل ان كان هناك من أشار اليك الى اصدار البيان المؤسف والمخزن والمعيب في حقك وفي نضالك والدور البطولي الذي شهد لك به الجميع فاستيقظ. لقد خدعوك وزجوا بك ليحرقوا ما لديك من رصيد في قلوب الناس.. لقد عرفنا عنك أنك ذلك البدوي الشهم المترفع عن الأحقاد وعن الخلافات ذلك الشاب الذي يحلم بوطن حر مستقل ذو سيادة ولا يبحث عن مصالح أو مناصب.. مؤسف جدا ان تضع الجنوب في كفة وخلافاتك العابرة والبسيطة مع أشخاص في كفه اخرى.. فالأشخاص ذاهبون لا محاله والخلاف ذاهبا ايضاً بذهاب الأشخاص لكن الوطن "الجنوب" باقاً والتاريخ يسجل كل لحظة ويدون المواقف في صفحاته.. أخي أبو مشعل عندما قرات ذلك البيان المذيل باسمكم ذهلت وصعقت أحقاً هذا البيان صادرا منكم تلك الكلمات والأسطر التي توحي للقارئ أنك تقول فليأتي الشيطان ليحكمنا ولتذهب أحلام وتطلعات الشعب إلى خلف الشمس على أن ننتصر لخلافاتنا واحقادنا.. وكأنك تقول ان كل  تلك التضحيات وكل تلك الدماء  لا قيمة لها كونها سقطت من أجل الكراسي والمناصب والاشخاص  الذين دفعك الخلاف معهم لتخلي عن الثوابت والمبادئ والقيم ... أخي أبو مشعل أن من باب القبيلة والمرؤة ان لا نتخلى عن الرجال ممن شاركونا دورب النضال والتضحية والفداء وقدموا أرواحهم ليس لشيء وانما لأجل ان ينتصر هذا الشعب العظيم وهذه الأرض الطيبة مهما كانت الخلافات والتباينات التي من السهل أن تذهب وأن يذوب ذلك  الجليد الذي نعلم جميعاً ان هناك من كان يغذي ويدفع لخلق الفوضى وتحويل ذلك إلى صراع دموي لولا يقظة الشعب الذي كان  لديه من الدروس والعبر الكثير والكثير .. أخي أبو مشعل الكازمي أنه لمن الحكمة أن نسموا فوق الجراح وأن نرمي كل الخلاف وأن نضع أيدينا في أيدي بعض كون المستهدف اليوم ليس الاشخاص وانما المشروع الذي تحمله أنت وأنا والأخرون، الذي يحلم به الجميع من افراد هذا الشعب ودفعوا الكثير من التضحيات وقدموا الغالي والنفيس كي ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء تحت راية حرة مستقلة من المهرة إلى باب المندب.. إنني أكتب هده الأسطر والكلمات وقلبي يعصر الما على ما الت إليه الأمور، وعلى ما ذهبتم اليه في بيانكم الذي أرى أنكم أخطأتم في كتابته فكل ما ذهبتم اليه في ذلك البيان من أسباب دفعتكم لاتخاذ هذا الموقف الذي لن يغفره لكم الشعب لمجرد الاختلاف والتباين في الآراء والافكار والمواقف.. أتمنى أن يضل الجنوب الأرض والانسان هو محور خلافنا لا أن يكون الاشخاص والمصالح واختلاف المواقف هي محور الخلاف والتشظي والتشرذم.. ولازال هناك متسع من الوقت لتدارك الامر وتصحيح الأخطاء والعودة إلى صف الشعب وتكاتف الأيدي للخروج من هذا المنعطف الخطير الذي أرادوا لنا الوقوع به للعودة بنا مجددا إلى باب اليمن عبر سيناريو جديد بعد أن ظنوا أنهم تمكنوا من زرع الخلاف والاختلاف للعودة بنا إلى أحضان صنعاء ...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل