الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00
حينما تشاهد الأبطال يطلقون الحسرات ويقفون باستحياء أمام عدسات الكاميرا محاولين التعبير عن أوجاع قلوبهم التي يشعرون بها فتسابقهم دموعهم قبل حروف كلماتهم معبرة عن حجم الوجع الذي يشعرون به .
ويخرجون كلمات متقطعة من أعماق قلوبهم مصحوبة بتنهيدة لا تقوى الجبال على حملها ، وخلايا أجسادهم ترتعش وملامح كئيبة تخشى ملامحهم فيجب عليك حينها الوقوف دقيقة محاولاً مراجعة تفاصيل ما يحدث .
"علي ثربة ".. الثائر الصلب صاحب العلم المنمق و العصى الطويل ، المعاق الذي أعاق قوى الاحتلال بصموده و إخلاصه ، صاحب الجسد النحيل الذي صعقه الاحتلال بالكهرباء عدة مرات من أجل ترك العلم فرد بكل شموخ : " اقتلوني و خذوه .. " وكان يقصد علَم دولة الجنوب .
علي ثربة.. ثورة متحركة كنّا نستمد صمودنا من مبادئه القوية وشموخه المتين ، رغم ظروفه الصعبة وحياته القاسية إلا أنه كان رقماً صعباً في الثورة لا يمكن تجاوزه ، باع عدداً من نعاج أمه من أجل المشاركة في مليونيات الحراك الجنوبي وباع نفسه رخيصة من أجل المشاركة في استعادة الوطن .
اليوم بعد أن شُلَّت الثورة وتغيرت قيمها وذبحت مبادئها تخليتم عن "علي ثربة" مقابل رقم عسكري وحفنة ريالات يمنية ، تركتم علي ثربة يذرف دموع القهر و الحسرة محاولين إقناعه بأنه معاق ونسيتم بأن أعاقته تحركت حينما كان الأمن المركزي يعيق تحركاتكم ويرعد فرائصكم.. يا هؤلاء "علي ثربة" بطل وتاريخه ناصع وإعاقته شرفٌ لثورتنا وتاج على رؤوسنا و وسام على صدورنا .
قبل الختام ..رفيقي "علي ثربة " ما أوجعني اليوم بأن بطش الأمن المركزي الذي سجنوك و ضربوك و حرقوا جسدك لم يصنعوا بقلبك الوجع ولم يجبروا مُقلتيك على الدموع بل كنت تعود إلينا منهك الجسد شامخ العزيمة وأتذكرك وأنت تحكي لنا تفاصيل قصة اعتقالك ، وحينها كنت تضحك وتضحكنا معك واليوم لم أقوى على مشاهدتك وأنت تبكي من رفاق الأمس وقادة اليوم .
عزيزي الأستاذ فضل الجعدي محافظ الضالع .. وأخي اللواء علي مقبل و أخي القائد أبو الجنوب قائد المقاومة الجنوبية في الضالع.. دموع علي ثربة وصمة عار في جبينكم ونقطة سوداء في تاريخكم ، فمن بين آلاف الأرقام العسكرية عجزتم منح رقم واحد لـ "علي ثربة".. هل تريدون خذلانه أم نسيتم بطولاته و صموده الأسطوري ؟!
