آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:10:18:29
لعنة (الدحابشة) !
ياسر الأعسم

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

عندما كان (المقدشي)،و(الأصبحي)، وبقية(الخبرة) يلعقون صحون أصحاب الجلالة ، والسعادة، كان(علي ناصر هادي)خلف المترس يبتسم للشهادة ،وحين كانت(تعز) غارقة في وحل (حمود) وإخوانه! ،كان (عيدروس)و(شلال)يحملون أكفانهم على كفوفهم ،ويدفعون ثمن تطهير(عدن)من الإرهاب أعز ناسهم،وكان(بن بريك)،و(البحسني) يقودون معركة تحرير(المكلا) من القاعدة ،وخلاياهم النائمة!..

 

حين كانت (توكلهم)تتسكع تارة في (الدوحة) الصغيرة ،وتستجم تارة أخرى في مصائف بعض العواصم الكبيرة ،و(تقشط)بشرتها ،وتشفط جسدها ،وتنفخ (…)،وتطلي أظافرها في أكبر مراكز التجميل،وتختارفساتينها،وأكسسواراتها من أشهر بيوت الموضة،وتبتاع(روج)شفائفها،وزجاجةعطرها من ماركة عالمية فاخرة،وتتبرج،وتترنح في الحفلات التي تقام على شرفها ،كانت (عدن) تعيش جحيم ،وقلوب أمهاتنا تعتصر ألماً،وقهراً على فلذات أكبادهن؟!..

 

 

تمسك أقلامنا حبرها تواضعاً ،وتتردد كلماتنا تعاطفاً ،وسماحة نفس،ولكن وقاحتهم كشّرت في وجوهنا ،واستفزنا جحودهم !.. (تعز)العز بطشت بها دولة (الزيود)كالعادة ،وتوقعنا أن تنتفض على جلّاديها ،ولكن مع الأسف اختار بعضهم دين ملوكهم،ومذهب (قناديلهم) ؟!..نعتقد أن الذين يعيشون يعلّقون جرس المذلة على رقابهم لا يمكن أن يشعروا بلذة الكرامة،فالانعتاق يَشْتي رجال، ولا تكفي أقنعة الثقافة لكي تحررهم من العبودية!..

 

عربدت صرخة الحوثي ،والحرس الجمهوري في(تعز)،فحزم أهلها متاعهم ،وصروا(بقشهم)،وهجروها،واستوطن كثير منهم (عدن)،ففتحنا لهم صدورنا قبل حدودنا ،حتى ازدحمت بهم شوارعنا ،وأسواقنا،ولكن مع الأسف كان رد الجميل أن طعن بعض أبنائها ظهورنا ونحورنا بصورة فجة !.

نستشهد بالمئات لكي نحررهم ،ويعود قادتنا وأبنائنا إلى أمهاتهم وزوجاتهم جثثاً هامدة لنستعيد كرامتهم ،فذهب حثالتهم إلى (جنيف)،وافترشوا أرصفتها ،واعتلوا منابر منظماتها الدولية ،وناشدوا ضمير الإنسانية إنصافهم من سلطة (عيدروس)،و(ابن بريك)،ويطالبون محاكمة قادة الجنوب!!. 

نتجنب وضع جميع أبناء (تعز) في سلة العفن،ولكن لا يستطيع أحد منعنا من الشعور بالاشمئزاز،ولا ننتظر منهم أن ينثروا المسك على جثامين شهداءنا ،ولكن بعضا من حمرة الخجل!..كان أولى بأبناء (تعز)نصرتها ،ويرفعون أصواتهم بمحاكمة من حاصروها،و شردوا أهلها ،وجوعوا أطفالها ،فالجنوبيون لم يطلقوا رصاصة واحدة في شوارعها،وسلطاتنا لا تتحمل وزر ما حدث ويحدث لها.

  

 كل ماخسروه في الحرب يريدون أن يستردوه بالسياسة ،فقد تكون عدالة العالم بلا عيون،ولكن ليس إلى حد أن يجعلوا للتطرف منبراً ،وللإرهاب حقوقاً !..أكثر من عقدين كانوا يقمعوننا بالهوية،واليوم يذرفون الدموع بوقاحة ،ويزعمون بأن مواطنتهم منتهكة في الجنوب!..  

 

جميعهم ينظرون للجنوب من نفس (الخرم)،فكلنا من أصغر مواطن إلى فخامة(عبدربه) خونة !!...،ونستحق المحاكمة،ولا فرق في ذلك بين ابتسامة الجنرال العجوز الشرعية،و(نخيط) زعيمهم ،وصرخة سيدهم الانقلابية!! ،وليس هناك اختلاف كبير بين عقلية دكتور حقوق الإنسان،والشيخ(كعلان ربيش كعلان)،ونحسب أن أنفاس (النوبلية)،و(مقوتي) اللجان الثورية تصدر ذات الرائحة الكريهة ،كما يتساوى مخ (الرويشان)،ومخيخ (البخيتي)،فروؤسهم فارغة إلا من حلمهم المقدس ،والموت الذي ينتظر الجنوب!..

حدود مثقفيهم ،وأفق مفكريهم يمكن أن يتسع لكل شيء إلا دولة الجنوب،نجد منشوراتهم تغرد بقيم التعايش،والسلام،وحق الشعوب في الحياة الكريمة ،وينتفضون كالعصفور المذبوح على الإنسانية ،وينددون بلغة الكراهية،ولكن عندما تحدثهم عن القضية الجنوبية يصيبهم نوع من (الهطل)الفكري،وأكبرمثقفيهم يمسى كـ (حمار)يحمل أسفارا،واذا سمعوا بـ (فك الارتباط) يركبهم (جني)،وكلٌ يفجر بطريقته!..

 

نتفق بأنه ليس هناك ألعن من سياسة (الدحابشة)،ولكن الصورة لن تتغير بمجرد حك(…)أوالإيمان بالقضية فقط ،علينا أن نقر بأننا نفقد زمام المبادرة،ومواقفنا دائما ليس أكثر من ردة فعل متأخرة، انتصرنا بالحرب،وفشلنا في السياسة لأننا نراهن على عقول تمتهن الخيبة ،ولا تملك أجنحة حرة!..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل