- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. تدشين 10 مشاريع في قطاع المياه بمديرية المحفد أبين
- المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية
- مصدر حكومي: رئيس الوزراء يغادر الى السعودية للتشاور حول الدعم الاقتصادي
- وزير النقل يلتقي سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية
- وزير الخارجية يؤكد على اهمية دعم الحكومة وايجاد آلية عمل مشتركة لضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر
- نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك
- تدشين الدراسة العلمية حول مخاطر السيول على عدن وسبل تخفيف حدتها
- دفع الحوثي لإطلاق عملية سياسية.. خيارات على طاولة مباحثات يمنية-أمريكية
- الكثيري يترأس اجتماعًا موسعًا لمناقشة الوضع العام مع نقابات عمال الجنوب وممثلي الاتحادات والهيئات العسكرية والأمنية الجنوبية
- مسلحون يمنعون وصول إمدادات الوقود القادمة من مأرب إلى حضرموت
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
و أنا اسير في طريقي تأملت تلك المشاريع العملاقة و حتى تلك المتوسطة وصولا بالمشاريع الصغيرة وخطر في بالي المشروع الخاص و كيف يضفي على صاحبه قيمة ويجعله سيد نفسه وملكا متوجا في عمله حتى من نرى مشاريعهم بسيطة جدا من أصحاب البسطات والأكشاك هؤلاء حقا أوجدوا لأنفسهم قواعد ينطلقون منها نحو العمل بكرامة وضمنوا لأنفسهم دخلا خاصا لا يتحكم به أحد سوى المالك الرزاق جلّ في علاه .
قبل سنوات كتب وتكلم كثيرا المفكر احمد الأسودي عن المشروع الخاص وجعل من مركزه مركز القرن الواحد والعشرين قبلة للشباب من الجنسين يُقدّم في ذلك دورات عن المشروع الخاص لا ادري ماذا كانت ثمرات ذلك العمل وكيف كانت مخرجاته لكن يكفي الأستاذ احمد انه كان مستشعرا أهمية ان يمتلك الانسان نفسه بامتلاكه مشروعه ولم يكتف بالمعرفة بل عمل جاهدا على ترسيخ ثقافة المشروع الخاص .
بالأمس فكرت كثيرا و أخذتني الذاكرة الى سنوات خلت كان فيها الشخص يرى الوظيفة لدى أصحاب الأعمال وكأنها منتهى الآمال والهدف الأوحد الذي يسعى للوصول اليه وكيف تقضى زهرة الشباب في العمل لدى أناس تظن انك أصبحت جزء منهم تخاف على مصالحهم وتسعى لإنجاز ما أُوكل اليك بأقل التكاليف بل ولو كلّف الأمر أحيانا ان تنفق على بعض تنقلاتك واستضافاتك لصالح العمل من حسابك الشخصي .
تتعصب لأجلهم وتلغي عقلك في التفكير بإنشاء مشروع خاص بك يعينك على الحياة بل وتوقف إمكانية حصولك على دراسات عليا كانت ستشكل لك نقلة نوعية على المستوى الشخصي،
تقضي ايامك وسنواتك وانت تجري في دائرة عملك الذي لأجله قد تهمل كل شيء حتى نفسك واسرتك وصحتك وتظن ان هذا قد رفع قدرك عند رب عملك ووثق عُرَى علاقتك به ورفعك مكانا عليا
كل هذا الجري خلف تحقيق اقصى حد ممكن من مصالح صاحب العمل لم يشفع لك واتضح لك فجأة وبدون سابق انذار وبلا سبب أو جريمة ارتكبتها انك بنظره مجرد عامل من السهل استبداله .
قليل من الحبر وسطر واحد وحتى كلمات مقتضبة تنهي تلك العلاقة الوطيدة وتلك التضحيات التي كنت تحسب ان اخلاصك المبالغ فيه قد أصّلها .
الحقيقة ان صاحب المال ورب العمل لا يرى فيك سوى محرك عليه ان يعمل بكل طاقته لا يحق له ان يفكر او ينتهج فكرا مخالفا له وبالتالي متى
ما وجد نفسه مستغنيا عنك لن يمنعه الحرج وما تعتقد من عشرة وعيش وملح كما يقولون ان يحترمك حتى في طريقة الاستغناء عنك.
انا في هذه الأسطر لا أحرض او ادعو لعدم الإخلاص في العمل حاشا وكلا بل ادعو أن تعمل وتجتهد في عملك وتخلص فيه لكن لا تدفن ذاتك لأجله ولا تضيع حق جسدك وأهلك خارج نطاق ما يجب عليك.
اعط عملك حقه وخذ حقك وضع حدا لاستغفالك ولتكن عينك على مشروعك الخاص حتى ولو خفضت مصروفاتك وربطت الحزام أكثر لتجمع لك شيئا يعينك على امتلاك العمل الخاص بك بما يتوافق مع قدراتك واهتماماتك ولو كان صغيرا او بسيطا المهم لا تظل عبدا لصاحب العمل.
هنا اتحدث عن تجربة وذكرى مرة كلما مرت بخيالي كيف ان الثراء يجعل صاحب العمل لا يراك الا مجرد عامل او خادم من السهل الاستغناء عنك ولا يمنعه تقدير لك او حرجا ان يفصلك دون تقدير لشخصك ومكانتك ولتلك السنوات الطويلة التي جمعتكم.
وقت قصير وانا امشي في الشارع تأملت تلك الوجوه المتعبة للعمال البسطاء من جنسيات مختلفة وقارنتها بملامح من يملك مشروعه ولو كان قليل الدخل فرق بين من يسيره شخص آخر يجعل منه آلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبين من يسيّر نفسه دافعه النجاح ومحركه مزيدا من الأمان المالي الذي يحققه .
كلامي هذا دعوة للشباب ولكل من لا يزال يرسم أهدافه في الحياة اجعل مشروعك اول اهدافك
قد يكون مشروعك الآن دراسات عليا أو تأهيل في جانب ما ، لكن الهدف الذي بعده اجعله امتلاك مشروع يليق بك يحفظ لك كرامتك وينمي مدخراتك ولا تنسى عندما تحقق حلمك ان تعامل موظفيك كبشر لهم تقديرهم تعطيهم حقوقهم وتقيل عثراتهم وتكن معهم ليكون الله معك
وأخيرا مشروعك الخاص كرامة لك وعطاء لغيرك ..