آخر تحديث :الاحد 01 سبتمبر 2024 - الساعة:09:34:29
إلى أمي الحبيبة لقد انقطع النفس شوقا اليك
يوسف الحجري

الاحد 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أصعب واقسى أيام المرء عندما يهاجر من بلد إلى بلد آخر باحثًا عن الرزق أو لطلب العلم, وكاتب السطور لديه قصة مع أحد هذه الاسباب التي جعلتني أبتعد عن أهلي وعن حبي الأكبر والأعظم "أمي الحبيبة".

فكلّ أفتقاد يهون عن افتقاد "الأم"، وكلّ الآم تهون عن آلم فقد "الأم", فلا يمكن للشخص تصور حجم الحب والحنان "للأم" إلا بعد ان يذهب بعيدًا عنها, باحثًا عن مقاصد شتى.

لم يتصور أحدًا منا مدى الحزن والشوق واللّهفة "للأم" إلا ان أختفى خلف جبال بعيدة, حيث لا يرى وجهة "امة" البديع ابدًا، وربما نسيى ملامح وجهها من كثر الشوق والتفكير والانهماك بالتذكر فيها، وبحنانها وعطفها.


"أمي الحبيبة" صحيح ان الشوق فاضحًا وباتت ملامحة في عيني التي تمتلى بقطرات الدموع دون أن تسقط, فأتذكر كلما صعبت عليّ الأحوال ضاقت المعمورة بكائنها البائس والواقف بعيدًا في غرفة ذات أربعة جدران, والمطلية باللون الرمادي؟!
وها أنا أقف بعيدًا حيث ينقطع النفس شوقًا إليكِ يا أيتُها الجوهرة العظيمة.
أيها الحنان المتدفق الذي لم يغيب يوما واحدا حتى وإن غبت عنك ايام..فكلما اخذت معك اتصالا هاتفيا حتى تعبرين لي مدى شوقك لابنك القابع خلف قضبان الجبال الطويلة ودائما ماتقولي لي متى العودة يا ابني فأقول لكي عندما اكمل الدراسة أو عندما يحل العيد ,, فتقولي اي عيد يا ابني فأنا أراه دهرا ولم استطع تحمل هذا العناء فأنا اشتقت لك ياولدي. ..وما أن تطلقين التنهيدات حتى أصاب بصعوبة التنفس وصعوبة الكلام ..فحقا يامعشر الكائنات حب الام لا يساوية اي حب .

"أمي الحبيبة" اتذكرك عندما كان يبزغ فجر يومًا جديد فتأتي وتضعي يديكِ على رأسي وتيقظيني من نومي بكلّ هدوء, بكلّ حنان وعطف، وتأخذي بيديّ وتتكلمي معي بكلّ حلاوة ورقة في الكلام، واتذكر كلّ لحظة بحياتي ..
فأما اليوم فأنام بلا موعد واصحو بلا موعد وحياتي أصبحت نوعا من العشوائية والصعوبات.

فسوف ادع الصمت يكمل باقي ألمي فلم أستطع أن أسرده على دفتري, وتسمر القلم جامدًا.

وبمناسبة "عيد الأم" أبعث بالتهنئة الحارة لوالدتي، ولجميع أمهات العالم العربيّ_الإسلامي.

من صفحة الكاتب على الفيس بوك
#عدن 21 مارس

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص