آخر تحديث :السبت 14 سبتمبر 2024 - الساعة:10:20:46
هل يتجاوز هادي أزمة الخلافات بين أنصارة
عبدالعزيز الدويلة

السبت 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ما زالت الحرب العبثية والتي القت بظلالها على واقع حياة المواطن ولا يبدو في الافق حلا قريبا فكل الأطراف دخلت في صراعات عميقة والجديد هذه المرة المواجهات الجادة والعنيفة بين اطراف التحالف والشرعية وبدأت تظهر الخلافات في المصالح الخاصة لكل طرف وهذا ما عكس نفسه سلبيا في المواجهات بين الانقلابيين والشرعية، الأمر الذي سيحول دون انجاز كبير حتى الآن وبقت الأمور معلقة بالرغم من أن الطرف الآخر وهو الحوثيين وصالح قد بلغ بهم التقهقر والضعف والانهيار، إلا أنه بسبب الخلافات البينية لمكونات التحالف والشرعية؛ فهذه جبهة مأرب لم تحرك ساكنا والسبب أن بعض قياداتها لم تعد تكترث بمعركة تحرير صنعاء ، بل أن عينها تحولت إلى ما يجري في عدن. وأصبحت الانجازات التي تقوم بها مقاومة الجنوب محل غيرة وحقد وحسد فبدأت تصدر عناصر الفشل لتدمير هذه المقاومة واسقاطها.

 

أما جبهة تعز فلم تحقق أي تقدم حتى الآن وذلك بسبب بعض القوى الدينية في عدم المشاركة الفعالة لتحرير تعز بل وأن بعضهم قد انحاز إلى الانقلابيين بل أنها حولت معركتها إلى انجازات الجنوبيين في عدن. بل وشنت حربا اعلامية على بعض القيادات والرموز الجنوبية متهمة هولاء القيادات بالتقصير والاخفاق والفساد وسبب الأزمات مع أن هولاء القيادات كان لها دور في الأستقرار الأمني في عدن وطرد الحوثيين وأنصار صالح وإعادة تطبيع الحياة في عدن ولم تشر بالبنان إلى المتسببين الحقيقين للأزمات الإقتصادية والأمنية والمعيشية.

 

وأما إذا أردنا الحديث عن الانجازات والانتصارات الساحقة والتي حققها الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية في مناطق الشريط الساحلي الغربي، فبالرغم من الانجازات التي تحققت في وقت قصير قدم خلالها الجنوبيين الشهداء وآخرهم الشهيد البطل القائد أحمد سيف اليافعي نائب رئيس الأركان العامة إلا أن هناك بعض المعوقات والخيانات والمندسين الذين يقف وراءهم جهات ربما محسوبة على الشرعية تحاول وقف هذا التقدم الأمر الذي جعل بعض عناصر المقاومة الجنوبية لا تثق في عناصر المقاومات الأخرى واصبحت غير متحمسة في الإنخراط في عملية السهم الذهبي ولكن لا يزال هناك إصرار وعزيمة على اكمال ومواصلة هذه العملية بالنجاح برغم بعض السلبيات التي ظهرت وتم تجاوزها حيث ينبغي التركيز والدعم لتحرير الحديدة وهي أهم معاقل الجماعات الحوثية وانصار صالح.

 

إن الانتصار في جميع الجبهات مرهون بقدرات فخامة الرئيس هادي على إدارة هذه الحرب وتوظيف كل القوى الموالية للشرعية في تحقيق هدف واحد وسريع وهو اسقاط المناطق والمحافظات الغير محررة وتضييق الخناق على الانقلابيين واستسلامهم وان لا يعطي فرصة للعناصر التابعة له في الدخول في خلافات جانبية أو صراعات ثانوية ليس مجالها الوقت الراهن لأن التورط والدخول في مواجهات لن يستفيد منه سوى طرف واحد الا وهو الإنقلابيون لذا فعلى فخامة الرئيس هادي أن يكون على مسافات واحدة من كل الأطراف لا يغلب طرف على طرف ولا ينحاز إلى طرف ضد طرف آخر وأن يكون رئيسا لكل أبناء الشعب اليمني وليس رئيسا لطرف معين أو جهة معينة.

 

كما ينبغي على أطراف التحالف عدم الدخول في مواجهات أو مماحكات لتحقيق أهداف ثانوية وعدم محاولة إقصاء بعض دول التحالف التي كانت سباقة في تحرير الجنوب مثل دولة الإمارات المتحدة وتمثيلها في القرار اليمني السياسي للحكومة الشرعية بحيث لا يقتصر هذا القرار على قوى لا تمثل الإجماع والمصالح المشتركة لدول االتحالف العربي. لذلك يجب على فخامة الرئيس هادي أن يعيد النظر في التعيينات والقرارات التي لا تخدم الرؤية الموحدة لدول التحالف والشرعية وعدم الانحياز للجهات التي تسعى إلى التمزيق والتفتيت وبث روح الفرقة وهذا أيضا لا يستفيد منه إلا القوى الانقلابية ويؤخر من هزيمتهم وفي كل الأحوال لن تجدي إي مبادرات جديدة أو تسويات سياسية نفعا بما في ذلك التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي ولد الشيخ التي تحاول قدر الإمكان انقاد العملية السياسية والتي إنتهت وماتت بسبب تعنت الحوثيين والاقلابيين وأيضا رفض الشرعية والتي ما زالت متمسكة بالمرجعيات الثلاث.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص