آخر تحديث :الاحد 09 فبراير 2025 - الساعة:01:09:52
أيتها الأقلام الهاربة المداهنة
احمد سعيد كرامة

الاحد 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

مثل قديم متجدد يقول : (ما تحرق النار إلا رجل واطئها.. ) ، لا يمكن لكم أيها الهاربون عن وطنكم و شعبكم أن تتحدثوا أو تكتبوا بصدق و بأمانة و باستشعار حقيقي وواقعي عن أوضاعنا و أوجاعنا و آلامنا .. فالمشاعر و المعاناة الحقيقية لا تنتقل عبر الفيس بوك ولا الواتس آب ، بل تتناقلها تعابير تلك الوجوه التي تعاني شظف العيش.. اتركونا نعاني لوحدنا.. اتركونا لوضعنا .. اتركونا نضمد جراحنا ولا تزيدونا فوق جراحنا جراحاً .. لا تستثمروا فقرنا و ظلمتنا و عطشنا و جوعنا ، و لا تسرقوا مواد إغاثية أتت باسمنا ، لا تحولوا رواتبنا لحاسباتكم الخاصة في البنوك ...

كفى كذباً و تزلفاً !.. فنحن نحن ..صامدون هنا ..و أنتم أنتم.. هاربون هناك.. ولا وجه للمقارنة بيننا و بينكم ، البعض يريد منا أن نسكت عن فساد الحكومة الشرعية و مسلسلها المكسيكي و قراراتها الكارثية والتي كان آخرها تدمير أهم شركتين في عدن وهما : شركة مصفاة عدن ، و شركة نفط عدن ، لم يصنع بنا العدو خلال تلك العقود المنصرمة من الزمن  مثلما صنعت بنا حكومة الرئيس الشرعي هادي خلال خمس سنوات عجاف ! هل هذه حقيقة أم تجني على الرجل؟ ، المنتفعين من وجود هادي و قراراته سيقولون فعل و فعل ولكن البسطاء وهم الغالبية من شعبي سيقولون فعل بنا الأفاعيل! .

 

أيتها الأقلام الهاربة المداهنة.. كنا ومازلنا مع الوطن و الدفاع عنه هنا في الداخل  ، وكنا نعوّل كثيراً على الرئيس هادي و حكومته وخصوصاً بعد تحرير عدن ، وكنا نظن أن الرئيس هادي سيقدر تلك التضحيات الجسام و سيكافئ شعبه المقدام و سنطوي صفحة الأوجاع و المآسي و الآلام و سيعاملنا معاملة الكرام ، ولم نكن نتوقع أن يسلط الرئيس هادي علينا الأشرار و الفسدة اللئام .. رئيسٌ وحكومته لم يستطيعوا إدارة مدينة عدن الصغيرة و ضواحيها !! ، ولم يستطيعوا توفير الخدمات الأساسية للشعب!! ، و أهدروا المساعدات المالية والتي تقدر بمئات من الملايين من الدولارات وشعبهم جائع ضائع !!، و شرّعوا للمليشيات و رقّوا زعمائها بأعلى الرتب و المناصب و أهانوا الموظف و المتقاعد رغم توفر الراتب في خزينة المعاشيق!! .

ارتفاع مهول في أسعار المواد الغذائية وغيرها ، ورواتب الموظفين و المتقاعدين تبحث عمن ينظر إليها بعين الرحمة و الرأفة و الشفقة بقليل من الزيادة ليواجهوا أزمة غلاء المعيشة الطاحنة الخانقة  .. ارتفاع جنوني في كل متطلبات الحياة وحتى أسعار الدواء والكتب و أقلام الرصاص لم تستثنى ، و سعر رغيف الخبز زاد سعره و قل وزنه! ، و حكومة قلعة المعاشيق تعيش في عالم غير عالم شعبها المطحون الفقير! ، و يأتي قلم هارب منافق من شرفات فنادق السبعة نجوم و يقول : قفوا مع الرئيس الشرعي و حكومته ضد أنفسكم و أولادكم و كرامتكم؟!! ، و نقول لتلك الأقلام الهاربة من واقعها : ستتغير مفرداتكم وحتى حبر أقلامكم سيتغير لونه لو عدتم لوطنكم و عانيتم مثلما يعاني شعبكم المطحون!  .

 

أيها الهاربون المارقون.. اتركونا نكتب و ننتقد أوضاعاً كارثية ومزرية ، لعل بعضاً من كلماتنا تُسمِع من به صممُ .. اتركونا نتنفس من حبر أقلامنا فلم نعُد نستطع أن نتنفس من أنوفنا لأنها تمرّغت بالذل و المهانة في طوابير البريد للشحت عن الراتب  والبحث عن مصدر رزق شريف آخر يساعد في تحسين وضع معيشي متدهور مثل تدهور الريال اليمني يومياً .

أيتها الأقلام الهاربة.. بكم تبيعون الحرف و الكلمة و السطر و المقال؟! .. بكم تبيعون العمود و الكتاب هناك عند البقال ؟!! .. بكم تبيعون وطنكم و شعبكم ثمناً للإيجار عند حكومة الفاسد المحتال ؟!.. قال سيبني لنا قطاراً و سنكون نحن سكته و سيركب لوحده ذلك القطار من أجل الفرار؟!! ..  فصفقوا للغدار مجموعة من الفسدة الأشرار ، وطلع النهار ولم نرَ سوى أحلام و أكاذيب قد تبخرت من حكومة الأعذار !!!

رئيس يصر على بن دغر والأحمر المكار .. قفوا مع الرئيس الشرعي حتى لو انحرف المسار و انقلب القطار .. وهناك من سيرقص فوق جثثنا من أبناء جلدتنا  وينفخ المزمار .. وهناك من سيهتف بصوت عالٍ : الموت للشعب و البقاء للرئيس! ..وهناك ألف ألف طبال .. قفوا أيها المداهنون المنافقون الكذابون  مع الكذب و الدجل مع المشاريع الوهمية  للحكومة الشرعية مع المطارات و المستشفيات و القطار .. شعبٌ جائع يصبح من دون أن يجد وجبة إفطار ..  ورئيس و حكومته يأكلون و يخزنون القات على بعد أمتار ..

يا للعار.. يا للعار.. يا للعار ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص