- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- العميد الوالي يستقبل رئيس عمليات المجلس الانتقالي ومدير عمليات العاصمة عدن
- بتوجيه من المحافظ لملس .. صرف 220 مليون ريال للمعلمين في العاصمة عدن
- تقرير خاص لـ"الأمناء" يكشف حقيقة الأوضاع في وادي حضرموت وآخر تطورات جريمة قتل الجنود السعوديين
- المعلمون للشهر الثاني بلا مرتبات وسط تحركات تصعيدية كبرى
- إدارة ترامب تتواصل مع مسؤولين يمنيين للحرب ضد للحوثي
- تقرير لـ"الأمناء" : المنازعات الإدارية على الحدود الفاصلة بين لحج وعدن وآثارها السلبية على تدهـور الخدمات المقدمة للمواطنين ..
- مشاريع تنمـوية في مديرية المضاربة ورأس العارة بلحج وتدخـل صيني بمـجال الكهـرباء.
- الهيئة المجتمعية للانتقالي تثمن دور الاتحاد الجنوبي للشفافية
- اغتيال شيخ قبلي بارز بصنعاء
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
ليست معاني العدل والرحمة والمحبّة والصفح والغفران والعفو والإيثار محصورة في دين أو جنس أو جماعة بعينها، وإن كانت كذلك لما رأينا نصف الوطن العربي يُطحن بدعاوى امتلاك حق تمثيل الله في الأرض، فيما نصفه الآخر منشغل بعدّ حبات الألماس المرصع بها ذيل فستان أحلام في “عرب أيدل”. وإن كانت قيم الرقي والحضارة والقبول والتسامح مقياساً لآدمية شخص، لما صامت الحسناء أنجلينا جولي عن الطعام أياماً تضامناً مع أطفال سوريا، فيما بقايا أكداس الطعام تُحمل أطناناً بعد انتهاء حفل زفاف نجل رجل الدين، عبد المجيد الزنداني، إلى مقلب القمامة في الرياض. وإن كان تعريف الرجولة لا ينطبق على العملاق مانديلا الذي غيّب نفسه 27 عاماً في السجن فقط، لتسير الأقدام السوداء جنباً إلى جنب مع الأقدام البيضاء على رصيف المشاة في بريتوريا دون تمييز، ليسقط إذن الشنب.
ما الذي يحدث يا قوم؟
من يضع اليوم المعايير للبشرية؟ ومن يصنف دونية هذا ويحكم برفعة ذاك من طريقة ربطة الحذاء و نوع “الكرفتة”؟ أين ذهبت أسس وقيم الإنسان؛ كل الإنسان؟ لماذا لم نعد نسمع في حروب اليوم بطبيب صلاح الدين يبلغه أن عدوه الذي يحاربه منهك ومريض ويحتاج إلى الراحة، فيقرر أين ذهبت أسس وقيم الإنسان؛ كل الإنسان؟تأجيل المعركة حتى يستعيد ريتشارد، قلب الأسد، عافيته؟ لم بات هاجس المتحاربين الآن الظفر والفوز والنصر المحنى بدم الكيد والغدر والخيانة، ولا أهمية لديهم مطلقاً لطريقة الوصول إلى تحقيقه أياً كانت درجة خستها ونذالتها وحقارة أدواتها؟ نحن في حاجة ماسة إلى مراجعة وربما “فرمتة” دواخلنا لسكوتنا – نحن الصحافيين تحديداً – حين تُنتزع أكباد وأحشاء الأسرى وتُقطّع أجسادهم بسادية رخيصة.
هو سمت أرقّ من الشعرة، وأحدّ من شفرة نصل الحسام، الفارق بين “اذهبوا فأنتم الطلقاء” المحمديّة في أول تجربة إنسانية للعفو العام، وبين جزّ رقاب المخالفين انتقاماً للذات المشوّهة باسم الله.
العظمة – بزعمي – يا سادة تتجلّى في أبهى صورها، والشجاعة في أروع ملاحمها، ليس في إعمال السيف في صدور الأعداء، واقتحام حصونهم، ودك معاقلهم، انتصاراً للذات والأنا، بل برفعها عن الخصوم وضبط النفس، ولأجل ذلك جعل الله جائزتها الجنّة، وأثنى على أصحاب هذا السلوك بقوله “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”. عندما يتبرأ “الإصلاح” علناً من معالم طريق سيد قطب، ورسائل حسن البنا، وأيام زينب الغزالي، وتاريخ 40 عاماً من الولاء والبراء للجماعة، للحصول على فتات ولقيمات، وحق توزيع الإغاثة في بعض المديريات، فنحن بحاجة فعلاً إلى إعادة شحن قيم الرجولة والثبات والانتماء.
هل ما نراه اليوم من نزيفنا المريع لما بقي فينا من جينات الود والعطف، يجعلنا بحاجة إلى إخضاع نفوسنا المريضة لجلسات مع طويلة مع الذات، وإعادة تقييم علاقتنا مع القرآن الكريم بنسخته الورقية التي يمكن ضمها الى الصدر بحميمية افتقدها الكثير منّا اليوم؟ أعتقد أن تقدير موقف الإمبراطورية البريطانية، وإجلال رجالها، يجب أن يكون بنفس درجة احترامنا وتقديسنا لقطعة القطن التي كان “يتوشحها” المناضل غاندي فوق زنديه النحيلين، لأنها تعاملت معه كندّ سياسي، بعيداً عن مكاوي الكهرباء وأسلاك التعذيب وفخاخ الإستخبارات القذرة، مقارنة بالمستعمرين الجدد.