آخر تحديث :الخميس 26 سبتمبر 2024 - الساعة:23:45:32
المعلم المدخل الحقيقي لإصلاح التعليم
عبدالعزيز الدويلة

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

قبل الحديث عن احتياجات ومتطلبات وتطلعات المعلم لابد أولا من توصيف وتحديد من هو المعلم ، فقد تسلل إلى طواقم التدريس أفراد لا علاقة لهم بهذه المهنة الشريفة ولا ينتمون بالمواصفات المهنية الصحيحة التي تخدم مخرجات التعليم وتوصيل المناهج للطالب على أكمل وجه واصبحت الوسيلة الوحيدة للطالب هو التلقين والحفظ كالببغاوات والنجاح التلقائي دون الفرز لأي مواهب مبدعة ومكتشفة في مختلف المجالات بالاضافة إلى إقصاء المعلمين إما إقضاء المعلمين المتميزين وتركينهم أو تحويلهم إلى مهن إدارية أو في الاشراف على الانشطة اللاصفية والصفية.

أما الموجهين الفنيين فإنها لا تؤدي مهامها على أكمل وجه فقد أصبح أدائهم عديم الفاعلية والجدوى فهم يؤدون واجبهم بطريقة تقليدية وكاثبات وجود نمطي تقليدي فهم ليس إلا زوار وضيوف حتى تكتمل الصورة فقط، وكان نتيجة ذلك غياب التقييم المهني للمعلمين إلى تدهور مستويات بعض المعلمين حيث لا يوجد أي تغيير يذكر وبقى الحال على ما هو عليه، فلا يستبعد الغث ولا يبقى ذوي الكفاءة ، وعادة ما نلاحظ كثافة المعلمين الفاعلين في بعض المدارس أقل من العدد الفعلي المتخصص في المدرسة، الأمر الذي يتطلب توزيع المعلم المتخصص والكفؤ في مادته إلى المدارس التي بحاجة إلى هولاء المعلمين المتخصصين وهو ما يتطلب العمل به في المستقببل. ونحن هنا لا نجحف بحق هولاء الموجهين بل يوجد منهم من يعمل باخلاص ولكن هذا هو واقع الحال وقدر التعليم في بلادنا.

ولهذا لا تكتمل العناصر الهامة والواجب توفرها وهي أن تجتمع الصفات الثلاث في المعلم وهي المعلم الوجداني والمهني والمعرفي فالمعلم اليوم لا يتمتع بهذه الصفات والتي هي أساس التنمية التعليمية المستدامة فكل ما يمتلكه هو موهبة التلقين والتي تكون نتيجتها رمي بعض الطلاب في أحضان مدرسي الدروس الخصوصية بهدف الحصول على نماذج أسئلة وأجوبة الامتحانات. علما أن الكارثة والجريمة الكبرى أن بعض مدرسي ومربي الصفوف الأساسية يشاركون في تدهور المستوى التعليمي من خلال تغشيش صغار التلاميذ وهي القاعدة أو النشئ الأساس الذي ينبغي أن تغرس فيهم القيم والاخلاق والاعتماد على النفس حتى ينمو التلاميذ نموا طبيعيا خالي من امراض الغش أو الاعتماد على الآخرين.

جميل أن تنظم وتعقد الدورات التدريبية والتأهيلية للمعلم الذي يعتبر أهم ركائز النهضة التعليمية ولكنها أصبحت اليوم مجرد فعاليات شكلية لا تؤدي إلى أي تطوير حقيقي وملموس بسبب عدم ارتباطها بإحداث نقلات نوعية تسهم في إرتقاء واضافة مضمون وجوهر العملية التعليمية، ولم تعكس التطبيق الفعال لمخرجات وأهداف هذه الدورت، بل أصبح الهدف من انعقادها تحقيق مكاسب مادية آنية واصبحت مناسبة لصرف بدلات وحوافز لقيادات ادارية ومالية متطفلة وعائقة أمام تطوير العملية التعليمية. وبالتالي تنتهي هه الدورات التدريبية دون أن تتحقق أي ثمار أو أهدافها المرجوة بينما نجد أن تجربة إقامة الورش وتبادل الخبرات الداخلية بين المدارس أعطت ثمارها إلى حد ما ، حيث تتم في هذه اللقاءات ابراز الجوانب الايجابية التي يستفيد منها الطرفين والتخلص من الجوانب السلبية وهذا يعتمد على كفاءة الادارة المدرسية في تنفيذ مخرجات هذه الورش.

لعل أهم النقاط والمطالب التي ستدفع قدما بالعملية التعليمية هي تحسين رواتب المعلمين حتى لا تصبح الحالة المعيشية عائق أمام المعلم في تأدية واجبه الإنساني ويكون المعلم خالي من الهموم اليومية. غير أن من المهم غربلة وفرز المعلم النموذجي وذوي الخبرات والكفاءات العالية وتشجيع المعلم المخلص والقادر على مواكبة التطوير والتحديث للعملية التعليمية من خلال دفع الحوافز والمكافآت واستمرار دعم التأهيل داخليا وخارجيا وكذا التخلص التدريجي لبعض المعلمين الذين لم يستطيعوا تقديم أي ابداعات تذكر واستبدالهم بالمعلم المتخصص والمهني والمحب لمهنة التعليم.

الكل يحلم بهذه الأمور ولكن القرار السياسي بالدعم اللامحدود للتعليم سيدفع العملية التعليمية قدما إلى الأمام بخطوات متسارعة  وغير متوقعة وسيعطي نتائج مذهلة.

وأخيرا نجدها فرصة سانحة للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي – وبعد أن تم القضاء على منظومة الفساد السابقة – أن يتم تطهير أجهزة التعليم من الفسادين والانتهازيين والتي كانت تسيطر على مفاصله. فالمرحلة الراهنة تتطلب تكاثف وتعاون الشرفاء والوطنيين في في إعادة الأمل للمعلم ومنظومة التعليم. 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص