آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:00:16:25
عدن ..حاضرة الثورة والاستقلال والتصالح والتسامح
جيهان ماجد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعي لنحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حباً وتسامحاً وتصالحاً.

عدن حاضرة الثورة والاستقلال والحضارة ، حاضرة لتبرهن في كل زمن وفي كل يوم احتضانها للجميع مع الاحتفاظ بمساحات تختص بها تاريخها حاضرها ومستقبلها إلى حاضرة تلقت من الضربات المؤلمة للبشر والحجر ، لكنها حاضرة.. حاضرة.. في كل وقت لنبذ العنف والحقد ولعبة الدم.

كم نحن بحاجة إلى العودة إلى الذات  في هذا العالم ،و نحذوا حذو الجنوب العربي في التعاهد على التصالح والتسامح أو التسامح والتصالح  لا يهم أي يسبق الآخر ، فالمهم هو التسامح والتصالح معاً ليكونا جسر عبور إلى الغد العربي والإسلامي القادم وليس جديدا على عدن والتاريخ يشهد أن تقدم للعالم نموذجا حضاريا تقتبسه مجتمعات بأمسّ الحاجة إلى بلسم يضمد الجراح وينقي القلوب ويجدد الحياة .

ومن هذا المنطلق ،على الحراك الجنوبي أن ينال قسطا من العدالة والحق ما دام متماسكا موحد القيادة ومخلص الأفراد والتجمعات ، واضح الأهداف مغتنم الفرص بذكاء لتتقاطع مصالحه مع المصالح العامة للمنطقة ومع أحد الخطوط السياسية العادلة العاملة على حقوق الإنسان والمجتمعات.

ومع ازدياد عدم الثقة بالأمم المتحدة من قبل الشعوب العربية على مدى ستين عاما ومع ما تعانيه الأسرة العربية من تفكك فقد خسر الحراك الجنوبي الكثير من المحاولات وفاتته  الكثير من الفرص حتى فقد ثقته بالمجتمع الدولي والعربي ، فعليه بناء هذه الثقة مجددا عبر أكثر من لاعب دولي و إقليمي أولاً ، وداخلي ثانياً ، ليسير بخط مستقيم نحو نيل الحقوق لانتزاع تأييد دولي لقضيته وتحركه ولبناء الأساس المتين بإخلاص وترفع عن الغايات والتفاني في خدمة القضية والتحلي بالوعي وبعد النظر  لوضع قضيته مجدداً على سكة واضحة المعالم بالتوازي مع القضايا الراهنة متجاوزاً كل العوائق والحفر  وهذا كله مرتبط بقيادة وقائد حكيم مخلص شجاع مؤمن منفتح الفكر بعيد النظر ،نحن بانتظاره .

ذكرى الثالث عشر من يناير ،التي تعود راسخة في أذهان الجنوبيين ،وتعود هذا العام بطعم خاص ، مع روح التفاؤل التي ينتابني رغم الأجواء الصعبة التي تسيطر على العالم عامة والعالم العربي خصوصا والجنوب وجوانبه تحديدا.                                           

تفاؤل ينبع من شعوري بنهاية مطاف العذابات والشدائد التي ينوء بها كاهل الجنوب منذ وقت طويل، مع إحساس بفرح عارم بقدومها وتجمع حاشد اعتزازاً بانتصار الأجداد بكل حضارة وفخر، نظرا للظروف القسرية التي يعيشها الجنوب والتي تعيق مظاهر الاحتفال مع الاحتفاظ بجوهره في النفوس والمجتمعات المنتظرة المترقبة تتحين فرص القطاف.

تفاؤل أستشفه من تفاصيل تاريخ الجنوب ومسيرة رجالاته التي تنهي ببطولة وانتصار كل نضال من أجل الأرض والوطن ،تفاؤل بأن ترسم صورة جديدة بثوابت راسخة للاستقلال والحرية تصنعها عزيمة من  أحاور وخاصة من الجنوب عزيمة ترجموها إصرارا على استمرار التحرك، رغم كل المعوقات، لانتزاع النصر وكتابة صفحة جديدة مشرقة من تاريخهم ، تفاؤل تفرزه أصواتكم وصوركم ، أفراحكم وأتراحكم ،كلماتكم ونظراتكم ،خطواتكم ومسيرتكم ،أفكاركم وأحلامكم ،تعابيركم وملامحكم ،عبراتكم وعباراتكم ،كلها تحمل مضمون الذكرى ومعايير الانتصار وسبل الاستمرار والاستقرار والاستقلال والمستقبل الأفضل .جميل صدى الذكرى والأجمل الصبر على اللملمة لأجل غد مشرق زاهٍ والثقة كبيرة بتحقيقه ولملمة تفاصيل صوره.

ومع بزوغ الذكرى هذه  إطلالة على الجنوب الذي يستعيد اليوم بعض هدوئه وطبيعته مستمرا بالحراك السلمي مقدما النموذج عن حراك حضاري واثق من بلوغ أهدافه حتى النهاية مصراً على حل المعضلات سياسياً وليس بلغة السلاح وخاصة بين الأشقاء. 

الثالث عشر من يناير لابد من تحية إكبار إلى رجالات صنعت تاريخ الجنوب العربي وإلى أرواح شهداء أسسوا وبنوا أصرح التسامح والتصالح ..بارك الله بأيد متشابكة على صيغة التسامح والتصالح تجسد صورة عن الإسلام السمح بخلاف صورة يظهرها ويضخمها البعض .

عاش الجنوب العربي حراً متصالحاً متسامحاً أبياً كريماً ..

* "كاتبة لبنانية"

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص