- مجلة أميركية ترجّح دعم إدارة ترامب للانتقالي الجنوبي والقوى المناهضة للحوثيين
- في بيان شديد اللهجة.. نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بالعاصمة عدن ترد على تصريحات رئيس الحكومة
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
- تحليل أمريكي : جماعة الحوثي أصبحت تشكل تهديدًا استراتيجيًا عالميًا للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط
- قيادي حوثي يقذف ويسب إعلامية يمنية ويهددها بالقتل
- ناشطة حقوقية تطالب برفع الحصانة عن البرلماني الإخواني عبدالله العديني
- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حُكم إعدام بحق 3 أشخاص بينهم يمنيان
- توقيع اتفاقية لبناء أكثر من 100 منزل للأسر المتضررة من السيول في حضرموت بدعم سعودي
- وضع حجر الأساس لمشاريع تطوير مستشفى الجمهورية في عدن
- "الحوثي" منظمة إرهابية بنيوزيلندا.. ما تأثير القرار على المليشيات؟
السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
يزور وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته المنطقة العربية هذه الأيام في خطوة وصفت بأنها لمناقشة الأوضاع في المنطقة والأزمة اليمنية على وجه الخصوص.
وتأتي هذه الزيارة والرجل لم يتبق له في مهامه سوى بضعة أيام قد لا تصل إلى شهر كامل حتى يغادر وزارة الخارجية الأمريكية مغادرة نهائية غير مأسوف عليه.
شخصيا لم أعول قط على موقف أمريكي يمكن أن يخدم مصالح الغالبية العظمى من أبناء الأمة العربية، لا من الإدارات التي تولاها الجمهوريون ولا من تلك التي أدارها الديمقراطيون فالمنطقة العربية بالنسبة لصانع القرار السياسي الأمريكي (ديمقراطيا كان أم جمهوريا) ليست سوى منطقة تنتج النفط الرخيص والجماعات الإرهابية، وعدا ذلك فإن حديث الأمريكان عن المصالح المشتركة أو عن حقوق الإنسان والديمقراطية وبناء الأنظمة القائمة على العدالة، ليس سوى من باب العلاقات العامة والتسويق الإعلامي الزائف.
ما ميز فترتي وجود الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض إنها اختلفت كليا عن كل الرؤساء السابقين (جمهوريين وديمقراطيين) ليس من حيث أن الآخرين قدموا خيرا للمنطقة العربية، لكن لأن لحظات معينة تقاطعت فيها بعض مصالح أبناء الأمة العربية مع المصالح الأمريكية فكان ذلك سببا لاتخاذ الإدارة الأمريكية لمواقف ربما نفعت بعض الشيء بعض المصالح العربية، وإن ظلت الولايات المتحدة وسياساتها على الدوام في صف أعداء الأمة العربية خصوصا في ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.
وعودة إلى موضوع زيارة كيري ومناقشة الأزمة اليمنية يمكن للمرء أن يتساءل: ماذا سيقدم وزير مغادر بعد شهر لأزمة تمتد سنينا وسنينا في حين أمضى خمس سنوات يتفرج على من يدعي أنهم خصوم لبلاده وهم يقضمون المنطقة العربية ويحتلون مدنها واحدة تلو الأخرى؟
لست مصدقا بأن العداء الأمريكي الإيراني أو التباين الأمريكي الروسي يمكن أن يصل إلى درجة أن تغامر الولايات المتحدة في خوض حرب ضد أيران باعتبار الحرب مع دولة نووية كروسيا أمرٌ مستحيل، لكن المعروف أن كل حكام أمريكا السابقين كانوا يضعون مصالح أمريكا في الواجهة ولم يقبل أي منهم باندحار أمريكا والتنازل عن مصالحها ليفوز بها الخصوم التقليديين، كما فعلت إدارة أوباما ووزير خارجيته الخائب جون كيري.
لسنا بحاجة إلى استعراض أمثلة كثيرة ولكن يكفي أن نتذكر أن الإدارة الأمريكية عندما انسحبت من العراق (وهو إجراء كان مطلوبا ومرحبا به لدى غالبية المواطنين العرب) لم تجد إلا أن تسلم العراق للإيرانيين (الذين تدعي أنها تحاربهم) مع إن المسؤولية الأخلاقية (وحتى البراجماتية للأمريكان) كانت تكمن في المساعدة على بناء دولة عراقية مستقلة غير طائفية وغير تابعة لأحد، وعلى وجه الخصوص إيران، كما بخلت الإدارة الأمريكية على تقديم أسلحة متوسطة، من نوع مضادات الطائرات، للمقاومة السورية وتركتها تتلقى الضريات المؤلمة من قبل الطيران الروسي ومليشيات إيران وأنصارها، وعندما كان كيري يفاوض لافيروف (وزير الخارجية الروسي) كان يتقاسم معه دماء القتلى وأشلاء الأطفال ويساعدة في تنظيم عملية إسقاط المدن التي سيطر عليها المقاومون السوريون، وفي اليمن عندما صنف العالم كله الجماعة الحوثية التي التهمت شبه الدولة ودمرت البلاد وأهلكت العباد وعاثت في الأرض فسادا، عندما صنفها الجميع كجماعة إرهابية أبت الإدارة الأمريكية ذلك الموقف وأصرت على التعامل معها كند للدولة، بل وجاءت ثالثة الأثافي ليقدم الوزير الخائب كيري مبادرته التي تضمنت إزاحة الرئيس الشرعي المنقلب عليه والإبقاء على المنقلبين كجزء من مستقبل العملية السياسية، ومن ثم استمرار سيطرتهم على كل شيء وتحويل اليمن إلى ولاية إيرانية، وهذا ما صرح به مسؤولون إيرانيون على مستوى رفيع، وبرغم أن شعار الجماعة الحوثية الرئيسي لا يتحدث إلا عن الموت، والموت بالذات لأمريكا، بغض النظر عن جديتهم في التعامل مع مضمونه برغم هذا فإن إدارة أوباما وكيري وقفت في خط الدفاع عن هذه الجماعة وحمتها من أي عقاب دولي جاد بما في ذلك ما تضمنه القرار الدولي 2216.
أي خيبة أكثر من هذا؟ وأي فشل أكثر من التخلي عن العراق لصالح إيران وترك سوريا لقمة سائغة لروسيا وتقزيم المصالح الأمريكية إلى مستوى من الانكماش لم تبلغه قط منذ عهد أيزنهاور وروزفلت؟
إننا نتحدث عن خيبة أمريكا في الدفاع عن مصالحها، ليس لأننا حريصون على هذه المصالح لكن من باب الافتراض أن قوة رادعة بمكانة الولايات المتحدة كان يمكنها أن تلجم الجماح الروسي والتهور الإيراني في إهانة الشعوب العربية وقتل أبنائها واستباحة أرضها من خلال التمسك بتلك المصالح، لكن يبدو أن ادعاء التفوق على جنون وتهور إدارة جورج بوش الإبن قد جاء على هيئة بلادة سياسية لم يكن ضررها على المنطقة أقل من أضرار العنصري بوش ناهيك عن خسائر الإدارة الأمريكية التي سيكتشفها السياسيون والمؤرخون ولو بعد حين.