آخر تحديث :الجمعة 16 اغسطس 2024 - الساعة:21:11:35
آخر الأخبار
من أبرز ماحدثني به عطروش عن الفن والثورة وعلاقته بالانجليز !
ماجد الداعري

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

شكرا لذاكرتي العميقة على استحضارها تفاصيل اول حوار فني اجريته في حياتي الصحفية المتواضعة وكان مع احد عمالقة الطرب الجنوبي وأوائل مشعلي الفن الثوري اليمني ضد الاستعمار الأجنبي..ولعل من أبرز ماقاله رجل الفن والثورة في ذلك الحوار مايلي:
علاقتي بعودي لاتقل حميمية وصداقة عن أهلي وأعز الناس في حياتي ولذلك أشعر الآن بحزنه وأسمع صوت عتبه يخاطبني بمرارة:إيش نسيت عشرتنا وذكريات أيامنا الحلوة يا استاذ محمد...'،ومن يدعمني ويحميني اليوم كي أغني مجدداً لحرية واستقلال الجنوب عن نظام متخلف لا أقبل بتوظيف أغنيتي'برع يا استعمار'-التي دشنت بها،ثورة الكفاح المسلح على أقوى مستعمر لاتغرب الشمس عن امبراطوريته العظمى-ضد النظام المتخلف لصالح وعصاباته اليوم.
هذه كانت بعض مقتطفات من أحلى حوار فني أجريته في بداية مشواري الصحفي القصير والمتواضع جدآ عام 2008 مع أحد أبرز عمالقة الاغنية الجنوبية وايقونة الفن الثوري محمد محسن عطروش في منزله المتواضع بالبريقة مدينة عدن ونشرته يومها أسبوعية الوطني الجنوبية التي اوقفت بعد أقل من عام وعقب حكم قضائي من محكمة الصحافة والمطبوعات بصنعاء قضى بايقافها ووصفها بمطبوع تحريضي غير قانوني إضافة إلى رفع قضايا ومحاكمات طالت كافة إدارة تحريرها وأغلب كتابها.
سنحت لي فرصة فنية لإجراء أول لقاء صحفي فني في بدايات مشواري الصحفي عام 2008 مع عطروش،دون أي سابق إعداد أو حتى معرفة بذلك اللقاء الصحفي الذي يعتبر أحد أبرز الحوارات النادرة معه،كونه كان يتحدث بعفوية مطلقة مع شخص يجهل أساسيات المعرفة به كفنان وشاعر وملحن يرى بنفسه أيقونة الوهج الثوري التحرري ومشعل ثورة الإستقلال النوفمبري التحرري المتمثل برحيل آخر جنود المستعمر البريطاني من عدن،وملهما للكفاح المسلح القاهر لأعتى إمبراطورية عظمى بالتاريخ،ويرى في نفسه أستاذا للأغنية الجنوبية الذهبية ومجددا للفن اليمني عموماً،ولايخفي امتعاضه من الهيمنة الفنية الطاغية لفنان الجنوب الربان عبود خواجه بوصفه وجها تلفزيونيا ليس أكثر لانعدام وجود شاعر فني إلى جواره كما ينبغي،وفق رؤيته الفلسفية التقييمية لخواجه وتصنيفه لأي فنان يراد مقارنته به.
اتخذت مكانا جواره يومها وهو يلوك أغصان القات بنهم كبير وبدأت حواري معه بسؤالي الوحيد الذي استحضره وأسعى للبحث عن إجابة له حول شعوره بالتوظيف السياسي الجنوبي القائم من أنصار الحراك الجنوبي لأغنية الوطنية الشهيرة برع يا استعمار ..من أرض الأحرار.ليفاجأني برد رافض لذلك التوظيف 'التقزيمي'لاغنيته التي قال انها كانت تدشينا للكفاح المسلح ووقودا للثورة الجنوبية ضد الإنجليز.
وعن سبب توقفه عن الغناء الثوري ودعم تظاهرات الحراك الجنوبي المطالب باستعادة استقلال الجنوب،يرد عطروش منزعجا:من يحميني اليوم ويدعمني للغناء للجنوب،وأنا لا أملك اليوم أي دعم لإنتاج وتسجيل أي ألبوم أو عمل فني جديد،بينما كان الإنجليز يتكفلون بمصاريفي وفرقتي الفنية لشهر كامل عند انتهائي من تسجيل أي سهرة فنية بتلفزيون عدن، بل كنت امنح منها مساعدات لبعض الطلاب الدارسين بالمدينة التي كنت احد الثوار المنتقضين في شوارعها العتيقة ضدهم بعد عودتي من دراسة الفن بمعهد الموسيقى بالقاهرة التي قال أنه دشن منها ثورة الكفاح المسلح بتسجيله لاغنيته 'برع يا استعمار'باحدى استوديوهات القاهرة للانتاج الفني وبثها على أثير اذاعة صوت العرب لبث روح الحماس وإلهاب معنويات الثوار الجنوبيين بعدن التي عاد اليها بعد ذلك فنانا وثائرا لايخشى سطوة المستعمر وبطشه وملاحقات جنوده للثوار بشوارع الشيخ عثمان كونه كان يجد الحماية من الناس بمنازلهم ويلقي ترحيبا حتى من العوائل التي يسارعن لإخفائه عن الانجليز تحت أسرة النوم بينما لن يجد اليوم من يدعمه او حتى يحميه من بطش نظام صالح وقمعه العسكري في حال قرر تجديد الغناء الثوري المساند للمطالب الشعبية الجنوبية كمايفعل فنانون جنوبيون آخرون وغيرهم ممن قال أنهم جيل تعليب أغنيات الزمن الجميل،كحال اغنياته الغرامية الشهيرة يارب من له حبيب وساعة صفا،وسبولة،وياغايب،التي قال إنها تعرضت لقرصنة تعليبية سافرة.
يتوقف عطروش فجأة عن الحديث تحت نشوة اللحظة التذكرية لماضيه الفني المبكر المتمثل بالغناء والشعر واللحن،قبل أن يعود ليواصل حديثه عن عظمته الفنية التي قال إنه لايمانع من الخوض بالحديث عن بعضها نزولاً عند رغبتي وبراءة جهلي بمشواره الفني الأكاديمي الطويل وقوة علاقته الحميمية التي تجمعه بعوده للغناء،بدرجة لاتقل عن علاقته بزوجته وأعز حبايبه،قبل أن ينهض ويستل عوده ويبدأ بالدندنة والعزف عليه بنفسية منشرحة للغناء والجبر بخاطر عوده الذي قال أنه يسمعه وهو يعاتبه لو مر يوماً عليه دون أن يحتضنه ويدندن عليه لاطفاء شوقه وتذكيره بعشرة العمر بينهما.
ولم يتردد عطروش في مهاجمة الفن الشخصي وإعلان رفضه الغناء للأشخاص مهما كانوا أو كانت مكانتهم كون الفن ملك لكل إنسان. 
لم تساعدني الفرصة يومها حتى على إلتقاط صورة معه كون الموقف المفاجئ للحوار لم يسعفني يومها وصديقي الراحل العزيز وجدي الشعبي ،حتى لاصطحاب كاميرا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل