آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:18:48:01
التحليل السياسي مسئولية اخلاقية قبل أن تكون قناعات شخصية
علي الزامكي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00


للاسف الشديد من خلال متابعتنا للقنوات العربية و المواقع اليمنية و مواقع التواصل الاجتماعي  نلاحظ اغلبية التحليلات السياسية لرموز سياسية  و شخصيات تدعي التحليل السياسي تنطلق من قناعاتها و رغباتها للواقع كما هي تسعى لتراه  و ليس كما يراه الواقع  فالانسان منذ وجوده على الكون  و هو يسعى للوصول الى الحقيقة  و لكنه يسعى ليراها  كما يرغب هو  لا كما هي علية بالواقع  و هذه الجزئية تنطبق تماما على الاغلبية  الساحقة التي نشاهدها عبر القنوات العربية  منذ نشوء حركات التحرر العربية حتى يومنا هذا  حيث  نشاهد  معايير لقيمة  الرأي  حيث لازالت قيمة الرأي   للقنوات العربية و المواقع  اليمنية و مواقع التواصل الاجتماعي  تحدد وفقا  لثقل  او عدم ثقل   مصدره  لا وفقا  لصحتة  او عدم صحته  و بالتالي تظل تلك التحليلات  مشلوله و مشوهه و ركيكه  و تلك النوعية من البشر التي تكتب بخطوط عريضه على شاشاة القنوات العربية بعبارة محلل سياسي فانما تلك الشخصيات تنتطلق من قناعاتها السياسية و الحزبية  و ليس من معطيات الواقع.
لو ركزنا على تلك العينة البسيطة  من الشخصيات التي تظهر من وقت الى اخر عبر القنوات و المواقع  بتحليلات  سياسية  فانما هي اجتهادات  و رغبات شخصية  و علينا ان نعترف  بان لكل انسان  سلبيات  و ايجابيات  و بالتالي لا يوجد انسان  ايجابي  في كل افعاله  و لا سلبي  في في مجملها  و من هذه الزاوية  يجب علينا نحدد  السلبي  في نشاط الانسان  و الايجابي في   افعاله  حتى نحافظ على  ما هو ايجابي في افعال الانسان   ربما  يكون جائزا لك  من وجهة نظرك  وربما لا يكون  غير مقبولا  للاخر من وجهة نظر اخرى  و هذه الجزئية هي بعينها التي ينطلق منها المحلل السياسي اليمني لرؤيته للواقع كما هو يريده لا كما هي تؤكده معطيات الواقع على الارض  و بالتالي ستظل تلك المعظلة قائمة  حتى يدرك المحلل السياسي  ان مهمته تحليل الواقع  بعيد عن موقفه منها  و لا يمكن يكون تحليله صحيح و سليم الا في حالة ما انطلق من قناعات معطيات الواقع على الارض وليس من قناعاته  ورغباته الشخصية التي يرغبها هو و يريد يركبها على معطيات الواقع  الذي يرفضها و يدحضها  .
المسافة بين المحلل السياسي  الذي يقدم قناعاته ورغباته   ويقدمها  للمتابعين و المشاهدين على انها معطيات الواقع  فانه مثل  ذلك المسئول  الذي يعتقد ان انصياع الناس  لرأية  هو انصياع لحكمته و قدراته القيادية  و لم يدرك ان انصياع الناس هو انصياع  للسلطة  التي يتمتع  بها  و بالتالي يدرك سطحيه واضمحلال  تفكيره  عندما يغادر السلطة  و هذه الحالة تنطبق تماما على تلك الشخصيات اليمنية التي تقدم نفسها كمحلل سياسي  و سوف تدرك مستقبلا  ان حالها كحال المسئول الذي غادر السلطة  بعد ان ادرك  بساطة حكمته  و سطحية تفكيره.
ما  ذكر اعلاه  فانه ينطبق تماما على المواقع اليمنية وبعض المواقع  الجنوبية  عندما تريد ممارسة الديمقراطية  خارج القوانيين  اي  تلك المواقع ترغب ممارسة الديمقراطية في ظل غياب الدولة و في ظل غياب قوانينها  و هذا المعادلة تنطبق على المسئول الذي يعتقد ان انصياع الناس لرأية  هو انصياع لحكمته  و قدراته القيادية  كما هو الحال للمواقع اليمنية  و بعض المواقع الجنوبية   التي اغلبيتها يتصورون  ممارسة الديمقراطية  خارج القوانيين في ظل غياب الدوله  يحقق الديمقراطية  و بالتالي على تلك المواقع مراجعة حساباتها لانه لا يجوز  ان تمارس الديمقراطية في ظل غياب القوانيين التي تحميها و لا يجوز ان تنشط القوانيين في ظل غياب هيبة الدوله  و من يتصور وجود الديمقراطية  خارج القوانيين  و غياب الدولة التي تحميها  لا يمكن الا ان يكون  حاملا لثقافتة القروية  التي تتعاطئ مع العاطفة  خارج  منطق العقل  و لا علاقه لها بالعلمية .
اختاماً.
رسالتي للاخوة اعضاء اللجنة التنسيقية  التي مهمتها ايجاد حامل سياسي للقضية الجنوبية و اقول لهم التالي:
مهما كانت قيمة و ثقل القائد السياسي الجنوبي   فانها تظل محدوده و ضيقة الافق كمشروع قضية الجنوب  فمثلا كم شاهدنا  من زعما سياسيين  كان لهم باع طويل  في ثورة الجنوب رغم كل ذلك الارث السياسي  اصبحوا غائبين عن الحياة السياسية بمعناها الصحيح  و لو كانت خلفهم احزابا سياسية جنوبية  لكانت  دول التحالف والشرعية  محتاجه لهم  و بالتالي فان نشاط قضية الجنوب يفتقر  للحامل السياسي  لانه من المستحيل ولا يجوز  ان يتعاطئ معك العالم و دول التحالف  خارج اطار سياسي يمثلك مما جعل دول التحالف و الشرعية تحويلكم الى شقاه وقت الحاجة  و لهذا اعلنت اللجنة التنسيقية القيام بمهمة  تغطية هذا الفراغ السياسي  و هي رسالة لدول التحالف و لشرعية  بان اي مخاطبه  سياسيه ستكون عبر الحامل السياسي للجنوب  دون غيره  و هو الغطاء السياسي للمقاومة الجنوبية الميدنية من خلال  تمثيلها في اي حوارات قادمة  كانت على المستوى العربي او الدولي .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل