آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
أمنيات وطن ..
علي عمر الهيج

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

تلك النخبة المكوكية في عالم السياسة اليمنية , ومنذ زمن طويل تلهث خلف أهداف غير جميله ولا يليق دينا ولا أخلاقيا ولا إنسانيا أن تتسبب للناس بتلك الانتكاسات والمتاعب ، إذ أن المراقب لبرامج وخطط تلك النخب ومن أبسط مراقب أو مشاهد يستطيع أن يلحظ وبوضوح تام تلك الفجوة العميقة بين الناس وبين القائمين على الوطن ورعايته..
ثمة شي مقزز حينما ترى تلك النخب وهي تتصدر كل المشاهد وفي كل المراحل والمنعطفات ومع كل فتره تزيد الوطن أوجاعا فوق أوجاع ! وانتكاسات متلاحقة ..
ظل الناس ينتظرون إشراقة  فجر جديد يطل عليهم بواقع حديث لبناء الأرض وزراعة بذور جديدة ذات منتج طيب وملموس..ظل الناس ينشدون من تلك النخب المكوكية أن تستفيق لحظة وتبادر بإخلاص إلى ترسيخ فنون سياسية حديثة تضع الوطن والمواطن في أعلى القائمة وتحقيق تآلف سياسي خالي من هذه التركة المثقله بأفكار العسكر والحرس القديم وسطو القبيلي والشيخ والمتنفذ!..
اليمن السعيد هذا البلد الذي صارت الحياة فيه من عجائب الدنيا السبع والعشر..انفلات عجيب في بناء الدولة ، ومؤامرات تحاك يقودها نفر قليل من تلك الكوكبة , فتم تطويق الوطن عبر قلة قليلة من السياسيين ، وظل الوطن ينزف وينزف عام وأعوام متلاحقة ..
وكأن الوطن ضيعة يمتلكها فلان بن فلان وحاشيته!!..ليتها كانت مملكة وملك وأمراء على الأقل سيرتاح الناس من ضجيج الصناديق وديمقراطية الأحزاب ومجالس النواب ومن تلك الهرطقه السياسية التي لا ينفذ منها أي شي غير تبادل الأدوار والاستئثار بثروة الوطن وخيراته لتذهب إلى جيوب القلة القليلة من القادة الذين تمكنوا من إنشاء الفضائيات الخاصة وبناء أمبراطوريات في الاتصالات وشركات النفط وعالم العقارات وتشييد البنوك والمتاجرة بأراضي العباد وتخريب الهوية وتفتيت القيم ورعاية وتنمية الأحقاد والصراعات التي استحوذت على النصيب الأكبر من الخطط وبرامج تلك الكوكبة المكوكية في عالم السياسة..
تكسرت أحلام المواطن ! ، وكلما تفاءل وقال "عساها تنفرج" قالت الأيام هذا مبتدؤها!!..أي كوكبة سياسية تلك وهي تخطط وترسم وتعد لدمار الأرض وسفك الدماء وجلد المواطن ليل نهار لدرجة أن الناس صاروا يلهثون خلف راتب بريدي أو طابور لدبة غاز أو رغيف ودواء ..
من فوق ذلك التل الصغير يلقي المواطن نظرة تفحص وتدقيق لطموحات القادم فلم يجد إلا سيد الصرخة ومليشيات وزعيم الانتكاسات الأبدية وعسكر وقبائل وهم يتحدون من أجل رسم ملامح اليمن العصري الحديث والبناء والتنمية .. يا إلهي.. كيف نساق كالقطيع من قبل هؤلاء القلة القليلة فيضعون لنا الملامح والأهداف والخطط والمستقبل نحو المقابر والشقاء والفقر والمظالم المزمنة ؟!!..
منذ تشرق الشمس في ربوع اليمن وحتى تغيب باستحياء من خلف الجبال ونحن أمام الزعيم علي والسيد الثائر وهم يعلموننا رفاهية الوطن والنماء والوحدة والعزة والكرامة والاستقرار .. يتلون علينا أناشيد الصباح والمساء ويختزلون الوطن واليمن والشعب في ضيعة الزعيم والسيد..ومن دون هذا هو الطوفان..
الحرائق تملأ المدن والقرى والجبال ، والطرقات تفوح منها رائحة الدم والاقتتال ، وتردي فاضح في خدمات ومصالح الناس ومع هذا فهم ماضون ماضون يشقون نفس الطريق ونفس الخطط ونفس البرامج..
تموت الكوادر والعقول والمتخصصين والمبدعين والمفكرين والعلماء..كلهم ماتوا بفعل هذه الأرضة المكوكية النخبوية التي استأثرت بمقدرات وطن وأمه وشعب!..
أفيون خطير يستوطن الوطن..سرطان يطوق بالوطن..فأين المفر؟ فكلما اتجهت صوب منفذ لاستنشاق هواء عذب نقي للتحديث والبناء وإعمار الأرض والعدالة والاستقرار..فلا تجد إلا كشيدة السيد الثائر وطلة الزعيم وهما يتحدثان عن الوطن والوحدة والوطنية والبناء والكرامة والاستقرار!...
درس يومي يلقيه علينا هؤلاء في فصول الدراسة الابتدائية..
حينما يكون البرنامج الأساسي للوطن هو الخراب ويقوده هؤلاء الأشخاص .. عندها تختفي الأحلام وكل الأمنيات الرائعة لليمن السعييييييييد!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص