آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
ولماذا الاصرار على الاستمرار في الوحدة اليمنية إذاً ؟
جيهان ماجد

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

اتسم تاريخ العرب حتى يومنا هذا بالكثير من الحروب الداخلية والصفحات السود، ومنذ أكثرمن قرن ما زالت بلادنا العربية حقل تجارب تجريها كل مرة جهة واحدة بأيد مختلفة ومحرك واحد وهو الاستعمار وأدواته وأزلامه، تجارب وتحارب وانقسام جرت الويلات والخراب والخسائر على أمتنا فقتل الأخ أخاه ودمرت المجتمعات بعضها بعضا"من أجل مخططات غريبة عن تاريخنا ومبادئنا ولا تتمثل إلا في صور مدرجة ضمن الصور الكاريكاتورية فقط.
كتبت أمس ماذا تعني لكم الوحدة العربية ؟ وكانت معظم الاجابات سلبية ومع الأسف أقول : "كل دولنا العربية فاشلة وحتى دول الخليج مرشحة للفشل". 
فلماذا الاصرار والاستمرار في الوحدة اليمنية ؟
إن ما جري ويجري في هذا البلد من اعتداءات سافرة ووحشية، وخروج على كل القرارات والشرائع، والقيم الدولية، والإسلامية، والإنسانية، والعربية، وما يمارسه نظام صنعاء اليوم في جمهورية اليمن الديمقراطية، من انتهاك الأعراض، وعمليات نهب، وسلب، وتدمير منظمة، وتحت إشراف السلطة في صنعاء وحمايتها، واعتقالات، وتعذيب، وتصفيات جسدية، كل ذلك يعكس أبشع صور الاستعلاء، والاستكبار، في محاولة لإذلال الشعب وإخضاعه وجرح كرامته وكبريائه بأساليب الغزاة المحتلين، مما أحدث شرخاً عميقاً، بل كسراً في علاقات أزلية، استطاعت قوى الهيمنة أن تدمرها بتلك الممارسات. 
إن النهب والسلب والسطو والتدمير، من جانب قوات نظام صنعاء وحلفائها، قد شمل كل شيء فلقد شهدت عدن ـ وما زالت ـ أبشع صور النهب، والإرهاب، وانتهاك الأعراض ولم تبقِ تلك القوات التي دخلت عدن باسم الوحدة ـ والوحدة منها برِاءٍ - أي ممتلكات عامة أو خاصة، من أثاث المنازل، حتي معدات المصانع والميناء والمطار، ودمرت البنية الأساسية من كهرباء ومياه وخطوط اتصالات ومحطات تلفزيون وإذاعة ومصانع ومؤسسات ،ولم تقتصر تلك الأعمال الهمجية على عدن الباسلة، عدن الصمود والرجولة، بل شملت باقي المحافظات من لحج إلى المهرة وحتى الآلات الزراعية ومضخات الآبار وملابس النساء وحليهن لم تسلم من السلب والنهب. 
وَعن عدن مدينة مقفلة وفرض حظر التجول فيها ليلاً بالمقابل نظام عدن قد حكم بالسجن على أكثر من نصف مليون مواطن يتعرضون لأبشع أنواع الاضطهاد والإذلال والسيطرة فتقتحم البيوت وتنهب وتنتهك الأعراض وتعتقل من تشاء وتعذب وتقتل وتروع النساء والأطفال وتقطع الكهرباء والمياه والاعتداء على حقوق الإنسان وحريته وكرامته. 
كل ذلك لأن عدن قالت لا للحرب...!!!
إن ما يحدث لهذا الشعب اليوم لا يمكن أن ينساه الأجيال، وبالتالي فإن نظام صنعاء يتحمل المسؤولية التاريخية لإحداثه الجرح العميق الذي لا يندمل وإننا نتساءل ، أين أخواننا من رجال الشمال من علماء ومشايخ ومثقفين ومفكرين وشخصيات؟، لماذا لم نسمع صوتاً يستنكر وقلماً يستهجن؟!، ولماذا لم نرَ أصبعاً تتحرك بإشارة "لا" لهذا العبث، وهذا التدمير لكل الوشائج؟!. 
وأتساءل : "أي وحدة هذه التي تفرض بالفعل والنهب والسلب، واستباحة للأعراض والأموال والمدن، ولجزء كامل من الشعب؟! ، وأي وحدة هذه التي تبيح تدمير كل المقدرات، والمؤسسات، والمصانع، والخدمات؟!، أي وحدة هذه التي يُعامل سكان جزء كامل منها، بهذه الصورة البشعة؟ حتماً إن نظاماً يقوم بهذه الأعمال، لا يمكن أن يكون نظاماً وحدوياً، أو يهدف إلى الوحدة، وإنما هو نظام يهدف إلى الاحتلال والسيطرة ويتخذ من مظلة الوحدة ستاراً لأعماله وأطماعه". 
ولقد اتضح للقلة من أبناء جمهورية اليمن الديموقراطية الذين استخدمهم نظام صنعاء أنه أراد أن يجعل منهم شماعة يُعلق عليها سيئات أعمال. 
فسؤالي هو لكل الدول العربية وبالأخص حكامنا الذين يطالبون بالوحدة العربية وعن الشعوب الواحدة والمصير الواحد وتملؤون الدنيا ضجيجا" وشعرا" ونثرا" عن حقوق الانسان ،كيف تسكتون  وتسكتون عن تدمير وطن وحرب وإباده ؟ عن وحدة تفرض بالفعل والنهب والسلب واستباحة للأعراض والأموال والمدن ولجزء كامل من الشعب؟، وعن وحدة تبيح تدمير كل المقدرات والمؤسسات والمصانع والخدمات؟، وعن أي وحدة التي تعامل جزء كامل من السكان بهذه الصورة البشعة؟عن أي وحدة تتكلمون ؟
* كاتبة لبنانية

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص