آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:11:45:46
ألإرهاب لا وطن له
محمد ناشر مانع

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00


لم تكن منطقة القشعة غير معروفة حتى تُقدِّم عليها تساؤلات وعلامات استفهام فالمنطقة عبارة عن إرثٍ ثقافي وأدبي وتراثي وتكوينها القبلي يعدُّ من التكوينات الأولى القائم على أسس نظم الحكم المتقدمة وقد ورد ذكر هذا التكوين في عددٍ من الكتب التاريخية المهمة ومنها كتاب حمزة لقمان وجُرجرة وغيرهم الكثير ، ونعرف جميعنا اليوم أنَّ أبناء هذه المنطقة قدموا ولايزالون يقدمون التضحيات الجسام من أجل عزة وسعادة هذا الوطن المعطاء في كل المراحل والمنعطفات التاريخية . والمنطقة لا تزال مليئةً بالكوادر من طيارين ورجال قانون وأطباء ورجال ثقافة وأدب وكوادر عسكرية من الطراز الفريد ومن غير الممكن أن نحملهم اليوم جميعاً أوزاراً لم يرتكبوها .
فالتطرف من الآفات الأكبر والأبرز التي تلحق التدمير والاستنزاف للمجتمع  وهو من التحديات الكبرى التي يواجهها مجتمعنا خاصة في ظل الضبابية وغياب الدولة المركزية المتماسكة وإزدواجية المعايير .. والإرهاب ظاهرةً عالمية لا مكان ولا وطن لها ، فلا تخلو دولةٌ واحدة في العالم منه ، فقد ظهرت خلاياه في كلٍ من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وأمريكا إضافة إلى الوطن العربي المليء بهذه الخلايا فضلاً عن دولٍ في شرق آسيا وكانت وما تزال هناك دول تعدُّ حاضرة  وحاضنة له . و يأتي من أسباب الإرهاب التمايز الطبقي وغياب العدل وانتشار البطالة والفقر وعدم الانضباط بتعاليم الدين وقيمه السمحاء وسوءة الأنظمة العربية والإسلامية المتخلفة هذا فضلاً عن وجود دولٍ تعمل على دعم تزايد وتنامي هذه الخلايا . والتطرف لا يقتصر على دين فحسب بل هو موجود في كل الأديان  . فقد تم اغتيال الزعيم العالمي الكبير غاندي على يد رجلٍ هندوسي متطرِّف وبعمليةٍ مماثلة اغتيلت الزعيمة أنديرا غاندي واغتيل رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل أن يوقع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين عندما وجه شابٌ صهيوني متطرف مسدسه وأفرق عدداً من الرصاص إلى قلب الضحية وبتسهيل من اللوبي الصهيوني . كما أن السبب المباشر لإندلاع الحرب العالمية الأولى هو قيام شابٌ صربيٍّ متطرف باغتيال ولي عهد النمسا في 28 يوليو سنة 1914 ميلادياً . وعليه فإن الحرب العالمية الثانية التي تُعدُّ أعنف حرب على ظهر الكوكب والتي قتلت في أقل من ست سنوات أكثر من ستين مليون إنسان ، جاءت بسبب الآثام التي أُرتُكِبت في الحرب العالمية الأولى وبسبب التطرف العرقي والعنصري .
إذاً ولكي نحارب التطرف في بلادنا علينا إحياء المؤسسات والساعدة على نشر وبسط نفوذ الدولة وترشيد الخطاب الديني وإغلاق كل المؤسسات الدينية التي تفرخ هذه الخلايا ، وعلينا أن نعرف تماماً أن هناك من يمارس إرهاب الدولة فنظام علي سُلحفاة يضخ أموالاً ضخمة لاستمرار نزيف حمامات الدماء في الجنوب في ظل شحّة أو غياب الدعم المادي واللوجستي للجنوب من الطرف الذي قدَّمَ الجنوبيون له الكثير من الانجازات المعنوية التي لولاها لتمرّقت هيبتهم في الوحل ومع ذلك لم يقدّم لهم  أي شيء يستحق الثناء .
لكن الأمل ما زال قائماً في أن تتفهم دول الخليج قضية شعب سُلِبَت أراضيه بأبشع احتلالٍ عرفه تاريخ البشرية المعاصر .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل