آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:21:46:06
" هشام باشراحيل " في ذكرى الرحيل " هزمتهم حيا وميتا "
عبدالخالق الحود

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الرجولة مواقف والمواقف لا تقاس بتحقيق الغايات من عدمها أو نيل المتاح والوصول الى ما نحب ونرضى ' والثبات والصمود على الحق الذي يحتاج الى روافع تعليه مقابل نُهّاض الباطل وأعوانهم وهم الأغلب والأعم لا يقدر عليه إلا رجال الصدق والوفاء ' ثبت هشام باشراحيل ناشر صحيفة الأيام وحدة أمام آلة القتل والبطش وقوات الرئيس السابق صالح وبأوامر مباشرة منه زج بجسده المنهك بفعل المرض في سجن البحث الجنائي ومنعت عنه الزيارة حتى لطبيبه الخاص . كان المطلوب من هشام شيء واحد بسيط " الإذعان " والتسليم لما تريده قوات 7\7 الغازية باعتذار يزجيه صدر صفحة الأيام الأخيرة . في خضم الصراع قد يفقد الواحد منا ماله وعياله وحياته في سبيل ما يعتقده ويؤمن به غير أن ذلك يتطلب عزيمة لا تلين وقوة لا تنكسر وصبر أيوبي طويل خاصة حين يوقن العقل ويرى القلب أنك صاحب حق وطالب عدل هنا فقط تكون القداسة موازية للحياة نفسها . خيارات الرجال : حين وجد هشام نفسه بين خيارين أولاهما الوصول الى مشارف القصور بأقصر الطرق وأكثرها سلامة وضمانا وإن فرشت مسالكها بالورود والرياحين غير أن سلوكها يتطلب قبل خلع النعال والدوس على ريش النعام أن تترك بجانب نعالك ضميرك وقناعاتك وإيمانك ورجولتك وتعبر مع الآلاف قبلك الذين سلكوا الطريق طمعا في الملايين وبهارج ونفوذ وهيلمان السلطة . وثاني الخيارين وهو أصعبهما السير خلف ما تؤمن به واختيار نوع الوسيلة لتعاملك مع جوهر الأشياء لا مع الأشياء نفسها وبرغم وجود ابا باشا على فراش المرض أرعد فرائصهم ومن وهن سقمه استمد قوته الموصولة بقوة الحق ضغط حينها صالح واشترط لخروج هشام من السجن تقديم اعتذار على صدر صحيفة الأيام وتعهد مكتوب بدعم الوحدة اليمنية ورفض الانفصال . رد هشام لتغلق الأيام الى الأبد ... ثبات : عزيمة ...إصرار... ثبات ... عجيب لرجل قلبه يتغذى عبر أنابيب . أغلقت الأيام ببوازيك الأمن المركزي ودوشكا القوات الخاصة ومنع الوصول الى مبناها بدبابات الجيش سدت الطريق . سلم هشام .. استسلم .. أذعن ... وهن .. على العكس من ذلك تماما ما لان للرجل جانب ولا ثبطت له عزيمة ومن بين جدران زنزانته أعلن رفضه القاطع تقديم أي تنازلات رد صالح : هاجم الجيش مبنى الصحيفة ومنزل هشام الملاصق لها وتجمعت حينها الأخطار المحدقة والمصاعب المتطاولة والمؤامرات المتساوقة متزامنة وخذلان القريب قبل البعيد وما زادت قلب هشام الموجوع إلا ثباتا وقوة أقسم هشام بعد قصف الأيام بنيران الجيش وقوات الأمن المركزي لن تنكسر وسننتصر وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تعيش جبانا وأضاف ستقف مع الحق أبدا وإن كان الثمن حياتنا . عرفناك هشام هذا الرجل دفعت ثمنا قضية شعب نذرت لها كل حياتك استشهدت وأنت هذا الرجل قتلوك قهرا وأنت هذا الرجل وأمطروا جثمانك يوم التشييع برصاص باطلهم المستمر وأنت هذا الرجل ... وكم اتمنى أبا باشا أن تفتح جفنيك لحظات لترى كيف سار أبناء الجنوب يحملون نعشك وسط لعلعة الرصاص وقعقعة مجنزراتهم بصدور عارية وسلاحهم الوحيد كان جثمانك على أكتافهم ليقول قائلهم لله درك هشام هزمتهم حيا وميتا

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل