آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:05:14:04
ذكرى الانتصار.. الضالع بين المطرقة والسندان
فضل الجعدي

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

عام كامل على الانتصار الذي حققته الضالع على المليشيات وعصابات المخلوع ،، الانتصار العظيم الذي زفّت بشائره أبطال المقاومة الجنوبية كأول انتصار تحقق في كل جبهات القتال والمقاومة ، وكانت الضالع السباقة في كبح جماح تتار العصر الدموية وهي الوحيدة التي لم يجد بها المخلوع وأزلامه ما يكفي من المرتزقة ، ولذلك انكسرت كل الألوية -حرس وقوات خاصة وجيش وحشود القبائل - جميعها انكسرت على أبواب الضالع الصامدة الجبارة وذهبت تجر أذيال الهزيمة بعد أن لقنتها المقاومة أبلغ الدروس في كل الجبهات ووقفت بصمود أسطوري أمام تلك الجحافل التي استخدمت كل ترسانتها العسكرية في تدمير المنازل والمدارس والمنشآت وأطلقت نيرانها على كل ما كان يتحرك ولم تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ مسنّ وحتى سيارات الإسعاف لم تسلم منها في مشهد يعيد إلى الأذهان ما كان يفعله التتار بالمدن التي كانوا يهاجمونها !،، غير أن المسميات اختلفت هذه المرة .!!

إن ما يحزُّ في النفس عدم قدرتنا كسلطة محلية الإعداد للاحتفاء بمناسبة عظيمة كهذه ، فالانتصارات الاستثنائية دائماً بحاجة إلى مناسبات استثنائية تليق بتضحياتها الجسيمة ومردّ ألمنا أننا نجد أنفسنا عاجزين عن إعطاء هذه المناسبة حقها بسبب الظروف القاهرة التي نعيشها كسلطة لا تملك شيئا لتقدمه للشهداء والجرحى بعد أن ذهبت وعود السلطة الشرعية المركزية أدراج الرياح ولم تفِ بما التزمت به لنا تجاه الشهداء والجرحى والتي كانت عبارة عن مبالغ مالية تقدم لأسرة كل شهيد وجريح ..

وللأسف مازالت الحكومة الشرعية حتى اليوم غير قادرة على معالجة هذه القضايا بما فيها القضايا الخدمية ، ومازالت المقاومة والجيش والأمن بلا أي دعم أو مساعدة، ووصل الأمر الى انقطاع التموين الغذائي لمعسكرات الجيش والأمن في الضالع .!!

وحتى اليوم لم تتلقَ المحافظة أي مساعدة أو ميزانية تمكنها من معالجة بعض القضايا وتسيير شؤون مكاتبها وحتى قرارات التعيين لمن تم تكليفهم من قبلنا من مدراء عموم وغيرهم لم تصدر حتى اللحظة  ، وهي أبسط الأشياء التي بإمكان الحكومة فعلها .!!

لقد ضحّت الضالع بالغالي والنفيس وقدمت شبابها قرابيناً للنصر والحرية ، وأحدثت مقاومتها الباسلة معجزة حقيقية بمساندة التحالف ، وقلبت موازين الحرب وصنعت التحرير بالدماء الزكية والصمود البطولي أمام آلة الحرب والدمار الحوعفاشية  وجرعتهم مرارة الهزيمة بكل ما تعنيه الكلمة ، ولم تقتصر تلك التضحيات على الضالع بل شملت كل المحافظات وأولها لحج وعدن وأبين وحضرموت..

ومازالت الضالع حتى اليوم دون أدنى خدمات أو مشاريع أو تعويضات أو مرتبات للشهداء والجرحى ، مازالت تعاني من انعدام تسليح المؤسسة الأمنية والعسكرية ومن عدم البدء بالإعمار ودمج المقاومة وعدم رفدها بالميزانية ، هذا هو حال الضالع التي كانت أول المحافظات تحررا وها هي الذكرى الأولى لانتصارها تطل اليوم بكل ألم ومرارة وحسرة وخيبة أمل ..

مازال يحدونا الأمل بالقيادة السياسية ،  وبالحكومة وبالتحالف العناية الكاملة بمختلف القضايا التي تعاني منها الضالع بسلطتها ومقاومتها وجيشها وأمنها وشهدائها وجرحاها ومواطنيها ، نطمح الى مبادلة الوفاء بالوفاء ،،،

 فلقد بلغت القلوب الحناجر وبلغ السيل الزبى ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص