آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:02:05:42
آخر الأخبار
عندما يكون ضبط الأمن " تصفية عرقية"
د. عيدروس النقيب

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

حظيت الحملة الأمنية التي أقدمت عليها السلطات الأمنية في محافظة عدن بردود أفعال متباينة تركزت في معظمها من خلال حملة شعواء بلغت حد وصف ما رافقها من إجراءات بـ"التصفية العرقية" و"الموقف العنصري" وراح بعض الكتاب (الشماليين حصرا) يهددون بحرب قد تستمر ألف عام فضلا عمن طالب بتدخل سعودي لحل الأزمة ومن طالب بإقالة محافظ عدن ومدير أمنها، واتهمهما بالعمالة لإيران، (رغم أن إيران تتمنى أن تقبض عليهما لتقتص لما ألحقاه بمشروعها من خسائر) وغير ذلك من الخطاب المتشنج الذي يقوم فعلا على ثقافة عنصرية تتهم كل ما لا يوفق أهواء أصحابها بالعنصرية .
لقد ساورني القلق بمجرد قراءتي للأخبار التي تتحدث عن الترحيل الإجباري لأبناء الشمال، واستهداف أبناء تعز وغيرها من الأخبار المجتزأة والمبتورة عن الحقائق الجارية على الأرض، وقد تواصلت مع عدد من الزملاء في عدن وتابعت بيانات اللجنة الأمنية، وما بررت به الحملة الأمنية ومساراتها.
الحقيقة أن القيادات الإدارية والأمنية في محافظة عدن ليست فوق النقد، ولو أخطأت لانتقدناها، بل ولكنا أول من يطالب بمحاسبتها، لكن بعيدا عن تشويه الحقائق وتزوير البيانات وابتسار المعلومات واجتزائها.
لا يمكن لمنصف أن ينكر الحالة الاستثنائية التي تعيشها عدن والمحافظات المحررة من فراغ أمني وانهيار في الأجهزة الأمنية وغياب قواعد البيانات واستفحال للجريمة وتوسع أعمال التخريب والإجرام والاغتيال،. . . ومقابل كل هذا مطلوب من السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية ضبط الحالة الأمنية ومطاردة المجرمين وقطع دابر الجريمة وتقطيع أوصال الشبكات التخريبية بمختلف تنوعاتها وكشف من يقودها ويمولها ويخطط لها ويسهل لها عملها، إن هذا لا يمكن أن يتم إلا بإجراءات صارمة قد تشمل الآلاف من الناس الذين يمكن أن يكونوا محل اشتباه: والتحقيق والتحري وحدهما من سيكشف المدان من البريء.
لقد علمت من كثير من الذين تواصلت معهم (فضلا عما حواه بيان اللجنة الأمنية) بأن الحملة الأمنية شملت المئات من مجهولي الهوية ينتمون إلى جميع المناطق، بعيدا عن الجهوية أو الشطرية أو المناطقية، وقال لي أحد الذين اتصلت بهم أن من بين من تم اعتقالهم العشرات من أبناء أبين والضالع ويافع والصبيحة ومن ردفان وعدن، وطبعا كان من بين المحتجزين عددا من أبناء تعز أو إب أو حضرموت أو شبوة، وإن الإجراءات المتخذة تستهدف كل مجهولي الهوية، وقال لي أن الكثير من المرتزقة يحملون هوية مقاوم جنوبي وهم لا علاقة لهم بالمقاومة بل وبينهم من عمل في صفوف الحوافش خلال فترة الحرب (مارس ـ يوليو) 2015م، وأن من بين المحتجزين لصوصا ومطلوبين للعدالة ومتهمين في قضايا تزوير وانتحال هويات من أبناء جميع المحافظات بما فيها من أبناء عدن ولحج والضالع وأبين، وإن هذه الحملة لا هدف لها سوى فرض الأمن والاستقرار وهي لمدة قصيرة وستنتهي بمجرد تحقيق أهدافها، ، ، ، فلماذا هذه الحملة الشعواء على ما تقوم به الأجهزة الأمنية في عدن للاضطلاع بمهامها وتنفيذ واجباتها؟
كنت أتمنى لو أن أحدا من الذين انتقدوا الحملة الأمنية في عدن دافع عن (المظلومين) من كل المناطق، وليس الاقتصار على شطر أو محافظة على أساس شطري، لكن يبدو أن الشطرية والعنصرية والعرقية ليست فقط حروب وغزو واحتلال وقصف وتدمير، بل هي فكر مغروس في وجدان البعض ويصرون على أن يتهموا به الآخرين لكنهم دون أن يشعروا يثبتون أنهم هم العنصريون وهم الحاقدزن وهم العرقيون وإن اتهموا سواهم بهذه الصفات المقيتة.
ولقيادة محافظة عدن التنفيذية والأمنية نقول: واصلوا خطتكم الأمنية ونظفوا عدن من المجرمين أي كانت انتماءاتهم المناطقية والجهوية والسياسية ولا تأبهوا لنباح النابحين وتحريض المحرضين، ولكن احذروا من الوقوع في الخطأ فالغلطة الصغيرة قد تقود إلى عواقب كارثية لا تعالجها الاعتذارات ولا حتى الاستقالات.
مشكلة أدعياء الوحدوية أنهم ينطلقون دفعة واحدة ويجترون خطابا واحدا ويستخدمون قاموسا واحدا كله تعالٍ وشطرية وعنصرية وغرور واستهتار وحقد وينطقون بلسان واحد ويفتضحون عندما يبدون وكأن أحدا ما طلب منهم معا أن يفعلوا نفس الشيء وفي نفس الآن ونفس الفضاء.
والله من وراء القصد

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص