آخر تحديث :السبت 13 يوليو 2024 - الساعة:00:02:00
الجنوبيون ..إغفال قضيتهم ..التحدي الصعب
صالح الضالعي

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

في مفاوضات الكويت كل المؤشرات تؤكد بأن الجنوب وقضيته المشروعة غائبة مغيبة تم اختزالها بين الأصدقاء في وحدتهم والأعداء المتناحرين على سلطتهم، سيبحثون هناك سبل إقامة السلام بينهما ..أما نحن لا يعدونا  طرفا في أزمة طحنتنا وجرعتنا علقما مسموما  منذ 1994 م وإلى يومنا هذا ومازال نقع السم المطعم برائحة القتل والسحل والسجن والتنكيل والاقصاء والتهميش يمارس علينا بمسميات شتى، كما تم تغافلنا في الوثيقة الخليجية المزمنة والتي جاءت قضيتنا فيها على استحياء، ويكذب من يغالط  نفسه بغير هكذا قول بأن  صلب الأزمة في 2011 م لم تكن وليدة اللحظة بقدر ما كانت نتاج ثورة شعبية جنوبية خالصة وحقا هي كذلك، فإن  الجميع ينسج مؤامرات نتنة ووحدهم من يرسمون عجلة السير ضدنا، نحن للأسف الشديد نعد مشاركون في صنع الفشل والعجز عن إرساء مداميك الدولة الجنوبية المنشودة وربما أننا من نضيع الفرص بقصد أو دون قصد فما أكثر المنبطحين والخونة ذلك، حينما نرى اليوم عجينهم وطحينهم في الانغماس بقتلنا تحت مبررات واهية، تارة يقولون أننا شيوعيون وأخرى دواعش وربما غدا سيتم تصنيفنا بمسميات تجردنا من قيمنا وديننا وقد قيل إنهم يزرعون لنا  الآت لا ضمير لها  تحركها قوى الظلام بالريموت كنترول  من هناك وصنعاء ا(لبيت المقدس) وفي الجانب الآخر يشعل الجنرال سيجارته برائحته البارود ويشاركه في هذه جنوبيون باعوا أنفسهم وأهلهم وأرضهم لكهنوت اعتاد الرقص على أجسادنا في كل ليلة ويوم..لا ينام العدو إلا حين سماع خبرا مفاده أن سيارة مفخخة تجاوزت ضربت نقطة جنوبية  مخلفةً  قتلى وجرحى، وبهكذا ينفث الجنرالات دخان سيجارتهم مبتسمون ومسلمون ملوحون بالأيادي  شاكرة الأصحاب.. الجنوبيون اليوم هم سبب بلاء أنفسهم ، حين توفرت لهم العوامل المساعدة لإقامة دولتهم ..رأينا تخبطا وشتاتا للمقاومة وسباقا محموما على الحجز للمقعد غير السوي في ظل شرعية تعمل ليلا ونهارا لإنهائنا ..

سلمنا بالقرارات الصادرة من هادي لأناس أصلا هم متآمرون وربما أنهم يكرهون الجنوب أكثر من كره عفاش ومحسن والأحامرة، لتأتي تبريراتنا لهم بأنهم منا ومن جلدتنا بل إن الأمر أشد خوفا منهم،  إذ من نصنع  تبريرا  لهم منتجون الأرضية الخصبة تتجلى في ذلك حينما يعتلون المنابر فيصدحون بالثورة الجنوبية.   وبهكذا نوصفهم بأنهم أوفياء وأسوياء للقضية وهى منهم براء تتلجلج ألسنتهم الكذب وقلوبهم متورمة من  استعادة الدولة ..الأمر المخيف أنهم يزرعون الشقاق بين أفراد المقاومة بالجنوب فتارة تراهم يمدون الأيادي لتلك وأخرى تتحسس الخطط وترسمها ثم ترسلها إلى هناك للموافقة عليها.. نحن الجنوبيون من سمحنا للرويبضات أن تتنفس وسارعنا إلى المباركة لها ونحن من نتحمل مسؤولية خراب وضياع الجنوب ووحدنا من يتحمل تبعات الخذلان.. لقد مللنا الشكوى والصراخ كون التباغض والحسد والأنانية طغت على كل شيء،  ولم نكن يوما نحسب أن الوطن الموجوع بحاجة إلى تضميد الجراح .. .قياداتنا تختلف فيما بينها حتى انتقل فيروس العدوى ..لم نشخص داء وعلة تلك القيادات الشائخة التي طواها الزمن بل ذهبنا إلى التغني بأمجادها معللين ورابطين قضيتنا بها وهى للوضع ساكنة مطمئنة وآكلة شاربة فيما  نصب أعينها تحاكي واقعا هى له مسبحة ..كان الاحرى بنا  أن نجمع الكلمة ونوجد قيادة سياسية وعسكرية واحدة بها نجبر ولد الشيخ والمجتمع الدولي والإقليمي إلى طرح قضيتنا من أولويات حواراتهم الخادعة وغير الشريفة ..كان علينا أن نوحد الرؤى والهدف تحت إطار مكون واحد من الضالع حتى المهرة وبه كان يمكن أن يجلب لنا ما ننشد، مالم فإننا للحرب جاهزين ..لا تحدثني عن قضيتك المهملة اليوم وأنت بالأمس من رسمت تباشير فرح قدوم الدولة الوليدة ولم تحافظ عليها وتثبتها وتبنيها، لقد غلبنا التراخي والاتكالية للغير دون أن نحسب عواقبها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص