آخر تحديث :الاثنين 03 يونيو 2024 - الساعة:11:25:04
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الماجد الردفاني العميد ( محمود حسن زيد )
فضل محسن المحلائي

الاثنين 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00

في 20/أبريل / 2015م التحق بركب قافلة الشهداء الأخيار الأبرار الأطهار ممن ضحوا بدمائهم الزكية الطاهرة وبذلوا أنفسهم وأرواحهم رخيصة على مذبح الحرية ومن أجل الوطن, والشرف, والكرامة – علماً بارزاً وابناً باراً من أبناء الجنوب الأفذاذ الأنجاب، إنه ( الماجد الردفاني ) – العميد ( محمود حسن زيد) – يومها استشهد أكثر الرجال وفاءً وإخلاصاً قولاً وفعلاً من أجل الجنوب وقضيته العادلة, يومها سقط أحد أساطين الحراك السلمي شهيداً .. شهيداً .. شهيداً، في موقع الرجولة ومحراب الفداء دفاعاً عن الحق , يومها استشهد  فارس الميدان المارد الردفاني صاحب العقل الحار والقلب البارد والأيادي النظيفة والنظرة الثاقبة , رجل الكرم والطهر والنقاء والمروءة والشجاعة والبسالة النادرة , يومها استشهد أحد أبرز تيجان ردفان الأشاوس من يقف دوماً في الطليعة وممن يشار إليهم بالبنان ولا يعرف النكوص والتراجع عند الملمات والأحداث الجسام ويتعامل مع مستجدات الأمور بحسم وعزم وحزم الرجال الأشداء الأقوياء , عاماً مضى على استشهاد أصدق الرجال موقفاً وأكثرهم ثباتاً ونبلاً وتمسكاً بالقيم السامية والمبادئ والأهداف والمعاني الرفيعة الوفي للصداقة والمسيرة الكفاحية والنضالية , الغيور , المنافح , المكافح , المجاهد من صبر طويلاً وناضل كثيراً وصمد أمام العواصف وبكل قوة وصلابة وجلد مدافعاً عن وطنه وشعبه وقضيته ضد الطامعين الطغاة البغاة وزبانيتهم ممن عاثوا في الأرض فسادا , عاماً مضى على استشهاد من قاوم بكل صرامة وعنفوان جحافل جيوش أبالسة وطواغيت العصر , يومها استشهد قوي الشكيمة , شديد العزيمة , الطود الشامخ والعقل الراجح وصاحب الإرادة الفولاذية , رجل الجسارة والشهامة منتصراً لقيم الخير والعدل , من انتصر لقضية شعبه في الساحات والميادين , يومها استشهد من جسّد  معاني التصالح والتضامن والتعاضد بين الإخوة على امتداد البيت الجنوبي مبكراً نظرياً وعلى أرض الواقع العملي وكان محل الثقة والترحيب والفخر والافتخار والاعتزاز عند كل من عرفوه وعايشوه , وكان له موقعا مميزا ومتميزا في قلوب ونفوس رفاقه وزملائه , يومها استشهد أحد أبرز القيادات المؤسسة لحركة النضال السلمي داخل جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين , من ناهض قوى الكهنوت والخرافة والعرافة في السلم وناهزهم وقارعهم في الحرب بالطلقة مقارعة الأبطال ومعهم أشياعهم وأذنابهم ومن سار في فلكهم وركابهم من (الرغاليين والعلقميين والخرنكعيين ) ..!! , يومها استشهد أحد الصماصيم وأبرز فرسان ملحمة البطولة والتصدي لجحافل جيوش قوى التخلف والضلال والظلام والجور والبطش من استطاع بحنكة واقتدار أن يتخطى تلك القوات بكبرياء الأحرار وعزيمة الرجال وشموخ الأبطال , من دفع الغالي والنفيس من المال والعرق والدم والنفس رخيصة في سبيل الوطن , يومها رحل عنا الراسخ على المبدأ برسوخ جبال ردفان , الثابت على الموقف بثبات جبال شمسان , الصادق في العهد والوعد من لبى نداء الواجب

( أخي جاوز الظالمون  المدى .. فحق الجهاد وحق الفداء ) – فكان في طليعة الصفوف المدافعة عن الأرض والعرِض , يومها صدح منادي الحق ( الله أكبر حي على الجهاد ) فكان أبا ( أنيسا ) مجلجلاً بصوته وسلاحه الهادر كهزيم الرعد مردداً ( رفعنا الرأس بعد اليوم ما نخضع ولا بانرتضي بالذل أو ونركع )- يومها كان بركان الغضب فكان أبا ( معينا ) في الخطوط الأمامية المدافعة عن الدين والأرض والعرض , يومها غرد الشاعر زجلاً - ( بثورة عظيمة ضربنا مثل وفي كل ساحة نُقدم بطل )- وكان أبا ( ميّادا ) - في مقدمة المناضلين والمقاتلين وطليعة الشهداء الأماجد , يومها كان حمى الوطيس في ساحات الوغى حين نادت عدن – ( وا – ردفاناه )- وقال الأبطال : ( لبيك ردفان وتجمع الشجعان )- من كل حدب وصوب من كل بقاع الجنوب الأبية وكان يومها الفارس أبا ( يسري ) على خط النار رباناً وأستاذاً في الفداء وقائداً في معترك النضال ومقاتلاً ميدانياً وكان بمعيته وصحبته كل فرساننا الشجعان , يومها عزف هؤلاء الأبطال سمفونية الثورة والتحرير بأحرف من ( نار وشرار )- وتم دحر أرتال جيوش المارقين بل لقنوهم هزائم ساحقة ماحقة ودروساً بليغة وقاسية وأذاقوهم المرارة وأشد الهزائم التي لن تمحى من ذاكرتهم أبد الدهر, لقد بدد هؤلاء الصناديد الأشاوس معالم عار الجريمة وآثار الهزيمة التي حاقت بالجنوب أرضاً وإنساناً جرّاء حربين عدوانيتين ظالمتين .

فلكم أيها الأماجد جميعاً المجد في العليين ولقاتليكم أعداء الحياة والإنسانية العار والشنار , لقد قدم شهيدنا ( الماجد ) وكل شهداؤنا الأبرار لوحة رائعة جسدت أسمى معاني الصمود والتصدي لقد طهروا الوطن الغالي من دنس الفاسدين والمفسدين وتم طرد الغازي عن تراب وطننا العزيز بإذن الله إلى غير رجعة.

الشهيد الراحل من مواليد ردفان العام 1956 م , نشأ وترعرع في كنف أسرة امتهنت الفلاحة وعشقت النضال وتوارثته من جيل لأخر , قدمت التضحيات في مختلف مراحل التحرر والبناء والدفاع عن الثورة الأكتوبرية الخالدة ومنجزاتها , في العام 1973م التحق الراحل في سلك العمل الأمني فرقة الحمايات الخاصة التابعة لجهاز أمن الثورة وفي العام 1980 م تم ترقيته ميدانياً نظير كفاءته ومقدراته العملية إلى رتبة ملازم ثاني من قبل وزير أمن الدولة آنذاك العميد ( صالح منصر السييلي ) – حينها شغل منصب أركان كتيبة الحمايات الخاصة لكبار الشخصيات في جهاز الدولة وبعدها شغل منصب رئيس قسم التسليح بالوزارة , بعد حرب صيف 1994 م العدوانية الظالمة وبعد أن وضعت الحرب اوزارها والتي انتصرت فيها قوى الشر والعدوان – انتصر فيها الباطل على الحق , ظل يومها –( النبراس الردفاني )- وبرفقته ثلة من أبناء ردفان المغاوير الأوفياء ولمدة ثلاثة اشهر متتالية حاملين ارواحهم على أكفهم ونعوشهم على أكتافهم وبنادقهم على عواتقهم رافضين الخنوع والخضوع والاستسلام -  استمروا في مهاجمة القوات الغازية المتمركزة في ( نقيل الربوة ) يومها  استمر المجاهد الردفاني ورفاقه في المقاومة بعد أن أنكفى الأخرون , يومها استمر الصنديد الشجاع ورفقته في القتال والنزال بعد أن تهافت ضعاف النفوس من – ( النفعيين والانهزاميين والانبطاحيين )- في تقديم الولاء والطاعة –( لأ كالي المكوس وحالفي الغموس )- والبراء من الجنوب وأهله , يومها ظل –( الباسل الردفاني )- يصارع ويقارع , يصول ويجول , يومها استمر الوفي لتربة هذا الوطن في النضال والجهاد , حينها زحف الكثير من أصحاب الرتب والمراتب العالية على الكراع والركب حثيتاً إلى مواكف باب اليمن يبيعون أنفسهم في سوق – ( النخاسة والنجاسة )- بأثمان بخسة ( قرص بقرطاس ) تخلوا عن قيمهم الوطنية والدينية والأخلاقية والسياسية مقابل مصالح شخصية ولأغراض ( دنيوية دنيئة ) , يومها ظل الصمصام البطل يجهر بصوته ويرفع عقيرته عالياً وإلى عنان السماء في زمن كان فيه الجميع مطأطئي الرؤوس صامتين صمت أهل القبور إلا من رحم ربي وهم قلة قليلة , لقد كانت حياة الشهيد البطل وطوال عقدين ونيف من الزمن وهي الفترة التي جثا فيها الظلم والضيم على أرضنا وشعبنا بفعل الواقع الاحتلالي المفروض تحت وطأة وسطوة الحديد والنار , وخلال تلك الفترة الأليمة و العصيبة من تاريخ وطننا وحياة شعبنا كان الراحل دوماً في الطليعة في ساحات وميادين النضال وفي مقدمة الصفوف على الدوام وممن حملوا على كواهلهم مشعل الحرية وفي سبيل تحرير الوطن والخلاص من رجس الغزاة وكانت الأثمان التي يدفعها دوماً باهظة , لقد عرفته غياهب سجون ومعتقلات وزنازين ( العفاشلة والأحامرة والأكاسرة ) – مرات عديدة , خلالها قاوم المغوار من خلف القضبان وبكل شجاعة – لم تنحنِ هامته ولم تفتر عزيمته , لم يهادن ولم يداهن , لم يرضخ للتهديد والوعيد ولم يخضع للترهيب والترغيب ظل على نفس الحال والمنوال لم يهدأ له بال ظل يقاوم الجلاوزة وأربابهم الدجالين بكل شموخ وكبرياء , ظل ثابتا على قناعاته الراسخة التي اختطها وارتضاها لنفسه ولم يتزحزح عنها قيد أنملة , لقد كان الراحل مثالاً للوطن الغيور على أرضه وشعبه , جسورا في مواقفه – إنه حقاً رجل من العيار الثقيل والطراز الرفيع ومعدن المناضلين النادر , يعد الشهيد الكبير صاحب سيرة عطرة وحافلة بالبذل والعطاء والتضحية والفداء والمواقف  البطولية الرائعة , كما عرف بمزاياه وسجاياه ومناقبه الحميدة – عرف عنه البساطة والتواضع الجم والأخلاق العالية والهمة والثبات على المبدأ وفي سبيل الدفاع عن قيم الحرية , لقد كان الشهيد  حقاً مخلصاً لوطنه حتى النخاع وفياً لالتزاماته الى ابعد الحدود مدافعاً عن قضية شعبه حتى الرمق الأخير , أيها الشهيد الغالي والثائر الثري في قيمه ومبادئه ستنحني لكم الهامات بكل الم وخشوع وإنا نقول في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادكم وإن غبت عنّا جسداً فإنك حاضراً فينا سلوكاً ومدرسة نضالية وكفاحية , وإن أفل نجمك أيها الغالي فلن يأفل ضوئه سيظل ينير لنا الطريق حتى تتحقق خيارات شعبنا – كامل خيارات شعبنا , لقد تركت ايها الجسور مناقب وضاءة في اطار مسيرتكم العملية والجهادية ستظل محفورة في الذاكرة والوجدان , أيها الشهيد الخالد الذكر وربان الشدائد يا من خضت المواقف الصعبة و الأحداث الجسام بكل بسالة واقتدار , يا من رفضتم الظلم وقاومتموه بكل شجاعة لروحكم الطاهرة ولكل شهدائنا الأبرار منزلة ومراتب الصديقين لكم جميعاً الرحمة والغفران .

أخي وصديقي ورفيقي وزميلي أبا ( زيد ) - استميحك عذراً أن لم تشاء الأقدار أن نكون رفقا معاً وسوياً في سفر الرحيل الأبدي كما كنا رفقا في سفر الزمالة والصداقة والحياة العملية جنباً إلى جنب ولكن هذه هي المكاتيب والأقدار , وعذراً مرة أخرى لعدم تمكننا نحن جميعاً أهلك واحبابك واصحابك من وداعك إلى مثواك الأخير للظروف القاهرة التي حالت دون ذلك , ايها الراحل الكبير لقد عمّدت نهاية مشوار حياتك وسيرتك الحافلة بالعطاء والفداء بأغلى ما تملك النفس ( الشهادة والاستشهاد ) وكان ختامها مسك وعلى نفس طريقتك ومنوالك لا يجرؤ عليها إلا الأبطال الأشاوس ولا يقدم عليها إلا الأفذاذ الميامين أصحاب الهامات السامقة والقامات الباسقة ممن يبذلون الغالي والنفيس رخيص في سبيل الذود عن مبادئهم وحريتهم وخياراتهم وقناعاتهم وكرامتهم ودينهم وأرضهم وعرِضهم وهم القليل – القليل – وأنت أيها المقدام حقاً منهم بل في مقدمتهم وطليعتهم, صديقي العزيز الأقرب إلى القلب والتفكير معاً لقد رحلت عنا ونلت الكرامة ودار المقامة وتركت لنا أرثاً نضالياً وميراثاً كفاحياً نعتز ونفتخر به وسيظل اجمل واسمى وارقى معاني الجهاد التي سطرتها نبراس يضيء لنا الطريق , وستظل صدى ذكراكم لا تفارقنا ولا تبارحنا حتى نلقاكم .

نم قرير العين فأمثالكم لا يموتون بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله – لأنكم حملتم المشاعل على الدروب – المشاعل التي نسير على هداها والأفكار التي نقتدي بها .

أيها الشهيد الغالي - الشهيد الحي - الغائب الحاضر – لك السلام .. وعليك السلام .. وإليك السلام من أبنائك وإخوانك وأهلك وأصدقائك ورفاقك وزملائك ومحبيك ومني شخصياً كاتب هذه السطور .

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل