آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
توقعات صادمة .. خيبت أمل الجنوبيين!
علي منصور أحمد

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كنت متوقع مسبقا أن يرفض السيد علي سالم البيض أي مشروع يأتي من السيد حيدر العطاس ورفاقه .. مثلما ظل يرفض ويعطل فكرة المؤتمر الجنوبي الجامع.

 

لكن ما أصابني بالدهشة والذهول هو ليس رفضه لمشروع العطاس بل ردة فعله السريعة بالتوقيع على بيان ومشروع مضاد آخر كان جاهزا ومعدا سلفا , وطي الكتمان منذ فترة , هو ونائبة السابق السيد عبدالرحمن الجفري ، في دولتهما المعلنة والميتة التي أطلقوا عليها اسم يمني ( جمهورية اليمن الديمقراطي في ٢١مايو ١٩٩٤م) ولم يكتب لها النجاح ولم تلقى من يعترف بها سوى الدولة الغير معترف بها هي الأخرى (ارض الصومال ).

 

 

فبينما كان السيد العطاس ورفاقه أكثر شجاعة وجرأة بأنهم اطلعوا البيض ورفاقه على مشروعهم ونشروه ليطلع عليه عامة الناس , أيا كان هذا المشروع , ليبدوا رأيهم حوله ,  يفاجئنا اليوم التالي السيد البيض والسيد الجفري بإعلان مشروعهما المسمى (دولة الجنوب العربي) والتوقيع عليه من قبلهما فقط , دون أدنى اعتبار لباقي القوى الوطنية الجنوبية الأخرى , وكأنهما لا يريدان أحدا آخر أن يشاركهما هذا الانجاز التاريخي العظيم , ليظل ماركة تجارية مسجلة باسمهما فقط .. ويكررا نفس خطأ إعلان التوقيع على اتفاق الوحدة الذي رفضه السيد العطاس في مباحثاته الرسمية كرئيس الدولة الجنوبية مع صالح رئيس الدولة الشمالية , بالقصر المدور التي تمت في الصباح , ووقع عليه بعد ساعة بنفس اليوم , في دار الضيافة من قبل البيض وصالح في 30 نوفمبر 89م بطريقة فردية دون الرجوع للهيئات الرسمية , وتكرر هذا السلوك والنزعة الفردية في إعلان دولة 21مايو 94م التي ولدت ميتة.. ودفع الشعب الجنوبي ثمنا باهظا جراء هذه الحماقات الصبيانية والنزعة الفردية المقيتة.

 

 

فلطالما وهم يطرحون (التحرير والاستقلال) فهذا مطلب كل جنوبي وجنوبية ، فما الذي بقي من ارض الجنوب غير محرر من قوات الاحتلال اليمني ؟ غير أجزاء بسيطة قابلة للتحرير ودون كلفة أو مشقة , بدلا من أن يظل المطلب المشروع كشعار فضاض للمناكفة بين أبناء الجنوب الذي يدفع ثمن تداعياتها باهظا , السواد الأعظم من أبناء الجنوب المغلوبين على أمرهم جراء اخطاءات غيرهم وابتلاهم بقيادة ديماغوجية متطرفة كهذه .

 

كان من الأجدر بهما تمسكهما ببيان إعلانهما فك الارتباط السابق عن الشمال وقيام الدولة الجنوبية الذي أعلناه في ٢١ مايو ١٩٩٤م .. الذي وضعاه في الديش البارد منذ فشله وهروبهما واختفاءهما طيلة 22عام وحتى اليوم.

 

 

بدلا من إعلان جديد عن دولة جديدة (الجنوب العربي) التي لم تكن قائمة أو عضوا سابق في الأمم المتحدة والجامعة العربية .. ولم يعرف عنها المجتمع الدولي أو يسمع عنها من قبل , وتقديم هدية جديدة "ساذجة" لعفاش والحوثي على طبق من ذهب , وطعنا جديدا في الظهر محرجا لتحالفنا الاستراتيجي والإقليمي مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة , في هذه المعركة المصيرية الكبرى , بتبني شطحات عنترية , كهذه , من المشاريع العملاقة الطائرة في الهوى!؟

 

 

 

فما الذي يمنعهما من العودة إلى العاصمة المحررة عدن ، والبدء بتشكل حكومة "أزمة" انتقالية تقود مرحلة استكمال التحرر الوطني .. ويغادرا دولة الإمارات ودول الخليج , التي تمتلئ بنوكها باستثماراتهم الطائلة , التي يتباهى بها أولادهم دون حياء أو خجل , والتي كانت وما زالت سببا في تمزيق وحدة الصف الجنوبي , إذا كانت دول التحالف تعارض هذا المشروع .. أو حتى العودة إلى ارض الصومال الكبرى .. طالما ولديهم اعتراف سابق منها .. والعمل من هناك .. لتحقيق حلمهما السرمدي؟!

 

 

فأن أي خروج أو تعارض للسياسات الإقليمية للتحالف العربي في هذه المرحلة "الحساسة" الحالية , ستكون كلفته كبيرة وباهظة  .. ولن يكتب له النجاح بل سيقودنا إلى مغامرات صبيانية أخرى .. سيدفع ثمنها أبرياء وغلابا الشعب الجنوبي كالعادة

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل