آخر تحديث :السبت 14 سبتمبر 2024 - الساعة:02:08:00
وكأنك يا بو زيد ما غزيت
عبدالعزيز الدويلة

السبت 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا نختلف إذا قلنا بأن الهبات المالية الخاصة (يطلق عليها شباب المقاومة الصرفات) والتي تمنح بين الحين والآخر لشباب المقاومة بعدن والتابعة لبعض رموز المشايخ الجدد الذين لمع نجمهم إبان تحرير مدينة عدن وظهروا كقادة لهؤلاء الشباب والتي أخذت على عاتقها مهمة ومسئولية حماية وتأمين محافظة عدن والتي أصبح أمرا ضروريا في ظل أجواء الفوضى الأمنية التي يقوم به تنظيم القاعدة والخلايا النائمة التي زرعها الانقلابيون صالح والحوثيون بهدف زعزعة الأمن وتعميم الفوضى وإخافة الناس وترويعهم.

لكن ما ينبغي قوله هو ضرورة عملية الهبات هذه بشكل أكثر منهجية ووفق إجراءات رسمية تسهم في تشكيل وحدات عسكرية وأمنية موحدة في إطار منظومة بناء الجيش الوطني والأمن العام وأجهزة الاستخبارات والأمن القومي حتى يكون له مردود أفضل تكون ثمرته احترام المبادئ والأنظمة والرتب العسكرية في داخل المعسكرات وتنفيذ الأوامر العسكرية واحترام القادة والضبط والربط وإعادة هيبة الجندي والضابط وتسخيرهم في تعزيز الوحدات الشرطية والعسكرية والأمنية في نقاط التفتيش وبعض الأماكن الهامة والإستراتيجية في عدن ، وقبل ذلك لابد أن يتمتع هؤلاء بالأخلاق الحميدة من خلال تنشئتهم تنشئة جيدة تتناسب مع مهمة ودورهم في حفظ الأمن واستقرار عدن،  لكن للأسف يرفض معظم هؤلاء الشباب الانخراط في أطر عسكرية منظمة بل يفضل بعضهم الوضع المليشاوي في التعامل مع الأمور الأمنية وهو ما ينبغي إيقافه والبدء في إنجاز الهدف العظيم والكبير وهو بناء الجيش الوطني الخالي من الفكر المتطرف والولاء العائلي.

 على هذا الأساس نرى أن دمج هؤلاء الأبطال من مقاتلي المقاومة كجنود يحملون أرقام عسكرية على أن تصرف لهم رواتب شهرية بدلا من منحهم هبات غير منتظمة خاضعة للمتغيرات السياسية ، وذلك حتى يحترم هؤلاء أراء وإجراءات قادتهم في المعسكرات وتعزيز هيبة ومكانة الجيش الوطني وهي خطوة تمهيدية للنهوض والارتقاء به وتنفيذ المهام بدون خوف أو تردد حتى تصبح مدينة عدن صمام أمان وسلام واستقرار تام ومع هذا وذاك لأن هناك أمور ما زالت تستدعي الوقوف بحزم وجديه أمام كل من تسول له نفسه في زعزعة الأمن والنظام والقيام بالعمليات الانتحارية وفي الوقت نفسه لابد من تقديم تحية إجلال وتقدير لكل الرجال الأبطال في المقاومة الجنوبية والجيش والأمن وذلك لما يقدمونه من أعمال وجهود عظيمة في مواجهة تنامي ونشاط القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في عدن حيث لا زلت أجندة الفكر الإسلامي المتطرف.

كل ما أشرنا له سلفا يضع أمام دول التحالف وفي مقدمتها المملكة السعودية مسئولية تنظيم عملية صرف هذه الهبات ووضع معايير لها مثل توصيف من تصرف لهم هذه الهبات وتحديد مهامهم وإلزامهم بالدوام في المعسكرات وهذا الإجراء سيؤدي الى تحولهم التلقائي من مليشيات تخضع لشخصيات معينة إلى عناصر وطنية فاعلة في الجيش الوطني الحديث الولادة وربما هذا الإجراء سيشجع عدد كبير من الشباب في الانخراط في صفوف الجيش والأمن الوطني لأن استمرار الصرف بهذه الصورة سيكون له نتائج كارثية ليس فقط على الأمن في الجنوب بل تكون له تبعات سلبية على دول التحالف وتحديدا السعودية والإمارات العربية التي بذلت جهودا جبارة في تحرير واستقرار مدينة عدن ، وما حدث في مدينة المنصورة إلى دليلا واضحا في تورط عدد كبير من الشباب والذي غرر بهم مع جهات رفضت أن تمتثل لنداء العقل والمنطق وفضلت التمرد على النظام والقانون لأنها ارتبطت بمصلحة مادية لذلك نقول أن استمرار منح هؤلاء الشباب لهذه الهبات سيعتبرونه حقا مكتسبا مقابل حفظ الامن بالطريقة المليشاوية وسيستمر اخلاصهم لزعمائهم  أي المشايخ الجدد وبالتالي ستتعقد مهمة دول التحالف في تحقيق الأمن والاستقرار ليس في عدن بل وفي المنطقة برمتها وكأنك يا بو زيد ما غزيت.    

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص