آخر تحديث :الثلاثاء 30 ابريل 2024 - الساعة:10:14:32
لا تنجروا وراء الاسطوانة المشروخة "المخلوع" .."الخروج الآمن"
نجيب يابلي

الثلاثاء 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00


نعيش حالة صداع.. حالة غثيان.. حالة سخط.. من اسطوانات مشروخة مفادها أن علي عبدالله صالح ..الرئيس المخلوع وأنه يعيش حالة حصار وأنه يريد خروجا آمنا.. وأنه انتهى إلى هذا المصير.. البعض منا شغال مع علي عبدالله صالح في بث السموم ونشر الشكوك وتقديم التبريرات لجرائمه فيقولون إن اغتيال فلان كان ثأرا واغتيال فلتان كان وراءه خلافا حول تقسيم ثروته اليوم أو الهبرة الفلانية أو إنه تسبب في مقتل فلان وفلان وفلان والآن ردوا عليه بمثل ما فعل مع إخوانهم أو أولادهم.
مطبخ صالح لا يستهان به ففيه مستشارون عرب وأجانب بينهم إسرائيليون.. مطبخ صالح يتجسد في أشكال عديدة منها أكثر من 200 صفحة أو موقع الكتروني والاف العملاء المنتشرين في عدن ومحافظات مجاورة يرفعون تقاريرا ويبثون أخبارا سامة ويعمل صالح من خلال صحف وقنوات محلية وعربية وأقلام مأجورة على المستويين المحلي والإقليمي وكلها تتجه في خدمته وامتصاص ردود الفعل على الجرائم البشعة التي ترتكبها عصاباته تحت مختلف المسميات وأجهزته قوية: أمن قومي.. أمن مركزي.. حرس جمهوري وغيرها التي تبرز بشتى اللبوس وبشتى وسائل النقل: دراجة نارية – هايلكوس – وسائل نقل خفيف ومتوسط.
لو أخذنا حوادث الخميس والجمعة والسبت 3-5 مارس 2016م والتي سجلت اغتيالات حسين الوحيشي وشقيقه صالح وجريمة دار المسنين واغتيال مدير شرطة التواهي مع ثلاثة من مرافقيه برزت على الخط تصريحات ومقالات وإشاعات بأن صالحا يعيش حالة خوف وأنه محاصر وأنه يريد خروجا آمنا من البلاد.
لو أخذنا أيام الاربعاء 16 مارس لوقفنا أمام اغتيال العقيد محمد فضل المطري ومحسن عيدروس (عضو المجلس المحلي في سباح) ونفذت عصابات صالح اغتيال السفير طالب أبو بكر السقاف في لحج يوم السبت 19 مارس ونفذت عصابات صالح اغتيال طلال مدير الاستخبارات العسكرية عند مدخل مدينة عتق مع ثلاثة من مرافقيه يوم الثلاثاء 22 مارس الذي شهد أيضا اغتيال فكري حسين الجحمة أحد أفراد الحراسة الشخصية لناصر عبدربه منصور هادي في حي عمر المختار ونقرأ ونسمع عبر وسائل الإعلام أن صالح يعيش أيامه الأخيرة.
مع احترامي لأقلام معتبرة والتي سجلت مواقف مماثلة بأن علي عبدالله صالح يلفظ أنفاسه الأخيرة وهي كتابات لم تتوخ الدقة والموضوعية ولا أدري كيف يقيمون المشاهد التي مررنا بها منذ العام 2011م وكم قرار صدر عن مجلس الأمن ضد من يسموهم "المتمردون" و"الانقلابيون" و "مليشيات الحوثي" و"قوات صالح" وكلها في الادراج وكم تهديد صدر وكم عصا غليظة لوح بها بن عمر وولد الشيخ وكم توعد بان كي مون وكم هدد هذا المسؤول أو ذاك المسؤول من الولايات المتحدة أو بريطانيا أو غيرها من الدول الكبرى وكلها في المشمش.
قوة صالح أو الحوثي لا تكمن في العدد أو المعدات .. قوة هؤلاء تكمن في موقعهم أنهم في العاصمة وفيها دواوين الوزارات والمؤسسات التي تمارس عملها بانتظام وتكمن في مطار العاصمة والرحلات الاعتيادية وخروج صالح والحوثي إلى الشارع وإجراء لقاءات مع مسؤولين دوليين أو أجانب ومع وسائل إعلام محلية أو أجنبية ..قوة صالح تكمن في أنه ينفذ دورا رئيسيا في مخطط استخباري خارجي (وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي).
القرار يا سادة ليس بيد الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي وإنما بيد الولايات المتحدة الأمريكية التي منعت خروج كل قرارات مجلس الأمن إلى حيز التنفيذ.. الولايات المتحدة أرسلت بقوات مظلية بأعداد كبيرة إلى بنما عام 1989م واعتقلت رئيسها مانويل نوريجا واقتادته جوا إلى الولايات المتحدة، لأنه رفض الإبقاء على اتفاقية تشغيل قناة بنما في حين أصر هو على إلغائها فكان نصيبه الاعتقال المهين.
القرار يا سادة بيد الولايات المتحدة التي لا تعترف بسيادة أي دولة على أرضها فقامت في إبريل 2003م باحتلال العراق وطالبت الدول النفطية العربية بدفع الفاتورة وقدرها 300 مليار دولار.. كفى تهريجا وتدليسا بأن صالح يريد خروجا آمنا أو أنه مخلوع.. الرجل لا يزال قويا بقوة أمريكا.. إلا إذا قررت خلعه كما خلعت شاه إيران فهذا شأنها. 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص