آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:13:03:49
حتى لا تذهب ريحنا
عبدالقوي الأشول

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

دون شك الجنوب ليس في صدارة اهتمامات حكومة الشرعية ومثل هذه الحقيقة تلقي بثقلها على الشارع الجنوبي وفصائله السياسية التي مازالت تعمل بنفس أحداث الماضي للأسف حتى إن التعويل على المقاومة الجنوبية التي هي إفراز حقيقي للواقع الجنوبي ومعبرة عنه وعن نضالاته ما يجعل الأمور تبدو ملتبسة عائمة غامضة إلى حد بعيد بل صادمة للغاية إذا ما كررت المقاومة الجنوبية في تشكيلاتها نفس نمط خلافات فصائل الحراك الجنوبي بصورة عامة التي أخفقت على مدى سنوات خلت من توحيد صفوفها وتجسيد نضالات شعبنا في وحدة حامل سياسي يؤمن تحقيق الأهداف التي من أجلها خرج شعبنا وقاوم بشراسة بهدف استعادة كرامته.

للأسف بعض المؤشرات التي أخذت تظهر على السطح تشير إلى أن مجالس المقاومة التي نحترمها ونعدها المنقذ الحقيقي الذي تخلق من أحشاء المعاناة تبدو في الكثير من المعطيات تقتفي أثر فصائل الحراك وأدوات عمله التي لا يمكنها أن تكون معبر حقيقي عن إرادة شعبنا البطل ، هذا الشعب الذي تجاوز نخبه السياسية في العطاء الموحد والتضحية الصادقة من أجل الوطن.

إذاً على ماذا يمكننا أن نراهن في صراعات المستقبل القريب الذي تكون فيه قضية شعبنا على المحك وتتطلب بدائل ووسائل حتى تتحقق الأهداف النبيلة لثورتنا، حتى اللحظة ورغم الأخطار الماحقة التي تهدد إرادة شعبنا وتدعو لتجاوزها بصورة فاضحة لا توجد ضمانات جنوبية لمسار ثورتنا وتضحيات شهدائنا الأبطال بل إن الموجع والمؤلم في هذه الأثناء تعاطي بعض الأطراف الجنوبية مع ايعارات مشبوهة بل واضحة الدلالات يسعى أصحابها لخلق درجة عالية من التشظي الجنوبي تحت شعارات مناطقية وأهداف مختزلة غير متناسقة ولا منسجمة مع الإرادة الجنوبية فمثل هذا الاصطياد في المياه العكرة هو ما تعمل عليه الأطراف التي من أولوياتها إشغال الجنوبيين بأنفسهم في هذه الأوقات الدقيقة رغم أن المحصلة في التعاطي مع مثل هذه الاتجاهات من قبل بعض الأطياف الجنوبية لا يخدم حتى تلك الجزئيات التي يراد لها أن تحل محل الهدف الأساسي ولعل مؤشرات الأصوات التي تشير إلى حضرموت ككيان سياسي مستقل عن واقع الجنوب قبل أن نحقق الانتصار لقضية الجنوب بصفة عامة.. واحدة من تلك المطايا التي يسعى البعض لتأصيلها رغم أننا إ ذا ما تعاطينا معها نكون في نهاية المطاف بدون حصيلة تذكر لا للجنوب ولا لحضرموت.

ومثل هذه الاتجاهات والتقريبات ليست وليدة اللحظة قطعا.. فامتداداتها منذ زمن وهي أحد أبرز بدائل أطراف صنعاء ووسائلها التي تستغل حالة التشظي الجنوبي وما العزف على إحياء المناطقية جنوبا إلا جزء من قمة جبل الجليد الذي ينكشف مع الزمن.

إذاً الجنوب أمام تحدٍ حقيقي والمنقذ من هذه السبخات لا يكون إلا بواسطة مقاومته البطلة التي قدمت الالاف من الشهداء لأجل الكرامة والحرية واستعادة الحق.

الحال الذي يجعل هؤلاء الأبطال أمام مهمة وطنية أكثر أهمية بعطاء سياسي متحرر من عقد وأدوات الماضي وتشكيل إطار فاعل متماسك يكون بمنأى عن حالات الاختلالات العميقة التي لازمت مسيرة الفصائل السياسية للحراك الجنوبي على مدى السنوات المنصرمة ويمكنه أن يمثل نواة توحيد لها إذا ما أرادوا ذلك.

غير إذ ما تكون لدينا وسائل ضغط سياسي يمكن أن يشكل صداها تحولا في واقعنا المؤلم، لأننا حتى اللحظة مازلنا تحت واقع التجاهل السياسي والتعتيم الإعلامي وكل هذه المؤشرات تثير الريبة والقلق مما سوف ينكشف على المدى القريب فهل نحن مدركون؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص