آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
أنقذوا المتقاعدين من الإذلال
أحمد ناصر حميدان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أن مررت من أمام أي بريد في أي منطقة من عدن الحبيبة تشاهد منظر الإذلال للمتقاعدين , ويتساءل الكثير لماذا هذا الإذلال ؟ وبالذات في عدن والجنوب , الموصوفة بالمدنية ومعظمها موظفين معتمدين على الراتب وملتزمين بالنظام والقانون , وبحكم حياتهم السابقة تحت ظلال الدولة وإدارة منظمه بأرشيف وخزانة عامة و وزارة عمل كل شي في حياة الموظف مدون وأرشيف يحفظ كل شي عن الموظف , وكلا في وقته وزمنه المحدد يتم الترقية والعلاوة والتقاعد , لا خلل ولا تزوير ولا تلاعب ولا محاباة ولا وساطة فيما نذر , اليوم انقلبت الموازين وما كان مجرم ومحرم صار حلال وشطارة بفضل عفاش وأذنابه الذين نجسوا أرضنا الطاهرة وتحايلوا على النظم والقوانين .
اليوم تشاهد مناظر الإذلال للمتقاعدين والموظفين في مدينتي عدن , أمام كل بريد وهم يفترشون الأرصفة والشوارع كالمتسولين للبحث عن راتب لا يسد رمقهم ويستر حياتهم , ويشبع جوع أبنائهم , لكنهم مضطرين للوقوف أيام وليالي في انتظار هذا الفتات , قامات وشخصيات ومناضلين وهامات علمية وفنية وثقافية , كلهم في سلة الإهمال لهذا الزمن الملعون , خدموا هذا الوطن في كل المجالات وافنوا حياتهم ولهم بصمات تذكر ومنحوتة في تاريخ عدن الثقافي والتربوي والفني والنضالي والعمالي .
نعم لديهم نقابة , لكن صوتها غير مدوي , ولم يصل للمستوى المطلوب , ليوقفون هذه المهازل و يصدون كل هذه الممارسات و الإيذاء على أخوانهم ومنتسبين لهذه النقابة , أتمنى أجدهم يصولون ويجولون في محاولتهم لإنقاذ هذه الأجساد المجهدة و النحيلة المثخنة بالأمراض والمتعبة , أكل منها الدهر وامتصها هذا الزمن البائس , وما دامت هذه المناظر تشاهد في عدن فهم يتحملون جزءا من المسئولية .
والمسئولية الأكبر على صندوق المعاشات للمتقاعدين , ويعتبر من اكبر الصناديق في هذا البلد , أمواله هي ملك لهولا الناس ومجهود تعبهم وشقاهم طيلة فترة عملهم , تديرها السلطة من الحكومة للاتحاد العام , لا شورى لهولا المساكين في أمرهم وشئونهم , وبحكم هيمنة وتسيد سلطة الأمر الواقع فزاد الطين بله , لو كان لهم شورى ولهم تمثيل حقيقي لما وصل حالهم لما هو علية , ولما تدهور حال الصندوق وهو معرض للإفلاس بحكم المشاريع الفاشلة التي ساهم بها وبحكم فساد الدولة الذي تصرفت بأموال المساكين والمجهدين من المتقاعدين , الذين يفتقدون لأبسط سبل الحياة والحقوق , كمستشفى وصيدلية ومتنزه ونادي ...الخ , حتى في الحصول على إعانة علاج وقت ما يكون الفرد طريح فراش المرض يجد من يمد له يد العون والمساعدة , في البريد يموت وهو قاعد منتظر للراتب .
ما يحدث لهولا الكهول والأجساد التي أضناها الزمن وقدمت الكثير لهذا الوطن تربى وتخرج على يديها رجال اليوم واكتسبوا مهاراتهم بنقل الخبرة منهم , لعنة في جبيننا جميعا ,من يشاهد ويصمت , أو يشاهد يبرر , ومن يشاهد ويسخر , والمسئول والمعني الذي يشاهد وكان شي لا يعنيه , ولا يحرك شي في ضميره وإنسانيته و وطنيته , ويرفض هذا الواقع المسي ويحاول بكل ما يملك من إمكانيات وسلطات على تغييره , ومحاسبة المتسببين .
لماذا الإصرار على البريد وهناك خيارات أخرى , فقد فشل البريد في تقديم خدماته للموظفين وتاه عن مهمته الرئيسية , لكن الإصرار , يزيد من الشبهات , والله اعلم ما وراء المستور والضحية المتقاعدين ارحموا عزيز قوما ذل أن كان فيكم خيرا 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل