آخر تحديث :السبت 10 اغسطس 2024 - الساعة:02:15:56
مفهوم المقاوم وخلط الأوراق
صالح الضالعي

السبت 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

يطلق على كل من حمل السلاح بالمقاوم مفهوم خاطئ يجرنا إلى مربع العبثية ودفن النضال وحصره على ثلةٍ ما، الأمر الذي ينبئ بخسران كثير من شرفاء العمل الثوري الجنوبي الموحد ...ليس كل من حمل السلاح وقاتل يعد مناضلا ثوريا لا يقبل بالآخر فهناك أناس حملوا أرواحهم على أكفهم فداء لقضية شعبه المسلوبة من قبل طغاة العصر وازلامها.. مناضلون وقفوا في طوابير المقاصل ينتظرون يومهم المحتوم فيما آخرون لم تغمض لهم الأجفان في السجون يهتفون لحلم دولتهم المفقودة وإلى فئة حملت رماح الأقلام تكتب ابتغاء إيصال رسالة شعبها المقهور إلى العالم ومناضل وقف صارخا في وجه سلطان ظالم ..أطفال وشيوخ ونساء شاركوا في تحرير أرضهم بجلب الماء والطعام وتزويد المقاتل بالذخيرة وبحسب الاستطاعة .

هنا نفهم أن المقاوم ليس حكرا على من حمل السلاح وقاتل فتعدد أسلوب النضال يختلف بين هذا وذاك وشتان إن وجد التزاوج النضالي بأن يقال إن كل من قاتل بالسلاح يعد مقاتلا ثوريا وما دونه فلا...إن المقاوم الثوري هو ذاك الذي يحمل هم شعب ووطن فيتصف بصفات شتى حتى نطلق عليه مقاوما ثوريا جنوبيا من الطراز الرفيع حيث يتوجب عليه أن يتسم بالأخلاق الرفيعة العالية وأن يكون محبا لوطنه وشعبه أكثر من روحه ونفسه كما أنه يقدم رفيقه على نفسه ويكون منضبطا بواجبه ومطيعا لقادته ومخلصا لقضيته لا أنانيه أو غرور أو ..من.. على شعبه ووطنه ..ما يحدث اليوم من خلط لتوصيف المقاوم الجنوبي جعلنا نتوه في جدران الفوضى ونتلبج في دهاليز الأنا وبذلك أصبحت الساحة الجنوبية مرتعا آثماً لمفهوم المقاوم لكثرة تعدد الجماعات المسلحة والأفراد أدعياء المقاومة ..لقد مارسوا علينا سلوكيات مشينة وجلها باسم المقاومة فلم نستطع تميز السلب من الإيجاب والعكس صحيح ..

إن المستقبل يعد مجهولا سوداويا قاتلا إن لم نحسن الظن بكل مقاوم يحمل ويحلل المجريات على الأرض والتي توحي بخطر سيطم الجميع ولن يستثني منا أحدا كائنا من كان إلا إن كان عميلا أو خائنا اتخذ من المقاومة شعارا لإيصاله إلى المكان الآمن الذي به يحمي نفسه ومن صنعه حتى بلوغ الأجل مراده.. نحن اليوم أمام منعطف كارثي ومخطط قذر من هذا وإلى ذاك وإلى تلك الأيادي التي صنعت لنفسها آلة تخلق الشقاق والتمزق والتشرذم بين صفوف المقاومة والجسد الواحد.

أرى بأم عيني أن الطوفان قادم لا محاله وبه سنشنق ونسحل ونقتل عقابا لنا، إذ تؤكد الشواهد أن البداية بدأت ونحن غافلون نتناحر فيما بيننا بل وننفذ ما رسم لهم ضدنا والعاقبة نهاية مشروعنا وحلمنا الثوري في غمضة عين حينها سننوح بعد أن نصحوا على خراب الديار ولن يجدي ذلك نفعا.. إن المناضل هو من لديه الاستعداد لتقديم التنازلات تلو الأخرى وهكذا سنبدد كل خطط التآمر وسنقطع دابر كل متربص وسندفع بالناس إلى الاندفاع لبناء الوطن المتشظي وسنثبت للآخرين أننا رجال دولة وأهل نظام وقانون وأن لامجال للفوضيين العيش بيننا.. حلم انتظرناه طويلا حتى تحقق ولكن هذا الحلم عبث به العابثون فأحبطت النفوس وتضجرت العقول من تصرفات نفر يدعون أنهم مقاومون وماهم بذلك إلا مدمرين مع سبق الإصرار والترصد.. يا هذا إن الجنوب في خطر ويا هؤلاء ألا تستشعرون .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص