الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

نشرنا في نفس هذا المنبر صحيفة الأمناء بتاريخ 18فبراير 2016م مقالا بعنوان (الشحت على شرف الجنوب)،تناولنا فيه مشاركات الأندية الجنوبية الخارجية ،ومصادر دعمها ،ورعايتها من شخصيات تابعة لنظام (صالح)،وطالبنا شرفاء الجنوب بموقف واضح منها ،ولم تكن غايتنا إثارة الجدل أو ابتزاز مواقف أحد ،ولكن حتى نعلق الجرس على رقبة الجميع ،بحيث لا تترنح خطواتنا سهوا أو طمعا فلا نميز في أي شطر نضعها!..

في موقف يستحق الاحترام أصدرت جمعية أحرار رياضيي الجنوب بياناً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل (فخرو) ،وأيضا الذكرى السنوية الأولى لأول بطولة جنوبية مستقلة بعد أكثر من ربع قرن من الاحتلال،والذي صادف يوم السبت الماضي مرورعام عليهما، ودعت في بيانها الجميع بأن يتحملوا مسئولتهم نحو الجنوب ،وتضحيات شعبه ،والوقوف خلف قيادات المقاومة الجنوبية،والسلطة المحلية ،وخاطبت بلغة مهذبة الهيئات والاتحادات الجنوبية والأندية فرقا وأشخاصا إلى عدم المشاركة في المسابقات الشبابية ،والرياضية التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة لما يسمى بالجمهورية اليمنية أو تحت رعايتها أو التمثيل الخارجي باسمها وعلمها ،ولا يصح  في هذه المرحلة الحساس أن نقرأ أو نسمع أو نشاهد من خلال إعلامنا الجنوبي الحر عن أي نشاط يخصها ،فواجبنا الوطني تثبيت النصر ،والتحرر من كل أشكال الاحتلال.

موقف الجمعية الشجاع  ليس جديدا أو مستغربا،فقد سبق لها وفي ذروة بطش سلطة الاحتلال وأجهزته أن نفذت خطوات عملية لفك ارتباط رياضة الجنوب بمؤسساته ومنعت إقامة المباريات التي طرفها أندية نظام (صنعاء)على ملاعبنا ،وأقامت بطولة التحريروالاستقلال رغم أنف (السقاف) وجنوده.

 فقبل عام ولدت بطولة كأس التحرير والاستقلال من خيمة جمعية أحرار رياضيي الجنوب في ساحة الحرية (العروض) في خورمكسر،واحتضن ملعب (باوزير)في نادي شمسان فعاليتها ،واهتزت مدرجاته بأصوات  الجماهير،وأهازيجهم لمدة (20)يوما في مشهد أعاد للأذهان شريط زمن رياضتنا الجميل ،وكانت لحظات يسكنها الفخر وقشعر لها بدن كل من عاشها إلى حد ذرف الدموع ،وبلغ صداها  كل شبر في الجنوب.

كانت البطولة معركة حقيقية خاضتها جميع أندية جمهورية اليمن الديمقرطية الشعبية تقريبا لاستعادة كرامتها،وشارك فيها أكثر من(300) من رموز،ونجوم كرة القدم الجنوبية في عصرها الجميل ،و(20)حكم ،وحوالي (100)من أبطال العاب القوى(ساحة وميدان)،بالإضافة إلى لجان التنظيم ،والإشراف ،والمراقبة ،والأمن،والطواقم الطبية ،واصطفت خلفهم كل القوى الثورية للحراك السلمي رجالا ونساء  شعبا وقيادة ،ولعب الإعلام الجنوبي الحر ممثلا حينها بقناتي (عدن لايف)و(صوت الجنوب)،وكذلك صحيفتي (الأيام الرياضي )و(الأمناء) ،وكل الأقلام الجنوبية الشريفة دورا كبيرا في نجاحها، كما تناولتها بعض وسائل الإعلام الخارجية ،وحققت  نصرا رياضيا وسياسيا يخدم قضية الجنوب ،وثورة شعبه.

نخلع القباعات تحية لجمعية أحرار رياضيي الجنوب ،والشخصية الجنوبية الحرة عبدالفتاح البسارة ،وكثيرين أمثاله ،فالحقوق تنتزع ،ولا تستجدى!..

قبل عام أيضا رحل (فخرو)ـ طيب الله ثراه ـ عن الدنيا ،ولفظ أنفاسه الأخيرة على أرضية ملعب (باوزير) في نادي شمسان ..(فخرو) القلب الأبيض ،والنفس التي اكتنزت القناعة رجعت إلى بارئها ، تاركة رائحته الطيبة ،وابتسامة بسيطة مازال يتذكرها كل من عرفه.