آخر تحديث :الثلاثاء 30 ابريل 2024 - الساعة:01:08:44
صحفية إيطالية تثأر لـ 300 مليون صامت وخائف عربي
نجيب يابلي

الثلاثاء 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

مهمة الصحفي أو الكاتب محكومة بالموقف المبدئي والملتزم بقضايا الشعوب ولا يوجد فيها اللون الرمادي بل "إما الأبيض أو الأسود"، إما تسخير القلم لإيذاء خلق الله والطعن في ذممهم لأنهم انطلقوا من خلفيات عفنة ذلك أنهم ارتبطوا بالحاكم الفاسد وجهاز مخابراته القذر وتلوثت أياديهم بتقارير مغرضة استهدفت شرفاء وتتبدل جلودهم (وهي كذلك في ذلك اليوم المشهود)، وتتبدل معها مواقفهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وأعطوا شهادة زور لمن يهاجمونهم مقابل "المعلوم" وما أدراك ما المعلوم.

ما دعاني لهذه المقدمة أن خلق الله عندنا تضرروا من كُتّاب مهترئين (سارقوا مهرة) لأنهم في الأصل منتسبون للمخابرات (أمن وطني ثم أمن سياسي ثم أمن قومي)، وانحدرت سمعتهم إلى الدرك الأسفل من الحضيض فيما ظلت سمعة المستهدفين في أعلى عليين ويقابل ذلك الشرفاء من أصحاب الضمائر الحية التي لا يمكن شراؤها الذين تهزهم قضايا المستضعفين من شعوب تتعرض قضاياها العادلة لتآمر قوي معادية للعدالة الإنسانية خذ مثلا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللتين فرخت أنظمة فاسدة وحكاما فاسدين وضمنت بقاءهم من خلال تفريخ جماعات إرهابية تتولى تصفيات خصوم الحكام لإبراء ذمم الحكام من تلك الجرائم.

من هؤلاء الشرفاء كانت الصحفية الإيطالية التي قامت يوم الاحد 7 فبراير 2016م بتوجيه صفعة فولاذية موجعة بدت آثارها الدامية على خدي جون كيري وزير الخارجية الامريكي وصرخت وهي توجه صفعتها أنتم زرعتم داعش في حين أن عربا ومسلمين يروجون لهذا التنظيم الإرهابي من خلال الترويج لأعمال إرهابية يقومون بها ضد العرب ولا يمسون المجوس أو الشيعة.

يروجون لهذه الجماعة التي أصبحت بفعل فاعل أمريكي وإسرائيلي تسيطر على ثروات النفط في العراق وسوريا وليبيا وتعرض البرميل الواحد بـ 20 دولار ففقدت الدول النفطية العربية أكثر من 50% من سعره الحقيقي ويقابل ذلك استنزاف الدول النفطية من خلال ضرب الاستقرار والأمن في منطقتها لتدفع كلفة الغارات الجوية الوهمية للولايات المتحدة وكلفة مشتروات الأسلحة بمختلف أشكالها طائرات، دبابات، مدافع، صواريخ، قذائف، ذخائر.. الخ، ناهيكم عن كلفة مشاريع عدوانية لهم .

خذ على سبيل المثال الاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط بغداد في 9 ابريل 2003م  سحبت الولايات المتحدة من الخزائن النفطية مبلغا فلكيا قدره 300 مليار دولار لتتفرغ الولايات المتحدة وإيران بعد ذلك من نهب كل مقدرات العراق ولا ننسى القرصان الكبير برايمر..

كانت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون قد أفصحت في كتابها "الخيارات الصعبة" بأنهم هم الذين صنعوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ونسبوا كل شيء في العراق وسوريا وليبيا لداعش وها هم ينسبون أعمالا إرهابية تنفذها قوى استخبارية لحساب قوى استخبارية خارجية حين زعموا أن داعش هي التي فجرت مقرات حكومية والقوات الإماراتية في الحسوة والبريقة يوم 6 اكتوبر2015م واغتيال العقيد المحافظ السابق جعفر محمد سعد 6 ديسمبر 2015م، واغتيال العقيد علي صالح يافعي في 10 يناير 2016 والحادث المفخخ أمام البوابة الشمالية لقصر معاشيق في 28 يناير 2015 ونسبوا لـ"داعش" أيضا التفجير المفخخ عند نقطة أمنية عند بوابة عدن يوم 29 يناير 2016م ومعلوم أن كل تلك الأعمال نفذها جهاز استخباري محلي (يوصف منتسبوه بأنهم أولاد الأمريكان) والتي سقط فيها عدد كبير من الشهداء والمصابين.

الملاحظة البارزة أن الأوضاع في العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن كلها تدور في سياق الفوضى الخلاقة في إطار مخطط حدود الدم الذي تولت صياغته واشنطن وتل ابيب وتم إشراك إيران لإحياء دولة فارس من خلال عملائها في لبنان ممثلين في حزب الله وزعيمه حسن نصر الله وأنصار الله في اليمن (صعدة) وزعيمهم عبد الملك الحوثي.. تتسم الاوضاع بقتامة شديدة وخوف وصمت عربيين.

لا أحد يدين .. لا أحد يتكلم.. من خرج من بيته يسأل الله السلامة والعودة سالما إليه صمت وجبن وموت ومعاناة وتشرد وفقر ومرض حتى انبرى لهؤلاء الصامتين والخائفين تلك الصحفية الايطالية وصفعت جون كيري وزير الخارجية الأمريكي على خديه صارخة في وجهه: أنتم زرعتم داعش.

بارك الله فيك أيتها المرأة الشجاعة ولا نامت أعين الصحفيين والكتاب المرتزقة الذين امتهنوا وظيفة وضيعة تمثلت بـ"تشويه سمعة الشرفاء وإيذاء الصحف وخاصة الأمناء و "عدن الغد" اللتين تعملان في ظل احتجاب صحيفة 14 أكتوبر اليومية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص