آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:10:18:29
(عيدروس) و(شلال)..الطريق إلى استعادة الوطن..
ياسر الأعسم

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الجنوب أ امام تحدٍ كبير اخر، إما أن نقف يدا واحدة ،ونواجه الخطر في خندق واحد ،ونعيش رجال ونموت بشرف،وإما أن ننحني،ونتنازل عن النصر،ونلطم خدودنا،ونبكي على ضياع الوطن كالنساء!..

الحقيقة التي قد لا يعلم كثيرون تفاصيلها ،هي أن عملية اغتيال اللواء (جعفر)ـ رحمة الله عليه ـ كانت بداية لمخطط إسقاط (عدن) ،وإعلانها (إمارة)،ففي الوقت الذي صرعته،ومرافقه العبوة الناسفة ،كانت سيطرت شرعية فخامة الرئيس (هادي)لا تتعدى حدود قصر(المعاشيق)!.. أدرك أصحاب القرار في دول التحالف بأنهم في موقف غاية في الحرج،وفي لحظة مصيرية ،وقبل أن يطلع النهار،وتصبح الأعلام السوداء ترفرف في شوارع العاصمة (عدن)،وفوق سواري مؤسساتها،ونمسي كلنا (دواعش)،وتحت رحمة (السوخوي)الروسية ،جاء قرار تعيين القائدين (عيدروس) و(شلال)،ليقطع الطريق في وجه عربدة (عفاش)،وخلاياه النائمة ،وأذنابه الذين كانوا على وشك طعن الجنوب في ظهره.

إن إمساك قيادات الحراك (الانفصالية)،ورموز المقاومة الجنوبية مقاليد سلطة (عدن) كان ضرب من الخيال،ونحسبه بداية خروج الجنوب من النفق المظلم،وهذا السبب الحقيقي الذي جعلهم يفخخون حياتنا ،ويرسلون الإرهاب إلى شوارعنا لكي يرهبونا،ولسان حالهم يقول نحن أو الموت!..

 

 وجود قائد بقيمة(عيدروس)،ورجل من طينة،ومعدن (شلال) يشعرنا بالفخر،فهما لم يأتوا إلى بلاط السلطة بجرة قلم أو(برزة)،بل فرضتهما مواقفهم الشجاعة ،وإحساسهم بالمسئولية تجاه الجنوب،وشعبه،كما أنهما  لم يرضعا من ثدي نظام الاحتلال الفاسد ،ولم تصنعهما أحزابه الملوثة ،ولكنهم ولدوا  من رحم معاناة الجنوب ،ووجع شعب بكامله ،ومن رائحة التراب الذي روته دماء الاف الشهداء،وأنين الجرحى،وآهات القهر خلف جدران الزنزانة،ومن دموع الأمهات ،ولقمة عيش البسطاء،وأحلام الأطفال ،ومن كبرياء وطن حاولوا استعباده ،وعنفوان ثورتنا ،وشرف مقاومتنا ،وتجرعوا المر مثلهما مثل كثير من شرفاء الجنوب،فـ(عيدروس)محاكم بالاعدام لأنه كره أن يعيش بجناح مكسور،و(شلال)أقسم (ضبعان) النظام على تصفيته ،ونجا من مجزرة (سناج) بأعجوبة.

 عودة دولة الجنوب يبدأ من العاصمة (عدن) ،وهذه حقيقة يدركها كل الشمال،واذا كان الاستقلال حلم لنا ،فهو بمثابة الكابوس لهم!..من المهم أن نفهم بأنه إذا كانت غاية (عيدروس)السلطة،ونعيمها فقط دون المساس بالمنظومة القائمة على فكرة السيادة ،والهيمنة على مفاصل الدولة ،نبصم بالعشرة بأن (عدن)كانت ستعيش بالسلام ،ولكنهم على يقين بأن مشروعه أكبر من مجرد (كرسي)،وأنه لن يتنازل عن حق شعب الجنوب في استعادة وطنه،وهذا مصدر فزعهم، ويسرق النوم من أجفانهم!..

إذا أردنا الاستقلال علينا أن ندفع ثمنه ،ولا نكتفي بلعن الواقع التعيس!..فالخطر لا يهدد شخص (عيدروس)او(شلال)و(الحالمي)وغيرهم من القيادات ،بل هو تهديد للجنوب،ومستقبله،ولا نحتاج ان نهرش روؤسنا حتى نعي بان الطريق ليس مفروشة بالورود ،ولكننا نحتاج الى مواقف شجاعة ،وايمان بقدرتنا على تجاوز التحدي،فالجنوب لن يأتي ووجوهنا مسمرة على الحائط ،والأحلام الكبيرة تستحق تضحيات كبيرة.

 

      وضعوا أرواحهم على كفوفهم،واختاروا لأنفسهم ،واقرب الناس لهم الموت لكي نحيا بكرامة ،ولا يسألونا رد الدين،ولكننا نملك ان نساندهم في حياتهم،ونكون خلفهم صفا واحدا من اجل الجنوب، فـالقائد (شلال) تحمل المسئولية دون ان يستلم قرار تعيينه ،ومازال القرار الى اليوم في دهاليز (الشرعية) ،ودرج مستشار فخامته!..

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل